بوزيدي يحيى – كاتب وباحث جزائري “خاص بموقع الراصد”
ارتبط صعود إيران الإقليمي بعد ثورة سنة 1979 بالتشيع ارتباطا وثيقا، حيث تلازم الحضور الإيراني في كل مكان بعمل ممنهج لنشر التشيع، وبحكم التواجد التاريخي للتجمعات الشيعية في الخليج العربي ولبنان وتركيا وغيرها من الدول في آسيا؛ فإن ما ميّز هذه التجمعات هو التغير في مطالبها التي حاولت محاكاة التجربة الثورية الإيرانية، واستنساخ نموذج الجمهورية الإسلامية في أوطانها.
ونظرا لمعرفة هذه المجتمعات بالعقيدة الشيعية فإن الصدام الذي وقع بمستويات متفاوتة، خاصة مع الأنظمة السياسية الحاكمة؛ كان دورة تاريخية أخرى من دورات الصدام، غير أنه في الحالة الإفريقية اقترن التأييد السياسي لإيران في دولها الإسلامية بنشاط تبشيري شيعي اختلف من حيث مداخله وآلياته من بلد لآخر.
وقد تناولَت الكثير من الدراسات انتشار التشيع في كل بلد على حدة أو في منطقة من المناطق كشمال إفريقيا وغربها وشرقها أو جنوبها، غير أن ما ينقص في هذا الجانب هو الدراسات المقارنة بين مجتمع وآخر، فرغم القواسم المشتركة للقارة الإفريقية التي عَرفت تقريبا التحولات التاريخية نفسها، ولعل أبرزها الفتوحات الإسلامية والموجة الاستعمارية الأوروبية، وحتى الخصائص المجتمعية المتشابهة، إلا أنه مع ذلك توجد الكثير من الاختلافات بينها، وأبرزها ذلك التباين بين إفريقيا جنوب الصحراء وشمال إفريقيا، واللتين تفصل بينهما الصحراء الكبرى التي كانت ولا زالت موطنا للطوارق، الذين يشكلون حاجزا بشريا بين العرب والبربر والعرق الإفريقي الأسود في الجنوب. فقد وقفت الصحراء الإفريقية الكبرى كعقبة طبيعية أمام الاتصال بين شمال وجنوب إفريقيا، إلى أن تمكن العرب المسلمون من تحديد معابر عبر الصحراء، وبناء محطات تزويد واستراحة على طول تلك الطرق([1]).
وبالنسبة لموضوع التشيع، فإن هذه المنطقة لم تشهد نشاطا تبشيريا شيعيا مشابها لذلك الذي عرفته في الشمال، أو الجنوب على حد سواء، ولعل هذا الاستثناء يمثل نقطة بداية تعكس وجود فوارق أخرى للظاهرة في شمال إفريقيا، وفي جنوب الصحراء حيث يعد الحزام الصحراوي فاصلا بين الإقليمين، وفي الوقت نفسه يعكس خصائص طبيعية واجتماعية مميزة لها وتبعا لذلك سياسية، وانطلاقا من الخصوصيات المميزة لهذه المناطق الجغرافية فإن الدراسة تطرح الإشكالية التالية:
كيف ارتقى التشيع في بعض الدول والمناطق إلى مستوى الظاهرة، وبقي محصورا عدديا وجغرافيا في مناطق أخرى؟
سنحاول الإجابة على هذه الإشكالية من خلال العناصر التالية:
أولا: حجم الانتشار
قبل الخوض في نقاط تقاطع وتمايز ظاهرة التشيع بين النطاقين الجغرافيين محل الدراسة يتوجب في البداية الوقوف عند حجم انتشارها في كل نطاق، والدلالات التي يمكن استخلاصها من ذلك. وفي هذا الباب تتضارب الأرقام للتعقيدات التي تحيط بالظاهرة، فالمصادر الشيعية تضخم حجمهم بشكل كبير جدا، ولا تستند ادعاءاتها على دلائل موضوعية([2])، والجهد الأكاديمي الأهم جاء في تقرير “التشيع في إفريقيا” الصادر عن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في 2011. وقد خلص التقرير إلى تصنيف الدول الأفريقية إلى أربعة أقسام([3]):
1- دول وصل فيها التشيع إلى مستوى الظاهرة وهي ثلاث دول؛ نيجيريا حيث «التشيع منتشر وله وجود منظم، وهي أكثر بلاد أفريقيا من حيث انتشار التشيع ووجود توتر بين الشيعة والسنة». والدولتان الأخريان هما غانا وتونس.
2- دول يصل فيها النشاط الشيعي إلى مستوى الظاهرة من حيث الجهود المبذولة والمؤسسات من مدارس ومساجد وحسينيات وبعثات دراسية، مع تحوُّل محدود إلى المذهب الشيعي. والدول هي: سيراليون وكينيا وغينيا كوناكري وساحل العاج والسنغال وتنزانيا وجزر القمر والمغرب والجزائر.
3- دول يوجد فيها نشاط ملموس ومتزايد للتشيع ولكنه لم يتحول إلى كونه ظاهرة، لا في المؤسسات ولا في اعتناق أهل البلاد للمذهب، والبلاد هي: النيجر وبِنِين ومالي والكاميرون والكونغو والسودان وأوغندا.
4- أما الدول التي لا يعدّ النشاط الشيعي فيها ملموساً أو ظاهراً و«لا يمثل ظاهرة لا في مؤسساته ولا في معتنقيه» فهي توغو وليبيريا وموريتانيا وتشاد وجيبوتي والصومال وموزمبيق وإثيوبيا وغامبيا والغابون وغينيا بيساو وبوركينا فاسو.
وثمة دولة يسكت التقرير عن تقييمها وهي مصر، ولكن من واقع ما ورد عنها نستطيع أن نُلحِقها ضمن المجموعة الثالثة، فقد ورد أن للشيعة نشاطاً تعليمياً وثقافياً وإعلامياً في مصر، ومع ذلك ما يزال التأثير الشيعي محدوداً قياساً بعدد السكان وحجم النشاط الإعلامي والثقافي في مصر بشكل عام([4]).
ثانيا: مأسسة التشيع
يسعى المتشيعون لشرعنة وجودهم وتطويره من خلال خلق هياكل مؤسساتية تمنحهم الصيغة القانونية للنشاط، وأيضا توفر فضاء للتواصل بينهم، ما يمكّنهم من التعاضد والتعاون، وفي الوقت نفسه ممارسة نشاط دعوي. من هنا فإن البعد المؤسساتي يشكل أحد المؤشرات على تغلغل التشيع في المجتمعات الأفريقية وحجم انتشاره والموقف المجتمعي منه، وحضورهم المؤسساتي يتفاوت من بلد إلى آخر ومن منطقة إلى أخرى، ووفق التقسيم المعتمد للدراسة فإنه في الجنوب أكثر بكثير مقارنة بالشمال، ولكنه يتفاوت من دولة إلى أخرى، ففي بعض الدول الإفريقية لا يتجاوز عدد المؤسسات الشيعية أصابع اليد الواحدة كبنين وبوركينا فاسو، وتوغو، وغامبيا، وليبيريا، ومالي، وغينيا بيساو، وتشاد، والغابون، وجيبوتي، وإثيوبيا.
أما في الدول الأخرى فهناك عدد لا بأس به يتوزع بين مساجد وحسينيات ومدارس وجمعيات وحتى جامعات، ومن الأمثلة على ذلك وجود 12 مسجداً للشيعة في جنوب إفريقيا، إضافة إلى 8 حسينيات. وفي سيراليون هناك مدارس، ومعاهد علمية، ومستشفيات، ومؤسسات خيرية، ومساجد وأهمها مدرسة الزينبية، ومؤسسة أهل البيت بجوار مسجد الحسين، والمعهد العلمي للدراسات الإسلامية، وجامعة علمية حديثة بدعم إيراني، ومجمع أهل البيت.
وفي نيجيريا توجد 50 مدرسة. وفي غانا هناك مؤسسة أهل البيت، ومؤسسة الإمام الحسين، ومسجد الرسول الأكرم، ومعهد أهل البيت، ومدرسة الإمام الصادق، ومسجد الحسين، ومدرسة الإمام المهدي، ومؤسسة الكوثر، ومكتبتان، إضافة إلى 7 معاهد، و7 مساجد، ومراكز خدمات اقتصادية بسيطة. وفي غينيا كوناكري أحصيت 9 مدارس ، و4 جمعيات ومركز فيه حوزة.
وفي ساحل العاج أيضا هناك 12 مدرسة، و7 جمعيات، و3 مساجد، و3 حسينيات، و6 مراكز ثقافية، ومستوصفان. وفي السنغال أيضا هناك 4 مراكز، و5 مساجد، و6 مدارس، ومستوصف، وكلية الحسنين، والمركز الثقافي الإيراني، وحوزة الرسول الأكرم، وكلية فاطمة الزهراء، ومؤسسة المزدهر، والمؤسسة الاجتماعية الإسلامية، و3 جمعيات، و10 مراكز. وفي الكاميرون يوجد معهد أهل البيت، ومدرسة، و7 مساجد. وفي الكونغو أحصي 16 مركزا، و3 مساجد، وجامعة، وأنشطة خدماتية.
وفي أوغندا هناك 3 مدارس، وحوزة الإمام الصادق، ومركز أهل البيت الإسلامي، ومسجدان، وجمعية الصادق النسائية، و3 مؤسسات، ومعهد أهل البيت، ومكتبة الإمام الصادق. وفي كينيا إضافة إلى المركز الثقافي الإيراني، هناك 5 مساجد، و5 مدارس، والنادي الجعفري، و3 مراكز، و3 جمعيات، وخدمات طبية، ومستوصفان. وفي تنزانيا: 3 مراكز، 6 مدارس، أكاديمية ولي العصر، معهد، كلية تدريب المعلمين، حوزات، 6 مساجد، حسينيات. وفي موزمبيق: 4 مدارس، حسينيات. وفي جزر القمر يوجد مركز التبيان العلمي، كلية الحقوق والعلوم الإسلامية، مركز طبي تابع للهلال الأحمر الإيراني، لجنة إمداد الخميني، مركز الثقلين، مركز الإمام الخميني الثقافي.
أما في دول شمال إفريقيا فإن البعد المؤسسي محدود جدا، ففي الدول المغاربية توجد فقط ثلاث جمعيات في المملكة المغربية ليس لها نشاط كبير جدا، وتنعدم في الجزائر وبعضها على ندرتها فإنها تعمل بطرق غير مباشرة تحت عناوين لا تعكس هويتها، والحضور المؤسساتي أكثر بقليل في مصر حيث توجد 4 جمعيات، ودار نشر، وفي موريتانيا يشار إلى وجود حسينيات في العاصمة نواكشوط يديرها موريتانيون ويمارسون فيها عباداتهم وكل ما يريدون في مواسمهم([5]). أما في تونس وبالعودة إلى التقارير الميدانية فإن الجزء المخصص للحالة التونسية لا يقدم أي أرقام عن عدد المتشيعين، كما يشير إلى جمعية واحدة فقط (جمعية أهل البيت الثقافية) وبذلك فإن تصنيفها ضمن الدول التي بلغ فيها التشيع حد الظاهرة فيه قدر من المبالغة. وحتى الجزائر والمغرب اللتين صنفتا من الدول التي بلغت فيها الأنشطة مستوى الظاهرة لا يوجد نشاط مؤسسي يعضد هذه الفرضية. والحضور الأكبر كان في السودان التي أحصي بها 3 مدارس، ومعهد الإمام جعفر الصادق، و6 مكتبات، و10 جمعيات، والمركز الثقافي الإيراني، و15 حسينية، غير أنه تم غلقها في 2016.
ثالثا: مداخل التشيع وآليات الانتشار:
تتنوع مداخل التشيع بين الاجتماعي والسياسي والديني، وتتمثل أهمها فيما يلي:
1- الدور الإيراني:
كما سبقت الإشارة في مقدمة الدراسة فإن الدور الإيراني محوري في عملية نشر التشيع، في شمال القارة وجنوبها، وهي تزاوج بين المصالح الاقتصادية ونشر التشيع، فكثيرا ما تستغل طهران علاقاتها الدبلوماسية مع الدول الإفريقية والتعاون الاقتصادي لدعم الأنشطة التي تروّج التشيع، وكلما كان هناك تطور في العلاقات السياسية يشهد بالموازاة مع ذلك حركة كبيرة في التشيع، وكلما سمحت السلطات بالنشاط فإن السفارات الإيرانية لا تخفي دورها في نشر التشيع بشكل علني، وغالبا ما تترافق المساعدات الاقتصادية والخدماتية بمحاولات لنشر التشيع.
إذ يُستغَل بذل المال الكافي لضمان تدفق (الدعوة) والاستثمار معاً جملة واحدة؛ لا سيما في نيجيريا وكينيا وجنوب إفريقيا والسنغال وغانا، الدول الواعدة ضمن دائرة الضوء الاستثماري العالمي الغارقة في الفساد أيضاً([6]). فقد شهد الحضور الإيراني تصاعدا كبيرا في غرب إفريقيا خصوصا خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، من خلال المنظمات والهيئات الأهلية، والمراكز الثقافية، والمشاريع الاقتصادية، والعمل الدبلوماسي([7])، مستفيدة من كون إقليم غرب إفريقيا يمثل أكبر كتلة إسلامية في القارة الإفريقية، لذلك يمثل الإقليم بيئة خصبة لتلقي مبادئ الثورة التي تعمل إيران على نشرها في أرجاء العالم([8]).
لا يختلف الأمر كثيرا في شمال إفريقيا حيث تولي إيران المنطقة أهمية كبيرة، وقد سعت إلى تعزيز علاقاتها مع دول المنطقة خاصة المغاربية منها بعد تأزم علاقتها مع مصر عقب الموقف الإيراني المؤيد لاغتيال الرئيس أنور السادات، وهو ما تكرر مع الجزائر في بداية تسعينيات القرن الماضي عقب اغتيال الرئيس محمد بو ضياف، وفي سياق المحاور الإقليمية فإن العلاقة مع مصر بقيت مضطربة نتيجة التوافق المصري السعودي؛ لذلك وجدت في الموقف الجزائري نوعا من التوازن، والتأثير الأهم كان في السودان التي وصل فيها الإسلاميون للسلطة بعمل ثوري هو الأكثر نجاحا من بين المحاولات العربية التي سعت لمحاكاة النموذج الإيراني في تلك المرحلة، وقد أثمر الاحتفاء السوداني بإيران تمددا شيعيا هو الأكبر في الدول العربية السنية، وفي كل المراحل لم تفوّت إيران أي فرصة تتاح لنشر التشيع استثمارا لعلاقاتها مع هذه الدول، ودور السفارات الإيرانية، وبشكل خاص المراكز الثقافية التابعة لها، جلي في كل هذه الدول، إضافة إلى المنح الدراسية للدراسة في حوزاتها.
2- دور المهاجرين:
لعب المهاجرون الشيعة بشكل عام دورا مهما في نشر التشيع في كل إفريقيا، غير أنه أكثر وضوحا وديمومة في جنوبها على عكس شمالها، خاصة الجالية اللبنانية التي تقوم بدور كبير في عملية التبليغ الشيعي في البلاد الإفريقية([9])، وذلك لتواجدهم بأعداد كبيرة، إذ تشير بعض الإحصائيات إلى أن 350 ألف لبناني على الأقل منتشرون عبر القارة، وتمثل ساحل العاج، والسنغال، ونيجيريا أهم مراكز الجاليات اللبنانية المقيمة في إفريقيا، بجانب آلاف اللبنانيين الآخرين يقيمون تقريبا في كل الدول الإفريقية([10]).
ورغم تواجدهم في القارة لفترة طويلة، إذ تعود إلى بدايات القرن الماضي غير أن اهتمامهم بالأنشطة الدعوية اقتصر على الجالية نفسها للمحافظة على هويتها، لتشهد نقلة بعد الزيارة التي قام بها موسى الصدر في سنة 1964 لعدد من الدول الأفريقية، حاملاً مشروع المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان([11])، ثم قفزة تالية مع انتصار الثورة الإيرانية في 1979.
وممّا مكنهم من المساهمة الفعالة في نشر التشيع امتلاكهم للثروات نظرا لاشتغالهم في التجارة، حيث يمارس معظم اللبنانيين المتوزعين عبر القارة أنشطة تجارية، ولذلك تعيش الجاليات اللبنانية حياة يسودها الرخاء هناك، وهي أساسية ومنافسة لكثير من الجاليات الأخرى، إذ تبلغ قيمة الاستثمارات اللبنانية في إفريقيا نحو 45 مليار دولار، تسبقها الصين بـ 75 مليار دولار أميركي([12]).
واستقرت أكبر جالية من اللبنانيين، والتي يتراوح عدد أفرادها من ستين ألفاً إلى مائة وعشرين ألفا في ساحل العاج منذ أواخر الثمانينيات، وهناك جالية أخرى يبلغ عدد أفرادها أربعين ألفا يعيشون في السنغال، والكثيرون منهم يشغلون متاجر البيع بالتجزئة، في حين يعمل آخرون في تجارة الماس([13]). وهم يتحكمون بحوالي 60% من القطاعات الاقتصادية الحيوية، فيمتلكون أربعة آلاف مؤسسة من بينها 1500 مؤسسة صناعية يعمل فيها نحو 150 ألف مواطن من أهل البلاد. وهم يسيطرون على 70% من تجارة الجملة، و50% من تجارة التقسيط، و80% من شركات جمع القهوة والكاكاو وتصديرها، و17% من سيارات الأجرة، الأمر الذي حرصت قيادات البلاد المتوالية على التنويه والإشادة به([14]).
وفي كينيا تقيم جالية إسلامية كبيرة تضم حوالي نصف مليون من أبناء الطائفة الشيعية، هؤلاء يشكلون موقعا هاما ومهما لنشر الإسلام الشيعي بصيغته الإيرانية الراديكالية. وفي شرق إفريقيا تعود أصول الشيعة إلى منطقة الخليج والهند، وقد لعبت الهجرات المتتالية خلال القرون السابقة دورا في انتشار التشيع بهذه المنطقة، كما في زنجبار، والشيرازيين في تنزانيا.
أما في شمال إفريقيا فقد كان دورهم محدودا لأعدادهم القليلة التي لا تتجاوز بعض المئات والعشرات في هذه الدول، وحضورهم حديثُ عهد حيث يعود لما بعد الاستقلال، خاصة في الجزائر التي استقدمتهم في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي للتدريس في مدارسها وثانوياتها وجامعاتها، ونشاطهم كان محتشما في بداياته ثم توسع مع الثورة الإيرانية لكنه بقي محدودا. وفي العقود الأخيرة كانت هناك محاولات لهم للنشاط والتي عرفت بقضية رجل الأعمال صلاح عز الدين الذي كانت له أنشطة تجارية وسعى لتأسيس مدرسة خاصة.
وفي المغرب كانت هناك أنشطة مماثلة تم احتواؤها على غرار المدرسة العراقية التي تم غلقها بتهمة نشر التشيع، وفي موريتانيا جاء تجار لبنانيون شيعة من السنغال وفتحوا مطاعم في وسط العاصمة قرب “تجمع سيتي سنتر” وهم متهمون بمحاولة التغلغل في المجتمع، كما حصلت بعض الزيجات بين موريتانيات وإيرانيين([15]).
والاستثناء في مصر حيث كان المهاجرون الشيعة؛ الرافد الأساسي للتشيع لوجود الكثير من العناصر العربية الشيعية فيها، والذي قام بدور فعال في دعم الدعوة الشيعية، فقد كانت مصر مكتظة بالشيعة العراقيين الفارين من وجه صدام، والذين أقاموا في مصر لغرض الدراسة، كما كان بها الكثير أيضا من شيعة البحرين والسعودية الذين يقيمون لنفس الغرض، وقد أسهمت هذه العناصر في القيام بدور دفاعي فعال ضد الهجمات الإعلامية التي شنت على الشيعة في تلك الفترة([16]). وشهد عددهم تزايدا كبيرا في مصر عقب الاحتلال الأمريكي للعراق في 2003، ومكمن الخطر في تجمعهم بمناطق على غرار مدينة 6 أكتوبر.
3- دور الحركة الإسلامية:
سهلت الحركات الإسلامية في المنطقتين عملية التشيع من خلال ترويجها للثورة الإيرانية واحتفائها بالخميني ثم حسن نصر الله، ودفاعها عن سياسات إيران في المنطقة، وبذلك كانت بيئة حاضنة للتشيع السياسي الذي تطور لاحقا إلى تشيع عقدي، غير أن الفارق بين الحالتين أن انتقال المنتمين للحركة الإسلامية إلى العقيدة الشيعية شمل في الشمال أفرادا من الدرجة الثالثة أو الرابعة وحتى متعاطفين معها، لكنه في الجنوب شمل قادة بارزين خاصة في نيجيريا التي تأثرت الحركة الإسلامية فيها بالثورة الإيرانية والاحتفاء بها، ليتشيع البعض منها تبعا لذلك([17])، وشهدت ما يشبه الانتقال الجماعي نتيجة الدور الذي لعبه إبراهيم الزكزكي الذي كان قياديا بارزا فيها.
4- الجماعات الدينية المتطرفة:
استثمرت إيران أيضا في جماعات التطرف التي نشأت في المنطقة لتسويق التشيع، وقد حصل هذا في وقت مبكر خلال تسعينيات القرن الماضي في الجزائر ومصر، وازداد في السنوات الأخيرة خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 ثم احتلال العراق وصولا إلى 2011 مع بروز تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، ولم تفوت فرصة صعود التنظيمات المتطرفة في دول الجنوب على غرار تنظيم بوكو حرام؛ إذ باتت طهران تستفيد من ممارسات وسلوكيات الجماعات المتشددة في مالي ونيجيريا والمرفوضة شعبيا من أجل تسويق الفكر الشيعي([18]).
5- التعاون مع دول الجوار في نشر التشيع:
لا يقتصر النشاط التبشيري الشيعي على كل دولة بشكل مستقل وإنما يوجد تنسيق عابر للحدود، حيث يتفاعل المتشيعون مع أقرانهم في دول الجوار، وهذا النوع من النشاط متواجد بشكل كبير في دول جنوب الصحراء، ومن الأمثلة على ذلك أنه يتم ابتعاث الطلاب من غينيا بيساو إلى مدارس شيعية في السنغال؛ حيث يزاولون النشاط التشييعي بعد عودتهم من الخارج بعد أن تمكنوا من الحصول على التدريبات الكاملة في الدورات والمناهج الشيعية. فمثلا في 2007 قاموا بتنظيم دورة تدريبية في العاصمة بيساو دامت أسبوعين قام بها الممثل عنهم القادم من غينيا الكنكاري، وحاولوا في الوقت نفسه شراء قطعة أرض لبناء مؤسسات عليها([19]). ويظهر هذا النشاط أيضا في المؤسسات الشيعية ذات الطابع الإقليمي على غرار اتحاد غرب إفريقيا لأهل البيت، ورابطة عموم إفريقيا لآل البيت، وهي منظمة شيعية غير حكومية أسست في العاصمة السنغالية داكار التي حددها المؤسسون مقراً للرابطة.
وفي دول شمال إفريقيا تكاد تنعدم الظاهرة إذ لا يوجد تعاون بين الشيعة المغاربة، خاصة بين الجزائر والمملكة المغربية بسبب الخلافات السياسية بين البلدين، بينما سجلت محاولات مختلفة مع المتشيعين في تونس، وكانت هناك مطالب للتعاون في هذا الاتجاه خاصة مع فرص التواصل التي تتاح في الحوزات الشيعية ومواقع التواصل الاجتماعي.
6- الفرق الدينية المنافسة:
دور الجماعات الصوفية والفرق المعادية ظاهر بشكل جلي وقوي في الجنوب على عكس شمال إفريقيا، إذ يعتبر التصوف أحد السمات الدينية في المجتمعات الإفريقية حيث تنتشر هذه الطرق في كل دولها، والكثير منها موجودة في الشمال ولها امتدادات في الجنوب، وقد شكلت في النطاقين أحد مداخل التشيع، وفي إثيوبيا كان لفرقة الأحباش دور كبير في نشر التشيع من خلال الحد أولا وإعاقة انتشار الإصلاح السني تحت شعار محاربة الوهابية.
رابعا: المواقف الرسمية في دول الشمال والجنوب
تتباين ردود الفعل الرسمية في الدول الإفريقية بشكل عام تجاه حركة التشيع، فهناك حكومات لا تعارض الأنشطة الشيعية التبشيرية، بل على العكس ترحب بها، وتسمح لها بالنشاط القانوني، كبِنين، وبوركينا فاسو، وسيراليون، وغانا، وغينيا كوناكري، وليبيريا، ومالي، وساحل العاج، وغينيا بيساو، والسنغال، والكونغو، وأوغندا، وكينيا، وتنزانيا جزئيا، وجزر القمر، وإثيوبيا، بينما ترفض دول أخرى ذلك رفض قاطعا، مثل غامبيا، والنيجر، وتشاد، والغابون جزئيا، والكاميرون، في حين نجد دولا كانت تسمح بذلك ثم عارضته، وتوترت العلاقة بينها وبين إيران على غرار نيجيريا في الجنوب، والسودان في الشمال. وهناك من فعلته ثم عادت عن مواقفها كالسنغال حيث إغلاق نظام عبده ضيوف السفارة الإيرانية في داكار عام 1984، لكن النظام السياسي الحالي لم يعارض التمدد الثقافي لإيران، وذكر وزير خارجية السنغال شيخ تيدان جاديو Sheikh Tidiane Gadio في عام 2004 أنه يريد “الحصول على الخبرة الإيرانية في إنشاء المدارس الدينية، وتحفيظ القرآن”([20]). والتذبذب في المواقف يتكرر في الجزائر والمغرب ومصر، بينما تسمح تونس بنشاطهم سواء في عهد النظام السابق أو النظام الحالي، كون المنظومة القانونية هناك تعتبر حرية المعتقد شأنا خاصا لا تتدخل فيه السلطة السياسية.
خامسا: الانعكاسات المجتمعية والسياسية للمتشيعين:
تتعدد آثار ظاهرة التشيع سواء في سياقها الاجتماعي أو السياسي، وجلّها ينذر بتفكك تلك المجتمعات وعدم استقرار الدول نتيجة للتصدعات التي يحدثها هؤلاء في مجتمعاتهم على المدى الوسيط أو البعيد، وهذا ما يتضح عند المقارنة بين درجة انتشار الظاهرة من بلد إلى آخر. فأهم مظاهر التغلغل الشيعي يكمن في درجة الصراع والصدام، سواء الأفقي منه (المجتمعي- المجتمعي) أو العمودي (المجتمعي- السلطة السياسية) ففي الحالة الأولى هو أكثر حضورا في إفريقيا جنوب الصحراء، وفي شمال إفريقيا ما زال ضيقا ومتحكما فيه، والحوادث في هذا الإطار فردية ومحدودة وأشهرها ما حصل في مصر للمتشيع حسن شحاته الذي سحل في 2013، أما في جنوب الصحراء فقد تطور إلى صراع مع السلطة السياسية، وأهم الحالات وقعت في نيجيريا سنة 2015 بين الحركة الإسلامية الشيعية التي يقودها إبراهيم الزكزكي والجيش النيجيري قتل فيها زهاء 300 متشيع، فجماعة الزكزكي بمثابة كتلة سياسية خطيرة، تعتمد على سياسة حزب الله اللبناني في تجنيد أعضائها، وترمي إلى خلق قواعد محلية موالية لإيران باعتبارها المرجعية الوحيدة، وتزعم مواجهة المصالح الغربية في إفريقيا ومواجهة الإمبريالية والاستكبار الغربي([21]).
ومن الانعكاسات الاجتماعية أيضا السعي لإنتاج مرجعيات شيعية محلية، فقد أضحت الحوزات الشيعية قبلة للكثير من الطلبة الأفارقة الذين يتم ابتعاثهم إلى هناك بمنح إيرانية رسمية للدراسة فيها، وهذه الظاهرة تشمل القارة كلها، وفي شمالها وجنوبها لعب هؤلاء دورا محوريا في نشر التشيع، وهناك محاولات جادة لتأسيس مرجعيات شيعية محلية، وقد استطاعت تحقيق قدر من النتائج لعل أبرزها حالة إبراهيم الزكزكي في نيجيريا، وفي توغو عبد المؤمن من قبيلة كسنتو، ومحمد دار الحكمة في غينيا، ومحمود عبد الله إبراهيم في جزر القمر، وعبدالرحمن ادن في جيبوتي. وفي دول شمال إفريقيا هناك محمد التيجاني السماوي في تونس، وفي الجزائر فضيل الجزائري، وفي المغرب إدريس هاني، ومعتصم سيد أحمد من السودان. كما أن نشاط الدعاة الشيعية اللبنانيين والإيرانيين وغيرهم قوي ومعلن في الكثير من الدول الإفريقية بينما يكاد ينعدم في دول شمال إفريقيا.
الخلاصة:
خلصت الدراسة إلى جملة النتائج التالية:
- عدديًا لا توجد إحصائيات دقيقة للتشيع، ولكن بشكل عام تبدو أعدادهم في إفريقيا جنوب الصحراء أكثر من شمالها بكثير، دون إغفال الفوارق في عدد السكان بكل تأكيد.
- درجة المأسسة تعزز النتيجة أعلاه، ذلك أن جلّ دول شمال إفريقيا لا توجد فيها مؤسسات شيعية معترف بها، والبعض الآخر -على ندرته- ينشط بطريقة سرية تحت عناوين مختلفة لا تعكس هويته، كما يقتصر على الجمعيات، وحتى الحسينيات لا تعدو أن تكون شققا تستأجر لهذا الغرض وتغير في كل مناسبة شيعية، بينما في دول الجنوب فالمؤسسات بالعشرات في الكثير من الدول وأقلها تقريبا أكثر من دول الشمال، كما تتنوع من جمعيات ومدارس إلى معاهد وجامعات، ومساجد وحسينيات، فضلا عن المؤسسات الخدماتية.
- المواقف الرسمية من التشيع كثيرة التقلب وهي مرهونة بالتغيرات السياسية، وتتراوح بين الاعتراف والترحيب أو السكوت الضمني، أو الرفض الضمني أو الرفض الصريح، ودول الشمال جلها إما ساكت أو رافض ضمنيا وأحيانا بشكل صريح، بينما الكثير من دول الجنوب تعترف بذلك النشاط وترحب به، وليس أدل على ذلك من المؤسسات الناشطة في مجال التشيع بشكل رسمي وعلني. ونادرة هي الدول التي تحولت بشكل سريع في علاقاتها ورفضت التشيع كبعد في العلاقة مع إيران.
- الدور الإيراني ثابت في نشر التشيع في المنطقتين وهو حامي الشيعة والمتشيعين هناك، وكثيرا ما تصدر تصريحات إيرانية تندد بأي تضييق عليهم فضلا عن النشاط التبشيري الذي تقوم به المراكز الثقافية التابعة لسفاراتها.
- لعبت الجالية الشيعية اللبنانية دورا هاما جدا في نشر التشيع في إفريقيا جنوب الصحراء على عكس شمالها، وذلك لثلاثة اعتبارات أساسية: أولها أنها تتواجد بنسب كبيرة تتجاوز عشرات الآلاف أحيانا، وثانيا أن وجودها قديم وليس جديدا، وثالها أنها تسيطر على الأنشطة الاقتصادية والتجارية وهي مدخل مهم يوفر المال الضروري لعملها الدعوي.
- ساهمت الحركات الإسلامية في الترويج للتشيع من خلال تسويق الأطروحة الإيرانية وانتقال بعض قادتها للتشيع أعطى زخما إضافيا له، كما أربك الجهود المكافِحة.
- استغلت إيران صعود الجماعات المتطرفة في المجال السني لتشويه عقائد أهل السنة كلها وطرح التشيع كبديل لها.
- تنسيق جهود نشر التشيع إقليميا وحتى في إطار مؤسساتي في إفريقيا جنوب الصحراء أكثر من شمالها.
- تمكنت إيران من توظيف الطرق الصوفية في نشر التشيع في الفضاءين الشمالي والجنوبي من خلال مدخل آل البيت وحبهم من جهة، وفي سياق التنافس والصراع الصوفي السلفي من جهة أخرى.
- هناك سعي دؤوب لانتاج مرجعيات محلية في كل إفريقيا، وهذا الدور موكول للحوزات الشيعية في قُم وغيرها التي تعنى بتكوين طلبة أفارقة في مدارسها، وقد استطاعت تحقيق بعض الاختراقات في العديد من الدول رغم عدم وجود مراجع بدرجة “آيات الله العظمى” وهذا أمر مستبعد في المدى المتوسط على الأقل، حتى تضمن السيطرة المباشرة عليهم بوصفهم مجرد وكلاء للمراجع القابعة في قم أو النجف.
- في دول إفريقيا جنوب الصحراء التي ارتقى فيها التشيع إلى مستوى الظاهرة تجاوز الصراع المجال الاجتماعي إلى المجال السياسي كما حصل في نيجيريا مع جماعة الزكزكي، بينما في شمالها فإنه مازال محصورا في سياقه المجتمعي على محدوديته، ولكن ذلك مؤشر على المدى الذي يمكن أن تصل إليه الحركات الشيعية كلما امتلكت قوة عددية أكبر.
- يمكن عزو ضعف انتشار التشيع في شمال إفريقيا إلى عامل اللغة (كونها منطقة عربية) إذا أن الكثير من الجهود في مواجهة التشيع باللغة العربية آتية من المشرق الذي يعيش هذا الصراع بشكل مباشر، كما أنه أعرف بالشيعة نتيجة التفاعل المستمر منذ عقود، وتلك الجهود كان لها صدى كبير جدا في شمال إفريقيا وخاصة المغرب الإسلامي حيث تتابع وسائل الإعلام المتخصصة في محاربة الشيعة والتشيع بمختلف أشكالها، ويتفاعل معها بشكل مباشر، على عكس شعوب جنوب الصحراء المتباينة لغويا، لذلك يتوجب الاهتمام أكثر بالدعاة الأفارقة وتكوين متخصصين في هذا الباب، ودعم الجهود الإعلامية باللغات الإفريقية المحلية.
- في الإطار اللغوي دائما فإن انتماء دول شمال إفريقيا إلى الدائرة العربية يجعلها أكثر اهتماما بالقضايا التي تثار في هذا الفضاء الجغرافي، لذلك كان للانتفاضات الشعبية التي اندلعت في المنطقة منذ 2011 وخاصة الأزمة السورية وما تبعها من صراع طائفي كشف صورة مغايرة عن إيران وحزب الله والشيعة بشكل عام، مما ساهم في تراجع حركة التشيع مقارنة بالمسار الذي كانت عليه سابقا، ورغم اهتمام المسلمين الأفارقة بالقضايا العربية كونهم جزءا من الأمة الإسلامية إلا أن العامل اللغوي يبقى حاجزا أمام التأثير القوي الذي يمكن أن تثيره أحداث على هذا الشكل.
- النشاط التبشيري الشيعي متكامل مع بعضه البعض ولا يعاني من صراعات بينية سواء كدول أو مرجعيات، على عكس التبشير السني الذي مازال خاضعا للرؤى الوطنية ولا يوجد تنسيق للجهود وأحيانا تكون متضاربة سواء بين الدول أو الجماعات.
([1]) قاسم الدويكات، مشكلات الحدود السياسية في الوطن العربي: دراسة في الجغرافيا السياسية، ب د ن، ط1، 2003، ص 14.
([2]) يمكن في هذا الإطار الرجوع على سبيل المثال لا الحصر إلى مقالة على موقع الجزيرة اعتمدت مصادر شيعية، وكيف يضخم أرقام المتشيعين في كل الدول الإفريقية، محمد السعيد، وميض النار.. رقعة الحرب السعودية الإيرانية في أفريقيا، الجزيرة نت، 10/05/2017، على الرابط: http://cutt.us/EkXO3
([3]) هيئة التحرير، المد الشيعي في إفريقيا هل تحول إلى ظاهرة؟ مركز التأصيل للدراسات والبحوث، 13 جمادى الأولى، 1433هـ، على الرابط:
http://taseel.com/articles/viewprint/1142
([5]) مدير مركز تكوين العلماء: الخطر الشيعي أصبح حقيقة بتجليات كثيرة، السراج الإخباري، 20/06/2012، على الرابط:
http://essirage.net/archive/index.php/news-and-reports/8417-2012-06-30-17-36-29.html
([6]) أمير سعيد، إيران المتجهة إلى إفريقيا تبشيرا واستثمارا، مجلة البيان، العدد 281، بتاريخ 12/15/2010، على الرابط:
http://www.albayan.co.uk/Mobile/MGZarticle2.aspx?ID=516
([7]) عبد الله ولد محمد بمب، الحضور الإيراني في غرب إفريقيا: استثمار.. أسواق.. تشيع؟، موقع الميادين، 5/11/20111، على الرابط:
http://meyadin.net/9876545678/4333-2012-11-05-20-51-16.html
([8]) أميرة محمد عبد الحليم، غرب أفريقيا ساحة للمواجهة بين إيران وإسرائيل.
([9]) لجنة تقصي الحقائق بمجلس أمناء اتحاد العلماء المسلمين، التشيع في إفريقيا، بيروت: مركز نماء للبحوث والدراسات، ط1، 2011، ص 65.
([10]) محمد خليفة صديق، الجالية اللبنانية الشيعية في إفريقيا .. الواقع والدور، مجلة الراصد، العدد 152، 09/02/2016، على الرابط:
http://www.alrased.net/main/articles.aspx?selected_article_no=7269
([11]) أميرة محمد عبد الحليم، غرب أفريقيا ساحة لمواجهة بين إيران وإسرائيل.
([12]) محمد خليفة صديق، المرجع السابق.
([13]) أميرة محمد عبد الحليم، أحمدى نجاد في غرب أفريقيا، الأهرام الرقمي، 01/02/2011، على الرابط:
http://digital.ahram.org.eg/articles.aspx?Serial=485862&eid=122
([14]) ميرفت عوف، ساحل العاج منبع تمويل لـحزب الله طوعًا وكراهيةً، مجلة الراصد، 23/6/2014، على الرابط:
http://alrased.net/main/articles.aspx?selected_article_no=6705
([15]) مدير مركز تكوين العلماء: الخطر الشيعي أصبح حقيقة بتجليات كثيرة، المرجع السابق.
([16]) لجنة تقصي الحقائق بمجلس أمناء اتحاد العلماء المسلمين، المرجع السابق، ص 632.
([17]) لجنة تقصي الحقائق بمجلس أمناء اتحاد العلماء المسلمين، المرجع السابق، ص 223.
([18]) زهير فهد الحارثي، إيران في أفريقيا.. ولكن ماذا عن العرب؟، جريدة الرياض، 05/02/2013، على الرابط:
http://www.alriyadh.com/807746
([19]) لجنة تقصي الحقائق بمجلس أمناء اتحاد العلماء المسلمين، المرجع السابق، ص 341.
([20]) أميرة محمد عبد الحليم، أحمدى نجاد فى غرب أفريقيا، المرجع السابق.
([21]) محمد الأمين سوادغو، انتشار التشيع وتأثيره في النسيج الاجتماعي في غرب أفريقيا، مجلة الراصد، 09/02/2016، على الرابط:
http://www.alrased.net/main/articles.aspx?selected_article_no=7271
(المصدر: موقع الراصد)