مقالاتمقالات مختارة

التسميم الإعلامي للوعي الجماعي

بقلم إبراهيم البيومي غانم

الإعلام الحر هو أعظم إنجازات التواصل الإنساني في الحداثة في الحضارة المعاصرة. ورسالة الإعلام الحر هي «تنوير» الرأي العام بالأخبار الصادقة، ونشر الحقائق، وكشف الزيف ومقاومة الكذب وإذاعة الرأي والرأي الآخر في كل ما هو مصلحة عامة.

مهمة وسائل الإعلام الحرة «الحديثة» أن تسهم بفعالية في تدريب الجمهور العام على كيفية النظر في القضايا المثارة من زوايا مختلفة، والموازنة بين مختلف الآراء، وتمحيص الحجج والبراهين والأدلة وفق محاكمات عقلية رشيدة. ولكن ما جرى ولا يزال يجري هو أن «الحداثة الإعلامية» بهذا المعنى تعمل في بلادنا بالمقلوب؛ فبدلًا من التنوير نجدها تمارس التضليل أو التعتيم، أو هما معًا، وعوضًا عن تعزيز التعددية وثراء الأفكار وتنوعها، نجدها ترسخ «الرأي الواحد» وعبادة الشخص، وفي الوقت الذي انتظرنا فيه أن تسهم في ترشيد الجمهور وحثه على احترام التفكير العقلاني، وإعلاء المصلحة العامة، إذا بها تسهم بهمة ونشاط في تغييبه وإعاشته في عالم من الأكاذيب والخزعبلات والأنانية.

(المصدر: موقع إضاءات)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى