التراث والغزو الفكري
بقلم حسين عبد الهادي آل بكر
انفتح بعض المثقفين في مرحلة الاستعمار ومرحلة ما يسمى بالاستقلال على الفكر الغربي وترجموه إلى العربية سواء نسبوه إلى اصحابه الاصليين او نسبوه إلى أنفسهم تفاخرا وكذبا وزورا
وهؤلاء تتبعوا الفكر الغربي في جميع انحرافاته وفي مقدمتها قضية التشريع لله أم للإنسان ؟وقضية التراث
وهذا التقليد ادى إلى أن يقول بعضهم : لا علاقة للإسلام بنظام الحكم
وتنكر هؤلاء ايضا لتاريخهم وأمجادهم ونظروا إليها وفق قواعد الثقافة المستوردة أنها أحداث وقعت في قر ون التخلف فهي احداث مخزية لابد أن يتنصل منها المثقف المتحرر المعاصر
ونحن عندنا الماضي ظاهرة صحية لو سار في الاتجاه الصحيح ذلك أن الماضي حقائق مشهودة وليست سبحات خيال
فهو رصيد حي يصلح لعلاج حالة الياس التي أصابت الأمة من جراء الهزبمة النفسية.
ولكن وقف سماسرة الغزو الفكري ومن تأثر بهم بالمرصاد لأي محاولة لأمجاد الماضي وخذلوا كل من يريد إعادة الأمة إلى مجدها القديم
وبدل من ذلك كان التوجيه إلى أمجاد أوربا
أنظروا إلى التقدم العلمي والتقدم الحضاري
انظروا إلى الديمقراطية
وهكذا في حالة الانهزام النفسي لم يستطع هؤلاء ان يروا السلبيات في الحضارة الغربية.
ويكفي مرحلة الاستعمار تكذيبا لكل دعاوى الغرب في رفعة قيمه وإنسانية حضارته.
فالأخلاقيات في الغرب نفعية براغماتية فهم يمارسونها بقدر ما تجلبه لهم من النفع.
ومع هذا نجد من يترنم بأسماء مفكري أوربا ويرددون كلمانهم ويرفعون شعارات العقلانية والحداثة والهدف الحقيقي لهذه الشعارات هو تحطيم التراث والانفلات منه اقتداء بالغربيين لأنه حسب قناعتهم يمثل الاغلال
ونقول لهم : أوربا عندما فعلت ذلك كان لها عذرها فالتراث عندها الكنيسة واساطيرها وخرافاتها وطغيانها وجبروتها فتحطيم ذلك التراث امر معقول
أما المسلم عندما يحطم تراثه تحت راية الحداثة العلمانية
فماذا يبقى له ؟
وكما نعلم ان الغربيين طرحوا مصطلح الحداثة مقابل التراث الكنسي المتخلف اما نحن فعندما نستورده ونستعمله فماذا نقصد به؟
إن لكل ثقافة مصطلحاتها فلا يمكن استيرادها إلا بنفس المفهوم الثقافي
وهكذا نكون قد دخلنا في دائرة الفكر الالتقاطي (كوكتيل خلطة )
(المصدر: رابطة العلماء السوريين)