التذكير بفضل شهر اللّه المحرّم (٢)
بقلم أ. د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
يكفي شهر محرّم الحرام فخرا وشرفا أنّ اللّه ذا الجلال والإكرام ورسوله ﷺ فضّلاه على سائر شهور العام باستثناء شهر رمضان فسمّي بشهر اللّه الحرام وأضافه ربّ البريّة عزّ وجلّ إلى ذاته العليّة تعظيما له وتكريما وحرّمه ﷻ بنفسه وليس لأحد بعد ذلك تحليله أو عدم تعظيمه ومن خصائص شهر محرّم الحرام
أيّها الإخوة الكرام:
تحريم ذروة سنام الإسلام فيه وقد اختلف أهل العلم في تحريم القتال أو ابتداء القتال في الأشهر الحرم هل هو منسوخ أو محكم؟ ومن الجدير بالذّكر: أنّ العرب في الجاهليّة كانت تعظّم شهر محرّم كشهر رجب وتسمّيه شهر اللّه الأصمّ لأنّهم كانوا يكفّون فيه عن القتال ولا يسمع فيه أيّ صوت للسّلاح ومن فضائل شهر محرّم الحرام
أحبّتي الكرام: أنّ صيام التّطوّع فيه أفضل صيام سائر العام لقوله ﷺ: {أفضَلُ الصِّيامِ بَعدَ شَهرِ رَمضانَ شَهرُ اللّهِ الّذي تَدْعونَهُ المُحَرَّمَ وَأفضَلُ الصَّلاةِ بَعدَ الفَريضةِ قِيامُ الليْلِ} وقد أجاب النّوويّ شيخ الإسلام عن إكثار الرّسول ﷺ من الصّيام في شهر شعبان دون شهر المحرّم بجوابين أحدهما: (لعلّه ﷺ إنّما علم فضله في آخر حياته والثّاني: لعلّه كان يعرض له فيه أعذار من سفر أو مرض أَو غيرهما) وتعقّب هذا الكلام ابن رجب الحافظ الإمام بقوله: (تفضيل صوم شهر شعبان وأنّه بالنّسبة لشهر رمضان كالسّنّة الرّاتبة وكون الصّوم في شهر المحرّم أفضل هو باعتبار التّنفّل المطلق فلا يدخل فيه صوم شعبان)
نذكّر في هذا المقام الإخوة الكرام قبل الختام بقول رسول اللّه ﷺ: {مَن صامَ يَوْمًا في سَبيلِ اللّهِ باعَدَ اللّهُ وَجْهَهُ عَن النَّارِ سَبْعينَ خَريفًا} وبما أنّ دعاء الصّائم مستجاب أيّها الأحباب: فإنّنا نناشد الصّالحين الصّائمين عدم نسيان إخوانهم المنكوبين المرابطين من صالح دعواتهم!