التذكير بفضل شهر اللّه المحرّم (١)
بقلم أ. د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
قال تعالی: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾
أيّها المسلمون الكرام إنّ شهر محرّم الحرام شهر مبارك في الإسلام وهو أوّل شهور السّنة القمريّة وأحد الأشهر الحرم الإسلاميّة يقول خير البريّة ﷺ: {إِنَّ الزَّمَانَ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلَاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ} وقد عظّم اللّه هذا الشّهر من بين سائر الشّهور فسمّي بشهر اللّه المحرّم وأضافه اللّه عزّ وجلّ إلى نفسه تشريفا له وتعظيما وحرّمه ﷻ وليس لأحد من النّاس تحليله واختلف العلماء أيّ الأشهر الحرم أفضل؟ فقيل: أفضلها شهر المحرّم لقول أبي ذرّ رضي اللّه عنه: سألت النَّبِيَّ ﷺ: أيّ اللّيل خير وأيّ الأشهر أفضل؟ فقال: {خَيرُ اللَّيلِ جَوْفُه وَأفضَلُ الأشهُرِ شَهرُ اللّهِ الذي تَدْعونَه المُحَرَّمَ} وهذا الحديث محمول على ما بعد رمضان وقد كانت العرب في الجاهليّة تعظّمه وتسمّيه شهر اللّه الأصمّ لشدّة تحريمه ومن فضائل هذا الشّهر: استحباب صيامه لقول النّبيّ ﷺ: {أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ وَأَفْضَلُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلاَةُ اللَّيْلِ} واختلف العلماء في مدلول هذا الحديث هل يدلّ على صيام الشّهر كاملا أم صيام أكثره؟ وظاهر الحديث يدلّ على فضل صيامه كلّه وحمله بعض العلماء على التّرغيب في الإكثار من صيامه لقول عائشة رضي اللّه عنها: {كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لاَ يُفْطِرُ وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لاَ يَصُومُ وَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ قَطُّ إِلاَّ رَمَضَانَ وَمَا رَأَيْتُهُ فِي شَهْرٍ أَكْثَرَ مِنْهُ صِيَاماً في شَعْبَانَ} اللّّهمّ تقبّل منّا الصّلاة والصّيام والقيام ونسألك حسن الختام والوفاة علی دين الإسلام!