اسم الكتاب: التدبُّرُ والبَيانُ في تفسيرِ القرآنِ بصَحيحِ السُّنَن.
اسم المؤلف: محمد بن عبد الرحمن المغراوي.
عدد المجلدات: 40 مجلدًا.
نبذة عن الكتاب:
إنَّ اللهَ جلَّ ذِكْرُه أرسل رسولَه بالهدى ودينِ الحقِّ؛ بشيرًا للمؤمنين، ونذيرًا للمُخالفين، وأنزل عليه بفَضلِه نورًا هَدى به من الضَّلالة، وأنقَذَ به من الجَهالة، أمَرَ فيه وزَجَر، وبشَّرَ وأنذَر، وضرَبَ فيه الأمثالَ ليُتَدَبَّر، ولا حصولَ لهذه المقاصِدِ فيه إلَّا بدراية تفسيرِه وأحكامِه، ولقد بينَّ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم حروفَ القرآنِ، وما قد يخفى من معانيه؛ كما أخبر تعالى بقَولِه: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 44].
وهذا الكتاب في تفسيرِ القرآنِ العظيمِ؛ جمَعَ فيه مؤلِّفُه بين القرآنِ الكريمِ وفِقْه السنَّة؛ ذاكرًا خلاصةَ كلامِ أهلِ التفسيرِ في كلِّ آيةٍ.
فبدأ المؤلِّفُ كتابَه بمقَدِّمة ذكر فيها أسبابَ تأليفِه لهذا التفسيرِ، وذكر فيها أحد عشَرَ سببًا؛ منها:
– ارتباطُه بالقرآنِ منذ نعومةِ أظفارِه، وفي جميعِ مراحِلِ حياته ودراسَتِه.
– أنَّه عند عمَلِه في رسالة الماجستير (المفسرون بين التأويلِ والإثباتِ في آيات الصِّفات) ظهر له أنَّ كثيرًا من المفسِّرين- لاسيما المتأخِّرون- ذهبوا مذهَبَ التَّأويل الذي هو التَّحريفُ لمعاني الصفات، فأحَبَّ أن يكونَ له تفسيرٌ متكاملٌ سالمٌ في جميعِ أبوابِ المعتَقَد.
– اطِّلاعُه على كثيرٍ مِن كُتُبِ التفسيرِ التي وجدها لا تُعنى بنصوصِ السُّنَّة والاستدلالِ بها.
– ردُّ شُبَهِ أهلِ الشِّركِ والجاهليَّة التي كان يُلقِيها إبليسُ على لسانِ المشركين والمنافقين؛ فإنَّ الله تعالى أنزل القرآنَ العظيم هدًى للعالمين، وفيه كشْفٌ لهذه الشُّبَه.
وقد ذكر المؤلِّف في مقدِّمته هذه خمسَ شُبَهٍ؛ هي: الاحتجاجُ بموروثِ الآباءِ وعوائِدِ الأجدادِ. التَّشكيكُ في النبوَّات بكونِ الأنبياءِ بشرًا. وصْفُ الأنبياءِ بأوصافٍ يريدون بها إبطالَ النبوَّة. التَّشكيكُ في الكتُبِ السَّماويَّة. إنكارُ البعث والنشور. مع ذِكْرِ بعض الآياتِ الدَّالةِ على ردِّها.
وذكَرَ أنَّ مَن شاء الوقوفَ على التفصيلِ في ردِّ هذه الشُّبَه، فليتَتَبَّع آياتِ القرآنِ الكريم؛ فهي صواعِقُ مُرسَلةٌ على دُعاة الباطِلِ الذين يقطعونَ الطريقَ على النبوَّاتِ والرِّسالات.
ثم ذكر منهجَ العمل في الكتاب، وبيَّنَ أنَّ الذي يريد أنْ يسلُكَ طريقةَ السَّلَف في تفسير كتابِ الله لا بدَّ له أن يركِّزَ على أصولِهم التي اعتمدوها في فَهْمِ وتفسيرِ كتاب الله، ثمَّ ذكر أنَّ الأصولَ التي اعتمَدَها السَّلَفُ بالاستقراءِ والتتبُّعِ هي:
– تفسيرُ القرآنِ بالقرآنِ: وذكر أنَّه قد أجمع السَّلَف والخلف على أنَّ أصحَّ طُرُق التفسير وأجَلَّها تفسيرُ القرآنِ بالقرآن، وبيَّنَ أنَّ هذا أصلٌ عظيمٌ، إذا خلا منه تفسيرٌ كان مبتورَ المعاني، وذكر أنَّه استفاد كثيرًا من كتاب (أضواءُ البيانِ في إيضاحِ القرآنِ بالقرآن) للشِّنقيطي.
– تفسيرُ القرآنِ بالسنَّة النبويَّة: وذكر أنَّ هذا الأصلَ أساسٌ في تفسيرِ كتابِ اللهِ؛ لأنَّ القرآنَ نزل على رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم، فهو المفسِّرُ الأوَّل الذي يفهَمُ القرآنَ فهمًا معصومًا لا خطأَ فيه؛ ولهذا اعتمد المؤلِّفُ على السنَّة اعتمادًا، وذكر أنَّه لم يتشدَّدْ في تصحيحِ الأحاديثِ، وأنَّه يقبَلُ الأحاديثَ التي قد تصل درجَتُها إلى الحَسَن، ويعتمِدُها، وأنَّه تحصَّلَ لديه في هذا التفسيرِ قُرابةُ عَشَرةِ آلافِ حديثٍ.
– فهمُ السَّلفِ لكتابِ الله تعالى: وذكر المؤلِّفُ أنَّ السَّلَف هم أعلمُ النَّاسِ وأتقاهم لله، وأقرَبُهم زمانًا من النبوَّة والرِّسالة، وأنَّ اتِّباعَ سبيلِهم توفيقٌ وهِداية، والانحرافَ عن طريقِهم بُعدٌ وغَوَاية؛ ولهذا فقد اعتمد هذا الأصلَ في تفسيرِه، واختار ما يراه مناسبًا وموافقًا لهذا الأصلِ مِن جميعِ الكُتُب المؤلَّفة في التفسيرِ، فكلمَّا وجد عبارةً تناسِبُ هذا الأصلَ انتقاها.
– معرفةُ اللُّغةِ العربيَّة: وذكر أنَّها هي المِفتاحُ الأساسُ لفَهم كتابِ الله، والمَعْبَرُ الأساسيُّ لفهم القرآنِ والسنَّة، وأنه يأخُذُ من هذا الأصل ما يناسِبُ المقامَ، ووضع تحت مسمَّى غريبِ القرآنِ ما يراه صعبًا في فهمِه على عمومِ القرَّاء.
– ثم ذكر أنَّه قد شارك في هذا التفسيرِ جماعةٌ مِن طَلَبةِ العلم، وختم مقدِّمَته بالشُّكْر والدُّعاء لهم، ولكلِّ من ساهم في الكتابِ.
ثم شرع في التفسير، وأوَّلُ ما بدأ به هو تفسيرُ الاستعاذةِ، فذكر أقوالَ المُفَسِّرين في تأويلِ الاستعاذةِ، ثمَّ ما ورد في السنَّة من النصوص الصحيحةِ في فضْلِ الاستعاذة، مع ذِكْرِ غريبِ الحديثِ إن وَجَدَ فيه ما يُشكِل، مع ذكر بعض الفوائِدِ المستخرَجةِ من كلِّ حديثٍ يذكُره، ثم عرَّجَ بعد ذلك على ذِكرِ صِيَغِ الاستعاذة، وحُكْمِها، وفائدةِ الاستعاذةِ واستعمالاتِها.
ثم بدأ المؤلِّفُ بتفسيرِ سورة الفاتحةِ، وكانت خُطَّتُه العامَّة في التفسيرِ تسيرُ في غالب الكتاب على النحو الآتي:
– يستفتِحُ تفسيرَ السورة بذِكْرِ أغراضِها وما تضمَّنَتْه من المعاني، ثم يذكر فضْلَها وأسماءَها، والتَّدليلَ على كلِّ ذلك بالنُّصوصِ الصحيحة من السنَّة النبويَّة.
– يذكُرُ الآيةَ أو الآياتِ المرادَ تفسيرُها، ثم يُعقِبُها بالغريبِ، وأقوالِ المُفَسِّرين في تأويلها.
– يذكُرُ ما ورد في السنَّة من النصوص الصَّحيحة المتعلِّقة بالآيات المفَسَّرة، مع ذكر ما قد يوجَدُ في الحديث من غريبٍ، مع ذِكْرِ بعض الفوائِدِ المتعلِّقة بالحديث. وهكذا في التفسيرِ كلِّه تقريبًا.
وهو تفسيرٌ كبيرٌ مُطَوَّل؛ فقد استغرق تفسيرُ الفاتحة فيه 193 صفحةً من المجلَّدِ الأوَّلِ، وتفسيرُ سورةِ البَقَرةِ بقيَّةَ المجلَّد الأوَّل، والثاني والثالث، وتفسيرُ سورة آلِ عِمران المجلَّدَ الرابع، وكذلك أغلبُ السُّوَر الطوال؛ فقد أفرد لكلِّ سورةٍ منها مجلَّدًا خاصًّا، وربما ضَمَّ في مجلدٍ واحدٍ كبيرٍ سورتين معًا، كالكهف ومريم، وطه والأنبياء، وضمَّ المجلَّدُ الثامن والثلاثون- وهو الأخير في التفسيرِ- تفسيرَ سورةِ التينِ إلى سورة النَّاس.
ومِمَّا يجدُرُ التنبيه عليه، ما ذكَرَه المؤلِّفُ: أنَّه حاول أن يكون عند تفسيرِ كلِّ آيةٍ حضورٌ لشيخِ الإسلامِ ابنِ تيميَّة، فاجتهد قدْرَ المستطاعِ أن تكون أقوالُه رحمه الله حاضرةً في كلِّ آيةٍ استطاعَ أن يقِفَ له على قولٍ يناسِبُ تفسيرَها، فيقول المؤلِّف: (…إذا قرأتَ هذا التفسيرَ تقرأُ تفسيرًا لشيخ الإسلامِ ابنِ تيميَّة).
ثم ختم المؤلِّفُ كتابَه بمجلَّدينِ للفهارس:
كان المجلَّد الأول مخصَّصًا لفهارِسِ أطرافِ الأحاديث والآثارِ، وقسَّمه قسمين:
الأول: فِهرسُ أطرافِ الأحاديث والآثار المعتمَدَة في تفسير الآية (7-308(.
الثاني: فهرس أطراف الأحاديث والآثار الواردة في أقوال المفسِّرينَ وشرَّاح الحديث (309- 469).
والمجلد الثاني خصَّصه لفهرس المواضيعِ، وقسَّمَه المؤلِّف إلى:
– مباحث العقيدة: وممَّا ذكر تحته من مباحث: توحيدُ الألوهيَّة، توحيدُ الأفعال، الإيمانُ وصفات المؤمنين، الأنبياءُ، الكتب، وغيرُها من المباحث.
– ثم مباحِث الأحكام: ومنها: الطَّهارة، الصَّلاة، الزكاة، الصِّيام، الحج، وغيرُها من الأحكام.
– ثم مباحث متنوعة: ومنها: الآداب والأخلاق، الزُّهد والرَّقائق، فضائلُ القرآن وحَمَلته، وغيرُها من المباحث.
المصدر: الدرر السنية.