مقالاتمقالات مختارة

التخريفات وليدة الأنظمة!

التخريفات وليدة الأنظمة!

بقلم محمد إلهامي

إذا فتشنا في التخريفات التي خربت عقول الناس وضمائرهم، فسنجد أنها وليدة الأنظمة!

من الذي قال للناس إن الفلسطينيين باعوا أرضهم؟

من الذي قال لهم إن الفلسطينيين كانوا سيكسبون عشرة أضعاف ما يريدونه الآن لو سمعوا كلام السادات وانخرطوا في السلام منذ السبعينات؟

من الذي قال لهم إن الفلسطينيين نصفهم عملاء لإسرائيل؟

من الذي قال لهم إن الفلسطينيين اقتحموا الحدود وعبروا سيناء وهربوا الأسرى الفلسطينيين من السجون المصرية (أصلا لماذا كان هناك فلسطينيون من المقاومة في السجون المصرية؟!)

من الذي قال لهم إن الفلسطينيين خطر على الأمن القومي المصري ولذلك نبني جدارا فولاذيا على حدود رفح، ونمحو رفح المصرية من السكان والأبنية؟

وأمثال هذه الكلمات كلمات شبيهة تقال في سوريا ولبنان والأردن وغيرها..

لو تأملت في هذه الخرافات وحاولت أن تتبع مصادرها لوجدتها جميعا صادرة من الأنظمة العربية، لا من العدو!

هذا كلام قاله الصحافيون والمفكرون والإعلاميون والممثلون وغيرهم من شبكات النظام العربي.. أنا شخصيا لم أسمع هذا الكلام إلا من مدرس كان يحب مبارك، أو من ضابط جيش، أو من صحافي سلطة… وهكذا!!

هذا وحده، وبغض النظر عن أطنان الأدلة الأخرى، دليلٌ لا يقبل الشك في أن هذه الأنظمة هي عدو للقضية الفلسطينية.. وهي الحارس الأمين للعدو..

هذا نفسه دليلٌ أن هزائم هذه الأنظمة العسكرية لم تكن لمجرد الفساد والقصور والتخلف العلمي.. بل كانت خطوات تمكينية لهذا الكيان في أرضنا!!

لو كانوا قد هُزِموا عسكريا، بسبب التخلف العلمي أو الفساد، لكانت البلاد قد شهدت نشاطا محموما لتضييق الفارق العلمي والتقني.. وشهدت نشاطا محموما لتعليم الأولاد والبنات حقيقة القضية وحقيقة أطرافها.. ولكنهم جميعا يبيتون في أحضان العدو، ويخدمونه أمنيا، ويمهدون الطريق لقبوله اجتماعيا وثقافيا بعد أن مكنوا له اقتصاديا وسياسيا وعسكريا!

ما مصلحة نظام عربي -إن كان مخلصا حقا- في أن ينشر مثل هذه الشائعات عن الفلسطينيين بين شعبه؟!!

ما مصلحة نظام عربي في أن يحرص دائما على انتسابه لأصله الفرعوني أو الآشوري أو الفينيقي أو غيره، ويجعل هذه النسبة فوق نسبة الدين واللغة والجوار؟!!

كم عيدا عربيا أو ذكرى إسلامية يحتفل بها النظام المصري احتفالا يشبه موكب المومياوات الفرعونية مثلا؟!!

إنه منذ أن بُعِث فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تتمزَّق أمتنا هذا التمزق إلا على يد تلك الأنظمة، تلك الأنظمة التي جعلت خطوطا رسمها الأجانب المحتلون حدودا مقدسَّة تقتل من يتجاوزها ولو كان جائعا يبحث عن طعام أو عمل، أو نافرا يريد نصرة أهله من اجتياح العدو لهم!!

تلك الأنظمة التي جعلت أعلاما رسمها العسكري الأجنبي في دقائق شرفا وطنيا يلتزم الناس بتحيته والنظر إليه والموت في سبيله!!

وأشد من ذلك وأفدح، أنهم بثوا فينا كراهية بعضنا.. فصار إعلام كل بلد وشبكاته الثقافية تروج صورة شنيعة عن أهل البلد الأخرى.. فهؤلاء عملاء وهؤلاء شحاذون وهؤلاء راقصات وهؤلاء بدو أجلاف وهؤلاء محدثو نعمة وهؤلاء متفرنسون وهؤلاء أغبياء… إلخ!!

إن لم يكن هؤلاء المنافقون.. فمن؟!!

تالله لقد جمعوا صفات المنافقين..

يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم.. إذا رأيتهم تعجبك أجسامهم.. يحسبون كل صيحة عليهم .. يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ..

إنهم العدو قبل العدو

{هم العدو فاحذرهم، قاتلهم الله أنى يؤفكون}

(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى