بقلم د. سامي عامري
قرأت منذ زمن بعيد حديثًا لأحد الكتّاب من أهل العلم الشرعي أنّه كان في مؤتمر مع مجموعة من مشاهير “الفكر” في العالم العربي في بلد غير بلدهم الذي يقطنونه؛ ولّما أقيمت الصلاة، قال الإمام إنّه سيجمع صلاتي الظهر والعصر؛ فنظر أحد “المشاهير” إلى صاحبنا مندهشًا من جمع الصلاتين في وقت واحد، فقال له صاحبنا؛ والأعجب أنّ الإمام سيصلي كلّ صلاة ركعتين فقط.. وهنا فتح الرجل فمه عجبًا.. هذا المندهش الذي لا يعرف أحكام الصلاة في السفر، كاتب عربي له مقالات في الإسلام والدعوة إلى فهمه بصورة عصريّة بعيدًا عن خشبيّة التقليديين..
ذكّرني بتلك القصّة ما رأيته منذ دقائق في لقاء لشيخ تونسي مع عالماني تونسي يبدو أنّه أنشأ لنفسه قناة تلفزيونية أو قناة على النت.. كان هذا العالماني يسأل ضيفه بأسلوب الإدانة، ويمنعه من الجواب أو الإفاضة فيه، وأخبره أنّه ألّف كتابًا عن فهم الإسلام في ضوء ثقافة العصر يعجز عن فهمه عامة المثقّفين في تونس…
صاحبنا صاحب “الكتاب” النادر، لمّا أراد أن يناقش ضيفه في مفهوم “الحزب” و”الأمة” في المعجم الشرعي قال له: أنا نسيتُ ما درسته في المرحلة الابتدائية، ولكن أمّي تصلّي وهي أميّة، وأسمعها تقول في الصلاة: حزب الله هم الغالبون، أو عبارة قريبة من ذلك.. فما معنى : حزب الله هم الغالبون..”!
صاحبنا المجدّد معرفته بالإسلام لا تتجاوز ما قرأه في المرحلة الابتدائية، وإحالته إلى القرآن بالإسناد النازل عن أمّه الأميّة وهي تصلّي.. وهو إضافة إلى ذلك على غير يقين من “اقتباسه”..
قلت: التجديد يئنّ من جهل الذين يدوسونه بجراءة الوقحين!
(المصدر: صفحة د. سامي عامري على الفيسبوك)