التاريخ يرصد كراهية الهندوس للمسلمين!!
بقلم سمير حسين زعقوق
في شهر أغسطس من عام 1947م بدأت عمليات القتل الجماعي للمسلمين، وبدأت الأنباء تتوالى عن المجازر الفظيعة التي يتعرض لها المسلمون في الأرياف والقرى وضواحي المدن على يد العصابات الهندوسية.
وكان الوضع في ولايات شرق البنجاب أكثر إرهابًا ورعبًا وكذلك ولاية دهلي (دلهي).. فالمسلمون هناك إما أُبيدوا أو طُردوا من منازلهم، ومن ثَمَّ انتشرت حملات الإبادة الواسعة ضد المسلمين على يد الهندوس إلى الولايات الأخرى، ولم تكن هذه الحملة انفجارًا طائفيًا بل كانت حركة مدروسة منظمة بمساعدة الحكومة لقتل المسلمين بوحشية قاسية لكي يُخلِّصوا هذه الولايات من سكانها المسلمين، وقد استطاع القليل فقط النجاة بأرواحهم ليُصْبِحوا تائهين دون وطن وليقضوا نحبهم بالمئات على الطرقات وفي الحقول. وتقول بعض التقديرات إنه قُتِل خلال ستة أسابيع ما لا يقل عن مائة ألف مسلم.
وشنت العصابات الهندوسية عمليات واسعة لإجبار المسلمين على ترك الإسلام واعتناق الهندوسية؛ فتعرضت القطارات والشاحنات المكتظة بالهاربين من الهند إلى باكستان للهجوم من العصابات الهندوسية المسلحة، وذكرت التقارير أنه تم ذبح كل المسلمين في عدد من القطارات، ويصف الصحفي كاراكا مراسل صحيفة “بُمبي كرونيكل” هذا المشهد فيقول: (شاهدت هذا القطار في صباح اليوم التالي عندما نُقل إلى نقطة الأمان في محطة “أمرتسار” وقد وُضعت عليه حراسة مشددة وكانت الرائحة النتنة على رصيف المحطة مؤذية جدًا، حتى أن الحراس كانوا يضعون كمامات على أنوفهم، فقد ذبحت العصابات الهندوسية الركاب، أما الذين نجوا من القتل فكانوا بين 400 و500 شخص، وشاهدتهم يقفون على الرصيف وهم مشدوهون لا يستطيعون الكلام وبعضهم يبكى دون وعي، كان المشهد مؤلمًا والدم يسيل من المركبات، وكانت جثث الرجال والأطفال والنساء ملقاة في أوضاع مروعة وهم غارقون في دمائهم ورؤوسهم مصدومة وبطونهم مبقورة أو ممزقة)
إن حقد القتلة الهندوس لم يستثن أحدًا من المسلمين، وكانت إحدى المصائب التي واجهت الهاربين النقص الشديد في الماء والغذاء، حيث كان الهندوس يرفضون تزويد قطارات الهاربين من الجحيم بشربة ماء.
وكتبت صحيفة “يوركشاير بوست” البريطانية في التاسع والعشرين من شهر سبتمبر 1947م تقول: “يعيش المسلمون اليوم في دلهي حالة ذعر شديد، فهم لا يستطيعون الفرار إلى باكستان بالقطار لأنها رحلة محفوفة بالمخاطر الشديدة بسبب عمليات القتل والسطو التي بها عصابات هندوسية وسيخية مسلحة بحثًا عن الضحايا من المسلمين للفتك بهم، وفي دلهي يعيش المسلمون في بؤس وشقاء في معسكرات اللاجئين؛ لأنهم لا يجرؤون على العودة إلى بيوتهم.
ولم يكن قادة الهند التاريخيين أقل حقدًا على المسلمين من عناصر العصابات الهندوسية، فقد كانوا ينظرون للمسلمين الذين بقوا في الهند كغزاة أو خائنين لأن ولاءهم كان لباكستان -حسب زعم الهندوس- وكان على رأس هؤلاء القادة “كبيرهم غاندي” الذي قال: “إن المسلمين الذين كانوا فيما مضى يخلصون للهند، اليوم قلوبهم في باكستان، ولذا يجب ألا يظلوا في الاتحاد الهندي”.
(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)