مقالاتمقالات مختارة

التأويلات الباطنية من فضائح الشيعة الكبرى

التأويلات الباطنية من فضائح الشيعة الكبرى

بقلم أ. د. ناصر بن عبدالله القفاري

التقيت أحد أعلام العراق من أصحاب التخصصات العلمية الدنيوية الدقيقة، وهو الأستاذ «علاء الدين البصير» بالحرم المكي بعد صلاة التراويح في رمضان عام 1435هـ، وذكر لي أنه كان شيعيًّا يظن أن هذه النحلة هي الحق، ثم تبين له الأمر، وانكشف له المستور، وذكر لي أن من أسباب عودته إلى الحق قراءته لكتابي «مسألة التقريب»، وبالذات ما يتعلق بالتأويلات الباطنية عند الشيعة، وقال لي: بعد قراءتي لهذه التأويلات التي لا تربطها أدنى رابطة لا بالمعنى اللغوي، ولا بالمفهوم، ولا بالسياق؛ قلت في نفسي: إذا ثبت أن هذه التأويلات موجودة في مصادرنا الشيعية كما يذكر صاحب «التقريب» فإن ذلك يكفي دليلًا على بطلان مذهبنا، وأعانني على هذا الفهم أنني صاحب تخصص علمي منهجي يزن الأقوال بميزان دقيق.

وقال: حينها بدأت بجمع مكتبة شيعية تضم المصادر الأساسية، ثم قمت بمقابلة النصوص ومراجعها المثبتة في التقريب مع المصادر الشيعية التي تمت الإحالة إليها، فوجدت النتيجة صحة المقابلة، وسلامة التوثيق، وحينئذ أيقنت بأننا على ضلال، وخرجت من المذهب، ومنَّ الله عليَّ باعتناق السنة، وكان ذلك قبل تسع عشرة سنة، وجنَّدت نفسي بعدها لفضح هذه النحلة وكشف حقيقتها، وقد صنفت في هذا الباب نحو خمسين كتابًا، نشر منها تسعة.

أقدم بهذه الواقعة[1] بين يدي هذه الدراسة التي تتناول التأويلات الباطنية عند الرافضة، وأنها أحد المعالم الكبرى لمعرفة زيف هذا المذهب وبطلانه.

شاع التأويل الباطني في كتب الرافضة وأصبح من أصول دينهم التي يقوم عليها كيانهم العقدي؛ لأنه لا بقاء لمذهبهم إلا به، ولا يستقيم لهم دليل إلا بهذا التحريف الذي يسمونه تأويلًا، ولهذا عقد صاحب «البحار» بابًا لهذا بعنوان: «باب أن للقرآن ظهرًا وبطنًا»، وقد ذكر في هذا الباب 84 رواية[2]، وفي «تفسير البرهان» عقد بابًا مماثلًا لما في البحار بعنوان: «باب في أن القرآن له ظهر وبطن»[3].

وجاء في مصادرهم عن جابر الجعفي[4] قال: «سألت أبا جعفر عن شيء من تفسير القرآن فأجابني، ثم سألته ثانية فأجابني بجواب آخر، فقلت: جعلت فداك كنت أجبت في هذه المسألة بجواب غير هذا قبل اليوم؟ فقال لي: يا جابر: إن للقرآن بطنًا، وللبطن بطنًا وظهرًا، وللظهر ظهرًا، يا جابر، وليس شيء أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن، إن الآية لتكون أولها في شيء وآخرها في شيء وهو كلام متصل يتصرف على وجوه»[5].

وتؤصل مصادرهم لهذا المنهج الباطني بلغة الأرقام، فتبلغ به ما يزيد عن سبعين بطنًا! يقولون: «لكل آية من كلام الله ظهر وبطن، بل لكل واحدة منها كما يظهر من الأخبار المستفيضة سبعة وسبعون بطنًا»[6]. وتأتي بعض رواياتهم لتقول: «نزل القرآن على أربعة أرباع: ربع فينا، وربع في عدونا، وربع سنن وأمثال، وربع في فرائض وأحكام»[7].. وهكذا يقسمون القرآن وفق ما تهوى أنفسهم، وما تمليه عليهم شياطينهم. ويرى بعض الباحثين[8] أن أول كتاب وضع الأساس الشيعي في التفسير هو تفسير القرآن الذي وضعه في القرن الثاني للهجرة جابر الجعفي (ت 128هـ)[9]، فكان هذا نواة لتفسير شيعي سرعان ما اتسع وأغرق في باطنيته.

وهذه التأويلات مدونة في تفاسيرهم المعتبرة عندهم كتفسير «القمي»، و«العياشي»، و«البرهان»، و«الصافي»، كما أن كتبهم المعتمدة في الحديث قد أخذت من تلكم التأويلات بقسط وافر، وعلى رأسها: «أصول الكافي» للكليني، و«البحار» للمجلسي وغيرهما، وعرض هذه التأويلات يستغرق مجلدات، ويكفي أن تعرف أن كل آيات القرآن يفسرونها إما بالأئمة وشيعتهم، أو بأعداء الأئمة – على حد وصفهم -، ولذا كان من أصولهم التي بنوا عليها تأويلاتهم أن «جل القرآن إنما نزل فيهم [أئمتهم الاثنا عشر] وفي أوليائهم وأعدائهم»[10]، مع أنك لو فتشت في كتاب الله وأخذت معك معاجم اللغة العربية كلها وبحثت عن اسم من أسماء هؤلاء فلن تجد لها ذكرًا! ومع ذلك فإن شيخهم البحراني يزعم أن عليًّا وحده ذكر في القرآن 1154 مرة، ويؤلف في هذا الشأن كتابًا سماه: «اللوامع النورانية في أسماء علي وأهل بيته القرآنية»[11]، وكل عاقل له أدنى صلة بالقرآن يدرك أن هذا القول أشبه بالهذيان، ولكن هؤلاء الباطنيين لا عقل ولا نقل.

وكل آية نزلت في القرآن العظيم يفسرونها بأئمتهم، ومن ينظر في مصادر الإثنى عشرية التي تلقب في عصرنا بالشيعة، والمعتمدة لدى مراجعهم المعاصرين يجد أنهم يفسرون آيات نزلت في القرآن بالأئمة، فقوله سبحانه: {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا} [التغابن: ٨] يقولون: «النور نور الأئمة»[12]، وفي رواية أخرى عندهم تقول: «النور الأئمة»[13]، وقوله سبحانه: {وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ} [الأعراف: 157] يقولون: النور: علي والأئمة – عليهم السلام -[14]. مع أن الدلالة واضحة وجلية على أن المراد بالنور في الآيتين هو القرآن، فكيف لعاقل أن يقبل هذا التأويل الذي لا يربطه بالآية أدنى رابط! وكيف تنسب هذه التأويلات التي هي في حقيقتها إلحاد في آيات الله إلى آل البيت كعلي والحسن أو الحسين أو الباقر أو الصادق وهم أهل العلم واللغة والعقل والدين! وبناءً على هذا التأويل الجاهل الذي أعطوه للآية نفهم أن الأئمة أنزلوا من السماء إنزالًا!

وتمضي تأويلاتهم للآيات التي تتحدث عن القرآن ولو كانت الآية في غاية الدلالة على أن المقصود القرآن، فيروون عن أبي جعفر (محمد الباقر) – رحمه الله وبرأه الله مما يفتري المفترون – في قول الله: {وَإذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نَفْسِي إنْ أَتَّبِعُ إلَّا مَا يُوحَى إلَيَّ} [يونس: 15] قالوا: «بدل مكان علي أبو بكر وعمر واتبعناه»[15] (كذا).ويفسرون قوله سبحانه: {إنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: ٩] بقولهم «يهدي إلى الإمام»[16]، وفي رواية: يهدي إلى الولاية[17].

وتمضي تأويلاتهم أو تحريفاتهم على هذا النسق المظلم، ففي قول الله تبارك وتعالى: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ} [الصف: ٨] قالوا: يريدون ليطفئوا ولاية أمير المؤمنين عليه السلام بأفواههم، وقوله تعالى: {وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ} [الصف: ٨]، يقولون: والله متمّ الإمامة، والإمامة هي النور، وذلك قول الله تعالى: {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا} [التغابن: ٨][18] قال: النور هو الإمام. وفي قوله تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ} [النور: 35] قالوا: فاطمة عليها السلام، {فِيهَا مِصْبَاحٌ}: الحسن، {الْـمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ}: الحسين، {الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ}: فاطمة كوكب دري بين نساء أهل الدنيا، {يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ}: إبراهيم عليه السلام، {لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ}: لا يهودية ولا نصرانية، {يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ}: يكاد العلم ينفجر بها، {وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ}: إمام منها بعد إمام، {يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ}: يهدي الله للأئمة من يشاء، {وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا}: إمامًا من ولد فاطمة عليها السلام، {فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ}: إمام يوم القيامة[19].

تأويل التوحيد والشرك بولاية الأئمة والبراءة منهم:

وكما أوّلوا ما جاء عن القرآن والنور بالإمامة، يؤولون ما جاء في كتـاب الله من النهي عن الشرك والكفر، يؤولونه بالشرك في ولاية علي، أو الكفر بولاية عـلي، ويؤولون مـا جـاء في عبـادة الله وحـده واجتناب الطاغوت بولاية الأئمة والبراءة من أعدائهم حتى قالوا: «ما بعث الله نبيًّا قط إلا بولايتنا والبراءة من عدونا، وذلك قول الله في كتابه: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: 36][20].

وفي قوله تعالى: {وَقَالَ اللَّهُ لا تَتَّخِذُوا إلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إنَّمَا هُوَ إلَهٌ وَاحِدٌ} [النحل: 51] قالوا: يعني بذلك لا تتخذوا إمامين إنما هو إمام واحد[21].

وفي قوله سبحانه: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْـخَاسِرِينَ} [الزمر: 65] قالوا: لئن أمرت بولاية أحد مع ولاية علي عليه السلام ليحبطن عملك، ولتكونن من الخاسرين[22].

وفي قوله سبحـانه: {فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِـحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 110] قالوا: العمل الصالح المعرفة بالأئمة، {وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}: التسليم لعلي لا يشرك معه في الخلافة من ليس ذلك له ولا هو من أهله[23]، وفي روايـة أُخرى لهم في قولـه: {وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} قالوا: لا يتخذ مع ولايـة آل محمد صلوات الله عليهم غيرهم[24].

وفي قوله سبحانه: {وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ} [البقرة: 41][25] قالوا: يعني عليًّا[26].

وفي قول الله: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا} [البقرة: 165] قالوا: هم أولياء فلان، وفلان، وفلان – يعنون أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم – اتخذوهم أئمة من دون الإمام[27].

وفي قوله سبحانه: {إنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ اللَّهِ} [الأعراف: 30] قالوا: يعني أئمة دون أئمة الحق[28].

وفي قوله: {إنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ} [النساء: ٨٤] قالوا: يعني أنه لا يغفر لمن يكفر بولاية علي، وأما قوله: {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِـمَن يَشَاءُ} [النساء: 48] يعني لمن والى عليًّا عليه السلام[29]، ورواياتهم في هذا الباب كثيرة، وهي محاولة لهدم الأصل الأول في الإسلام وهو التوحيد، وإعطاء الشرك صفة الشرعية، ومحاولة خطيرة لتفسير التوحيد والشرك والكفر بغير معانيها الحقيقية.

تأويل الصلاة بالأئمة والإمامة:

ويؤولون بعض الآيات الواردة في الصلاة بالأئمة والإمامة، ففي قوله سبحانه: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238] ، قال: الصلاة: رسول الله، وأمير المؤمنين، والحسن والحسين، والوسطى: أمير المؤمنين، {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} طائعين للأئمة[30].

وفي قوله سبحانه: {وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا} [الإسراء: 110] قالوا: تفسيرها: ولا تجهر بولاية علي ولا بما أكرمته بها حتى آمرك بذلك، {وَلا تُخَافِتْ بِهَا} يعني ولا تكتمها عليًّا وأعلم ما كرمته به (كذا)[31].

وفي رواية أخرى لهم في تفسير الآية بمثل ما مضى وزادوا: فأما قوله: {وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا} [الإسراء: 110] يقول: تسألني أن آذن لك أن تجهر بأمر علي بولايته، فأْذَن له بإظهار ذلك يوم غدير خم[32].

وقالوا في قوله سبحانه: {وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ} [الأعراف: 29]: يعني الأئمة[33].

تأويل العمل الصالح بالإمامة:

ومن ذلك تأويلهم لعموم الأعمال الصالحة بالإمامة، وذلك في قوله سبحانه: {فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِـحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 110] حيث قالوا: العمل الصالح المعرفة بالأئمة.

وكما يؤولون جميع الأعمال الصالحة بالإمامة فإنهم يؤولون أركان الإسلام على سبيل التعيين بالإمامة أيضًا، ففي قوله سبحانه: {ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ} [الحج: ٩٢] قـالوا: التفث: لقاء الإمام[34]، وقد عقد شيخهم المجلسي بابًا في البحار (الذي يعدونه المرجع الوحيد لتحقيق المذهب) بعنوان: «باب أنهم الصلاة والزكاة والحج والصيام وسائر الطاعات، وأعداؤهم الفواحش والمعاصي في بطن القرآن»[35].

تأويل جميع آيات القرآن بالإمامة:

وتمضي تأويلاتهم لتفسر جميع آيات القرآن بالإمامة والأئمة، فجميع ما ورد في كتاب الله عن المؤمنين، وولاة الأمر، وأهل الذكر، وآيات الله الكونية، ومخلوقاته، وآلائه ونعمه، وغيرها، يؤلونها بالأئمة الاثني عشر، ومن ذلك: قول الله تعالى: {اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 199] زعموا أن إمامهم قال: إيانا عنى[36].

وفي قوله سبحانه: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِـمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْـخَيْرَاتِ بِإذْنِ اللَّهِ} [فاطر: 32] قالوا: السابق بالخيرات الإمام، والمقتصد العارف للإمام، والظالم لنفسه الذي لا يعرف الإمام[37].

وتأويلهم لكثير من آيات القرآن بالإمامة والأئمة يربو على الحصر، وكأن القرآن لم ينزل إلا فيهم، بل تأويلهم للآيات بالإمامة والأئمة تجاوز حدود الشرع والعقل، ونزل إلى درك من العته والبله لا تفسير له سوى أنه محاولة للهزء والسخرية بآيات الله، حتى إنهم يقولون:

– الأئمة هم النحل[38] في قوله سبحانه {وَأَوْحَى رَبُّكَ إلَى النَّحْلِ} [النحل: 68]، والمجلسي عقد بابًا لذلك بعنوان: «باب نادر في تأويل النحل بهم»[39].

– وهم الحفدة[40] في قوله سبحانه: {وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً} [النحل: 72].

– وعلي هو سبيل الله[41] في قوله سبحانه: {وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ} [إبراهيم: ٣][42].

– وهو الحسرة على الكافرين[43] في قوله: {وَإنَّهُ لَـحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ} [الحاقة: 50].

– وهو حق اليقين[44] في قوله سبحانه: {وَإنَّهُ لَـحَقُّ الْيَقِينِ} [الحاقة: 51].

– وهـو الصراط المستقيم[45] في قوله سبحـانه: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْـمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة: ٦].

– وهو الهدى[46] في قوله: {فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: 38].

– والأئمة هم الأيام والشهور، وعقد شيخهم المجلسي بابًا في ذلك بعنوان: «باب تأويل الأيام والشهور بالأئمة عليهم السلام» ضمنه طائفة من رواياتهم[47].

– والأئمة هم بنو إسرائيل[48] في قوله سبحانه: {يَا بَنِي إسْرَائِيلَ…} [البقرة: 40][49].

– وهم الأسماء الحسنى التي يدعى بها: يروون عن الرضا عليه السلام قال: إذا نزلت بكم شدة فاستعينوا بنا على الله، وهو قول الله: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْـحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف: 180] قال – راويهم – قال أبو عبد الله: نحن والله الأسماء الحسنى الذي لا يقبل – كذا – من أحد إلا بمعرفتنا، قال: فادعوه بها[50].

 وقال شيخهم المجلسي: «والأئمة هم المـاء المعين والبئر المعطلة والقصر المشيد وتأويل السحاب والمطر والفواكـه وسائر المنـافع الظاهرة بعلمهم وبركاتهم، ثم أورد طائفة من نصوصهم في ذلك»[51].

وهكذا تمضي تأويلاتهم على هذا النحو الذي يكشف عوراتهم ويفضح إلحادهم.

تأويل الآيات الواردة في الكفار بالصحابة الأخيار:

ومن إلحادهم تأويلهم للآيات الواردة في الكفار والمنافقين بخيار صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم  وعلى رأسهم خليفتاه ووزيراه وصهراه وحبيباه أبو بكر وعمر، ويثلثون أحيانًا بصاحب الجود والحياء ومن وضع ماله في سبيل الله وجهز جيش العسرة وغيره: صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم  في ابنتيه عثمان رضي الله عنه، وغيرهم من صحابة رسول الله الأخيار ومن تبعهم بإحسان. ومن ذلك ما يلي:

روى الكليني في الكافي عن أبي عبد الله في قوله تعالى: {أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْـجِنِّ وَالإنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الأَسْفَلِين} [فصلت: 29] قال: هما، ثم قال: وكان فلان شيطانًا[52].

قال المجلسي ـ في شرحه للكافي في بيان مراد صاحب الكافي بـ«هما» ـ قال: «هما» أي أبو بكر وعمر، والمراد بفلان عمر، أي الجن المذكور في الآية عمر، وإنما سمي به لأنه كان شيطانًا إما لأنه كان شرك شيطان لكونه ولد زنا أو لأنه في المكر والخديعة كالشيطان، وعلى الأخير يحتمل العكس بأن يكون المراد بفلان أبا بكر[53].

وعن حريز عمن ذكره عن أبي جعفر في قوله تعالى: {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَـمَّا قُضِيَ الأَمْرُ} [إبراهيم: ٢٢] قال: هو الثاني وليس في القرآن {وَقَالَ الشَّيْطَانُ} إلا هو الثاني[54] – يعنون بالثاني عمر رضي الله عنه -.

وعن زرارة عن أبي جعفر في قوله تعالى: {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ} [الانشقاق: 19] قال: يا زرارة، أو لم تركب هذه الأمة بعد نبيها طبقًا عن طبق في أمر فلان وفلان وفلان؟ – يعنون أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم -. قال عالمهم الفيض الكاشاني: «ركوب طبقاتهم كناية عن نصبهم إياهم للخلافة واحدًا بعد واحد»[55].

وعند قوله سبحانه: {فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْر} [التوبة: ٢١] يروي العياشي عن حنان بن سدير أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: دخل علي أناس من البصرة فسألوني عن طلحة وزبير فقلت لهم: كانا إمامين من أئمة الكفر[56].

ويفسرون الجبت والطاغوت الوارد في قوله سبحانه: {أَلَمْ تَرَ إلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْـجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} [النساء: 51] يفسرونهما بصاحبي رسول الله صلى الله عليه وسلم  ووزيريه وصهريه وخليفتيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما[57].

ويروون عن أبي جعفر – رضي الله عنه وبرأه الله مما يفترون – في قوله تعالى: {… مُتَّخِذَ الْـمُضِلِّينَ عَضُدًا} [الكهف: 51] أنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم  قال: «اللهم أعز الدين بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل ابن هشام» فأنزل الله {وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْـمُضِلِّينَ عَضُدًا}[58].

وهذا النص يناقض اعتقادهم بعصمة الأنبياء، لأنه يقتضي صدور الدعوة لعمر من الرسول صلى الله عليه وسلم  على سبيل الخطأ، أو يثبت عصمة الرسول صلى الله عليه وسلم  وينسف ما قالوه في سب عمر وتكفيره وأنه غصب الخلافة من علي، وهذا يؤدي إلى هدم مبدأ الإمامة عندهم، وما ندري أي الأمرين يطوح بهم أكثر من الآخر؟

ويروون عن أبي عبد الله أنه قال في قوله تعالى: {وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ}[59] قال: «وخطوات الشيطان والله ولاية فلان وفلان»[60] – أبو بكر وعمر -.

وعند قوله سبحانه: {لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ} [الحجر: ٤٤] روى العياشي عـن أبي بصير عــن جعفر بن محمد عليه السلام قـال: «يؤتى بجهنم لها سبعة أبـواب، بابها الأول للظالم وهو زريق، وبابها الثاني لحبتر، والباب الثالث للثالث، والرابع لمعاوية، والباب الخامس لعبد الملك، والباب السادس لعسكر بن هوسر، والباب السابع لأبي سلامة، فهم أبواب لمن اتبعهم»[61].

قال المجلسي في تفسير هذا النص: «الزريق كناية عن أبي بكر لأن العرب تتشاءم بزرقة العين، والحبتر هو عمر، والحبتر هو الثعلب، ولعله إنما كني عنه لحيلته ومكره، وفي غيره من الأخبار وقع بالعكس وهو أظهر؛ إذ الحبتر بالأول أنسب، ويمكن أن يكون هنا أيضًا المراد ذلك، وإنما قدم الثاني؛ لأنه أشقى وأفظ وأغلظ. وعسكر بن هوسر كناية عن بعض خلفاء بني أمية أو بني العباس، وكذا أبي سلامة، ولا يبعد أن يكون أبو سلامة كناية عن أبي جعفر الدوانيقي، ويحتمل أن يكون عسكر كناية عن عائشة وسائر أهل الجمل؛ إذ كان اسم جمل عائشة عسكرًا، وروي أنه كان شيطانًا»[62].

وفي قوله تعالى: {إذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ} [النساء: 108] يفترون على أبي جعفر أنه قال فيها: فلان وفلان – أي أبو بكر وعمر – وأبو عبيدة بن الجراح، وفي رواية أخرى لهم افتروها على أبي الحسن تقول: هما وأبو عبيدة بن الجراح (هما: أي أبو بكر وعمر) وفي رواية ثالثة: الأول، والثاني، وأبو عبيدة بن الجراح[63].

وقولـه سبحانه: {إن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إلَّا إنَاثًا وَإن يَدْعُونَ إلَّا شَيْطَانًا مَّرِيدًا} [النساء: 117] يفسرونها بالرواية التالية: عن محمد بن إسماعيل عن رجل سماه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: دخل رجل على أبي عبد الله فقال: السلام عليكم يا أمير المؤمنين، فقام على قدميه فقال: مه هذا اسم لا يصلح إلا لأمير المؤمنين عليه السلام سماه به، ولم يُسمّ – بالبناء المفعول – به أحد غيره فرضي به إلا كان منكوحًا وإن لم يكن به ابتلي به وهو قول الله في كتابه: {إن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إلَّا إنَاثًا وَإن يَدْعُونَ إلَّا شَيْطَانًا مَّرِيدًا} قال قلت: فماذا يدعى به قائمكم؟ قال: يقال له: السلام عليك يا بقية الله، السلام عليكم يا ابن رسول الله[64]. فهذا قذف شنيع لكل حكام المسلمين وعلى رأسهم الخلفاء الثلاثة الراشدون.

ويفترون على أبي عبد الله أنه قال في قول الله: {إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا} [النساء: 137] قال: نزلت في فلان وفلان – أبو بكر وعمر – آمنوا برسول الله صلى الله عليه وسلم  وآله في أول الأمر ثم كفروا حين عرضت عليهم الولاية، حيث قال: «من كنت مولاه فعلي مولاه»، ثم آمنوا بالبيعة لأمير المؤمنين عليه السلام حيث قالوا له بأمر الله وأمر رسوله فبايعوه، ثم كفروا حيث مضى رسول الله صلى الله عليه وآله فلم يقروا بالبيعة، ثم ازدادوا كفرًا بأخذهم من بايعوه بالبيعة لهم، فهؤلاء لم يبق منهم من الإيمان شيء[65].

وفي قوله سبحانه عن المنافقين: {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا} [التوبة: 74] يروي القمي في تفسيره عن الصادق عليه السلام لما أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم  يوم غدير خم كان بحذائه سبعة نفر من المنافقين وهم أبو بكر وعمر وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وأبو عبيدة وسالم مولى أبي حذيفة والمغيرة بن شعبة، قال عمر: ألا ترون عينيه كأنها عينا مجنون – يعني النبي – الساعة يقوم ويقول: قال لي ربي، فلما قام قال: يا أيها الناس من أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: الله ورسوله قال: اللهم فاشهد ثم قال: ألا من كنت مولاه فعلي مولاه وسلموا عليه بإمرة المؤمنين فنزل جبرائيل وأعلم رسول الله صلى الله عليه وآله فأنزل الله {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا}»[66].

ويفسرون الفحشاء والمنكر في قوله تعالى: {وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْـمُنكَرِ وَالْبَغْيِ} [النحل: 90] بولاية أبي بكر وعمر وعثمان، فيروون عن أبي جعفر عليه السلام بالإسناد الكاذب أنه قال: وينهى عن الفحشاء: الأول، والمنكر: الثاني، والبغي: الثالث[67].

تأويل بعض آيات القرآن بمهديهم المزعوم:

وعلى ضوء عقيدتهم في المهدي يتعسفون في تأويل الآيات فيروي شيخهم الصدوق – عندهم – بسنده عن أبي عبد الله في قوله تعالى: {هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ 2 الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} [البقرة: ٢، ٣]، قال: «من أقر بقيام القائم عليه السلام أنه حق»، وفي رواية: «{يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} يعني بالقائم عليه السلام وغيبته»[68].

وعن جابر عن أبي جعفر في قوله تعالى: {وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إلَى النَّاسِ يَوْمَ الْـحَجِّ الأَكْبَرِ} [التوبة: ٣] قال: خروج القائم وأذان دعوته إلى نفسه[69].

وعن سماعة عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله سبحانه: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْـحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْـمُشْرِكُونَ} [التوبة: ٣٣] قال: إذا خرج القائم لم يبق مشرك بالله العظيم ولا كافر إلا كره خروجه[70].

وعن صالح بن سعد عن أبي عبد الله في قول الله: {قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ} [هود: 80] قال: قوة القائم والركن الشديد الثلاثمائة وثلاثة عشر أصحابه[71] (مع أن الآية في لوط عليه السلام مع قومه فجعلوها في قائمهم المنتظر).

والأمثلة على تعسفهم في تفسير آيات من كتاب الله بمهديهم المنتظر كثيرة، حتى ألفوا في هذا كتبًا مستقلة مثل: «ما نزل من القرآن في صاحب الزمان» لعبد العزيز الجلودي[72]، و«المحجة فيما نزل في القائم الحجة» للسيد هاشم البحراني[73].

تأويل بعض آيات القرآن بالتقية:

ويمضي القوم في تأويلهم لآيات الله على ضوء عقائدهم وأصول دينهم ويتعسفون في ذلك أيما تعسف، فيحاولون البحث عن آيات يفسرون على ضوئها معتقدهم في التقية ففي تفسير العياشي عن الصادق في قوله سبحانه: {أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا} [الكهف: 95] قال: التقية[74]، {فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا} [الكهف: 97] قال: هو التقية[75]. وعن المفضل عن الصادق: {فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا} قال: ما استطاعوا له نقبًا إذا عمل بالتقية لم يقدروا في ذلك على حيلة وهو الحصن، وصار بينك وبين أعداء الله سدًّا لا يستطيعون له نقبًا، قال: وسألته عن قوله: {فَإذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ} [الكهف: 98] قال: رفع التقية عند الكشف فينتقم من أعداء الله[76].

وعن الحسين عن زيد بن علي بن جعفر بن محمد عن أبيه عليه السلام قال: «كان رسول الله – صلى الله عليه وآله – يقول: لا إيمان لمن لا تقية له، ويقول: قال الله: {إلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً} [آل عمران: 28]»[77].

وعن أبي إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام وتلا هذه الآية: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ} [آل عمران: 112] قال: والله ما ضربوهم بأيديهم ولا قتلوهم بأسيافهم، ولكن سمعوا أحاديثهم وأسرارهم فأذاعوها، فأخذوا عليها فقتلوا فصار قتلًا واعتداء ومعصية[78].

وعن يزيد عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا} [آل عمران: 200] اصبروا يعني بذلك عن المعاصي، وصابروا يعني التقية، ورابطوا يعني الأئمة[79].

تأويل بعض آيات القرآن بالرجعة:

ولتأييد اعتقادهم في «الرجعة» يؤولون الآيات ويصرفونها عن معانيها؛ فقوله سبحانه: {وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا} [الإسراء: 72] قالوا: الرجعة[80]، فالآخرة يفسرونها في هذه الآية بالرجعة، وهذا التفسير وأمثاله هو عين منطق الباطنيين في القول بإبطال المعاد، ويفسرون قوله سبحانه: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللَّهُ مَن يَمُوتُ} [النحل: 38] بأن هذه الآية ليست في كفار قريش المنكرين للبعث، إنما هي في أعداء الشيعة المنكرين للرجعة! وإليك النص:

«عن أبي عبد الله في قوله: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللَّهُ مَن يَمُوتُ} قال: ما يقولون فيها؟ [أي ما يقول أئمة السنة في تفسيرها] قلت: يزعمون أن المشركين كانوا يحلفون لرسول الله أن الله لا يبعث الموتى قال: تبًّا لمن قال هذا، ويلهم هل كان المشركون يحلفون بالله أم باللات والعزى؟ قلت: جعلت فداك فأوجدنيه أعرفه قال: لو قد قام قائمنا بعث الله إليه قومًا من شيعتنا قبابع[81] سيوفهم على عواتقهم فيبلغ ذلك قوم من شيعتنا لم يموتوا فيقولون: بعث فلان وفلان من قبورهم مع القائم فيبلغ ذلك قومًا من أعدائنا فيقولون: يا معشر الشيعة ما أكذبكم، هذه دولتكم وأنتم تكذبون فيها فحكى الله قولهم[82] فقال: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ}».

هذه أمثلة لتأويلاتهم للقرآن، وتعسفهم في فهم آياته، وهو كما يرى القارئ تفسير باطني لا تربطه بالآية أدنى صلة، وكأن القرآن لم ينزل بلسان عربي مبين، ولم يجعله الله سبحانه هداية ودستورًا لخلقه أجمعين!

وبعد عرض أمثلة لتأويلاتهم الباطنية لا بد من الإشارة إلى أن هذه التأويلات الكاشفة والفاضحة لحقيقة هذه النحلة لم يقف عليها أئمة الإسلام المتقدمون؛ إما لعدم اهتمامهم بمثل هذه الأباطيل الصادرة من أناس مطيتهم الكذب حاولوا نسبة ضلالاتهم وأكاذيبهم إلى بعض أئمة أهل البيت علها تجد قبولاً لدى الأغرار والجهلة، أو لأنها كانت موضع التداول السري، ومن وقف على بعضها لم ينسبها للإثنى عشرية، وإنما ظن أنها من تأويلات الباطنية القرامطة، ويكفي أن تعرف أن شيخ الإسلام ابن تيمية مع سعة معرفته وإحاطته بهذه المذاهب نسبها إلى الباطنية، حيث قال: «من ادعى علمًا باطنًا، أو علمًا بباطن وذلك يخالف العلم الظاهر كان مخطئًا، إما ملحدًا زنديقًا، وإما جاهلًا ضالًا… وأما الباطن المخالف للظاهر المعلوم، فمثل ما يدعيه الباطنية القرامطة من الإسماعيلية والنصيرية وأمثالهم»، ثم ذكر أمثلة لذلك، فقال: «وهؤلاء الباطنية قد يفسرون: {وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} [يس:21] أنه علي، وقوله: {فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ} [التوبة:21] أنهم طلحة والزبير، {وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ} [الإسراء:60] بأنها بنو أمية»[83].

ولكن لما خرجت كتب الإثنى عشرية، وفضحتهم مطابعهم تبين أن هذه التأويلات التي ينقلها ابن تيمية وينسبها للباطنية موجودة بعينها عند الإثنى عشرية، فالتأويل المذكور للآية الأولى: {وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} جاء عند الإثنى عشرية في خمس روايات أو أكثر[84]، وسجل في طائفة من كتبهم المعتمدة[85]، وليس في الآية أية دلالة على هذا التأويل[86]. وكذلك الآية الثانية: {فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ} ورد تأويلها بذلك في طائفة من كتبهم المعتمدة[87]. وبلغت رواياتها عندهم أكثر من ثمان روايات[88]. ومثلها الآية الثالثة: {وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ} جاء تأويلها عند الإثنى عشرية بما قاله شيخ الإسلام في أكثر من اثنتي عشرة رواية[89]، وتناقل هذا التأويل مجموعة من مصادرهم المعتمدة[90]، مما يثبت أن الإثنى عشرية غارقة في الباطنية، ولكنها تجيد العمل بالتقية، وتمثل الوجه الدعائي والعلني أمام عموم المسلمين، ولذا انخدع بعضهم بظاهر كلامهم، وجهلَ حقيقتهم.

وهذه المصادر هي عمدة لدى الشيعة المعاصرين، ولذلك لا يختلف رأي المعاصرين عن الأقدمين في هذا التأويل الباطني البعيد عن روح القرآن ومقاصده وألفاظه ومعانيه، ولذا فإن شيخهم ومرجعهم المعاصر الخوئي يذهب إلى توثيق أسانيد القمي في تفسيره، ويحكم بصحة أحاديثه[91]، وتفسير القمي قد بلغ الغاية في التأويلات الباطنية لآيات القرآن، وليس ذلك فحسب، بل إنه ذهب إلى حمل ما ورد من طرقهم من روايات تقول إن الصحابة حرفوا كتاب الله على أن المراد بها أن الصحابة قد فسروا آيات القرآن على غير معانيها الحقيقية[92].

:: مجلة البيان العدد  346 جمادى الآخـرة  1437هـ، مـارس 2016م.


 (*) أعني بالشيعة هنا: طائفة الإثنى عشرية التي تلقب في عصرنا بالشيعة، ومصادرها هي عمدتنا في تحرير هذا البحث.

[1]  ولها وقائع مشابهة كثيرة، ولذلك ينبغي أن تكون مصادرهم الفاضحة أحد منطلقات دعوتهم إلى الحق.

[2] انظر: «بحار الأنوار» (92/78-106).

[3] «البرهان» (1/19).

[4] جابر بن يزيد بن الحارث الجعفي الكوفي، توفي سنة (127هـ‍) ، قال ابن حبان: «كان سبئيًّا من أصحاب عبد الله بن سبأ. كان يقول: إن عليًّا يرجع إلى الدنيا»، وروى العقيلي بسنده عن زائدة أنه قال: جابر الجعفي رافضي يشتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال النسائي وغيره: متروك. وقال يحيى: لا يكتب حديثه ولا كرامة، قال ابن حجر: ضعيف رافضي (انظر: ميزان الاعتدال: 1/379-380، تقريب التهذيب 1/123، الضعفاء للعقيلي: 1/191-196).

[5] «تفسير العياشي» (1/11)، «المحاسن» للبرقي (ص300)، «البرهان في تفسير القرآن» (1/20-21)، «تفسير الصافي» (1/29)، «بحار الأنوار» (92/95)، «وسائل الشيعة» (18/142).

[6] «مرآة الأنوار» لأبي الحسن الشريف (ص3).

[7] «أصول الكافي» (2/627)، «البرهان» (1/21).

[8] جولدسهير: «مذاهب التفسير الإسلامي»: (ص 303 – 304). وقد ذكرت بعض كتب الشيعة «كتاب التفسير» لجابر الجعفي، انظر: الطوسي: «الفهرست»: ص70، «أعيان الشيعة»: (1/196).

[9] وهو كذاب عند أهل السنة، أما عند الشيعة فأخبارهم في شأنه متناقضة، لكنهم يحملون أخبار الطعن فيه على التقية ويرجحون توثيقه كعادتهم في توثيق من على مذهبهم وإن كان كاذبًا. انظر: «وسائل الشيعة»: (20/51).

[10] «تفسير الصافي»: (1/24)، وهذا النص جعله صاحب الصافي عنوانًا للمقدمة الثانية.

[11] المطبعة العلمية بقم (1394هـ).

[12] «الكافي» للكليني عن أبي جعفر، كتاب الحجة، باب أن الأئمة عليهم السلام نور الله: (1/194).

[13] المصدر السابق: (1/195).

[14] «الكافي» للكليني بإسناده إلى أبي عبد الله (جعفر الصادق) كتاب الحجة، باب أن الأئمة عليهم السلام نور الله: (1/194).

[15] «تفسير العياشي»: (2/120)، وانظر: «أصول الكافي»: (1/419)، و«تفسير البرهان»: (2/180)، وفي «تفسير نور الثقلين»: (2/296)؛ (لو بدل مكان علي أبو بكر أو عمر اتبعناه).

[16] «الكافي» كتاب الحجة، باب أن القرآن يهدي للإمام: (1/216)، وانظر: «تفسير العياشي»: (2/282 -383)، و«البرهان»: (2/409)، و«الصافي»: (1/960).

[17] المصادر السابقة ما عدا الكافي.

[18] «الكافي» كتاب الحجة، باب أن الأئمة عليهم السلام نور الله: (1/196)، وانظر: «تفسير نور الثقلين»: (5/316)، وفي «تفسير القمي» فسر «النور» بمهديهم المنتظر، عن «تفسير نور الثقلين»: (5/317).

[19] «الكافي» كتاب الحجة، باب أن الأئمة عليهم نور الله عز وجل: (1/195)، وانظر: «تفسير نور الثقلين»: (3/604).

[20] «تفسير العياشي»: (2/258)، «البرهان»: (2/368)، «الصافي»: (1/923)، «تفسير نور الثقلين»: (3/53).

[21] «تفسير العياشي»: (2/261)، «تفسير البرهان»: (2/373)، «تفسير نور الثقلين»: (3/60).

[22] «تفسير الصافي»: (2/472)، وقد نقل هذه الرواية عن القمي شيخ الكليني في تفسيره، وانظر: «أصول الكافي» وانظر: «تفسير نور الثقلين»: (40/498).

[23] «تفسير العياشي»: (2/353)، «تفسير البرهان»: (2/497)، «تفسير الصافي»: (2/36)، «تفسير نور الثقلين»: (3/317- 318).

[24] «الصافي»: (2/361).

[25] الآية كاملة: {وَآمِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقًا لِّـمَا مَعَكُمْ وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ} [البقرة: ١٤] فالضمير يعود كما هو واضح من السياق يعود إلى القرآن، وهم أرجعوه إلى «علي» وهو غير مذكور أصلًا، والخطاب في الآية لبني إسرائيل.

[26] «تفسير العياشي»: (1/42).

[27] «تفسير العياشي»: (1/72)، «البرهان»: (1/172)، «الصافي»: (1/156)، «تفسير الثقلين»: (1/151).

[28] «تفسير الصافي»: (1/571).

[29] «تفسير العياشي»: (1/245- 246)، «الصافي»: (1/361)، «البرهان»: (1/375)، «تفسير نور الثقلين»: (1/488).

[30] «تفسير العياشي»: (1/128)، وانظر: «تفسير البرهان»: (1/231)، «البحار»: (7/154).

[31] «تفسير العياشي»: (2/319)، «تفسير الصافي»: (1/999)، «تفسير البرهان»: (2/452)، «تفسير الثقلين»: (3/235).

[32] «تفسير العياشي»: (2/320)، «تفسير الصافي»: (1/99)، «البرهان»: (2/452)، «تفسير نور الثقلين»: (3/235- 236).

[33] «تفسير العياشي»: (2/12)، «البرهان»: (2/8)، «البحار»: (7/69)، «تفسير نور الثقلين»: (3/17).

[34] رواه شيخهم الطوسي في التهذيب، انظر: «الوافي»، أبواب الزيارات وشهود المشاهد (ج 2/193)، وانظر: «تفسير نور الثقلين»: (3/492).

[35] المجلسي: «البحار»: (24/ 286- 304).

[36] «الكافي»، كتاب الحجة، باب ما فرض الله ورسوله صلى الله عليه وسلم  وآله من الكون مع الأئمة عليهم السلام: (1/208).

[37] «الكافي»، كتاب الحجة، باب في أن من اصطفاه الله من عباده وأورثهم كتابه هم الأئمة عليهم السلام: (1/214).

[38] «تفسير العياشي»: (2/264)،«البرهان»: (2/375)، «الصافي»: (1/931).

[39] «البحار»: (24/110 – 113).

[40] «تفسير العياشي»: (2/264)، «البرهان»: (2/376)، «الصافي»: (1/932).

[41] «تفسير العياشي»: (2/269)، «البرهان»: (2/383)، «البحار»: (9/111).

[42] وفي عدة مواضع أخرى من كتاب الله سبحانه.

[43] «تفسير العياشي»: (2/269)، «البرهان»: (2/383).

[44] «تفسير العياشي»: (2/269)، «البرهان»: (2/383).

[45] «تفسير العياشي»: (1/24)، «البرهان»: (1/52).

[46] «تفسير العياشي»: (1/42)، «البرهان»: (1/89).

[47] «البحار»: (24/338 – 243)، وانظر: الطوسي: «الغيبة»: 104، والقمي: «الخصال»: (2/32 – 33).

[48] «تفسير العياشي»: (1/44)، «البرهان»: (1/95)، «البحار»: (7/178).

[49] وفي عدة مواضع من كتاب الله.

[50] «تفسير العياشي»: (2/42)، وانظر: «الصافي»: (1/626)، «البرهان»: (2/51).

[51] «البحار»: (24/100 – 110).

[52] «فروع الكافي» (الذي بهامش «مرآة العقول»): المجلد الرابع ص416.

[53] «مرآة العقول»: (4/416).

[54] «تفسير العياشي»: (2/223)، «البرهان»: (2/309)، «الصافي»: (1/885)، «البحار»: (3/378)، و«تفسير القمي» (عن «الصافي»): (1/885).

[55] «الوافي»، كتاب الحجة، باب ما نزل فيهم عليهم السلام وفي أعدائهم: (1/314).

[56] «تفسير العياشي»: (2/77 – 78)، «تفسير البرهان»: (2/107)، «تفسير الصافي»: (1/685).

[57] انظر: «تفسير العياشي»: (1/246)، و«الصافي»: (1/362)، «البرهان»: (1/377).

[58] «تفسير العياشي»: (2/328 – 329)، «البرهان»: (2/471)، «البحار»: (8/22)، «الصافي»: (2/17).

[59] البقرة: الآيتان 168، 208 – الأنعام: آية 142.

[60] «تفسير العياشي»: (1/102)، «البرهان»: (1/208)، «الصافي»: (1/208).

[61] «تفسير العياشي»: (2/243)، «البرهان»: (2/345).

[62] «البحار»: (4/378)، (8/220).

[63] «تفسير العياشي»: (1/275)، «البرهان»: (1/414).

[64] «تفسير العياشي»: (1/276)، «البرهان»: (1/415)، «البحار»: (9/637).

[65] «تفسير العياشي»: (1/281)، «الصافي»: (1/404)، «البرهان»: (1/422)، «البحار»: (8/218).

[66] عن «الصافي»: (1/715).

[67] «تفسير العياشي»: (4/268)، «البرهان»: (2/381)، «البحار»: (7/130).

[68] ابن بابويه القمي (الصدوق): «إكمال الدين»: ص17.

[69] «تفسير العياشي»: (2/76)، «تفسير البرهان»: (2/102).

[70] «تفسير العياشي»: (2/87)، «الصافي»: (1/697)، «البرهان»: (2/121).

[71] «تفسير العياشي»: (2/157)، وانظر: «البرهان»: (2/230)، «البحار»: (5/158).

[72] أغابزرك الطهراني: «الذريعة»: (19/30).

[73] «فهرس مكتبة آية الله المرعشي» بقم: (3/286)، إعداد: أحمد الحسيني.

[74] «تفسير العياشي»: (2/351)، «البرهان»: (2/486)، «البحار»: (5/168).

[75] «تفسير العياشي»: (2/351)، «البرهان»: (2/486)، «البحار»: (5/168).

[76] «تفسير العياشي»: (2/351)، «البرهان»: (2/486)، «البحار»: (5/168).

[77] «تفسير العياشي»: (1/166- 167)، «البرهان»: (1/275)، «الصافي»: (1/253)، «الوسائل»: جـ2 أبواب الأمر بالمعروف باب 23.

[78] «تفسير العياشي»: (1/196)، «البرهان»: (1/309)، «الصافي»: (1/290).

[79] «تفسير العياشي»: (1/214)، «البرهان»: (1/335)، «البحار»: (7/135).

[80] «تفسير العياشي»: (2/306)، «البحار» للمجلسي: (13/116).

[81] قبعة السيف: ما كان على طرف مقبضه من فضة أو حديد، «القاموس»: مادة قبع.

[82] «تفسير العياشي»: (2/259)، «البرهان»: (2/368)، «البحار»: (13/223).

[83] «مجموع الفتاوى» (13/236-237).

[84] انظر: «اللوامع النورانية في أسماء علي وأهل بيته القرآنية» هاشم البحراني (ص321-323).

[85] انظر من ذلك: «تفسير القمي» (2/212)، «معاني الأخبار» لابن بابويه (ص95)، «تفسير البرهان» (4/6-7)، «تفسير الصافي» (4/247)، «تفسير شبر» (ص416).

[86] قال السلف في تفسير الآية: إن الإمام المبين ها هنا هو أم الكتاب، أي: وجميع الكائنات مكتوبة في كتاب مسطور مضبوط في لوح محفوظ. (انظر: «تفسير ابن كثير» 3/591).

[87] انظر: «البرهان» (2/106، 107)، «تفسير الصافي» (2/324)، «تفسير العياشي» (2/77-78)، وانظر: «تفسير القمي» (1/283).

[88] راجع المصادر السابقة.

[89] انظر: «البرهان» (2/424-425).

[90] انظر: «تفسير القمي» (2/21)، «تفسير العياشي» (2/297)، «تفسير الصافي» (3/199-202)، «البرهان» (2/424-425)، «تفسير شبر» (ص284)، وانظر: «مقتبس الأثر» (دائرة المعارف الشيعية) (20/21).

[91] «معجم رجال الحديث» (1/63).

[92] انظر للتفصيل: «أصول مذهب الشيعة» (باب: الشيعة المعاصرون وصلتهم بأسلافهم) (3/ 963)، «مسألة التقريب» (2/ 38).

(المصدر: مجلة البيان)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى