“البنوك الإسلامية في قطر”.. نمو متسارع يوصلها للعالمية
لم تعد البنوك الإسلامية في قطر مجرد إضافة لتنويع أنشطة النظام المصرفي، وباتت تستحوذ على أكثر من ربع أصول القطاع المصرفي في البلاد حتى بداية العام الماضي، إضافة لتمتعها بجودة أصول أفضل من نظيرتها التقليدية.
وتحظى المصارف الإسلامية في قطر بتصنيف رفيع ضمن أكبر البنوك الإسلامية عالمياً وتحولت الدوحة بالسنوات الأخيرة إلى واحدة من أكبر أسواق التمويل الإسلامي في العالم بعد ما حققته الصيرفة الإسلامية من معدلات نمو مرتفعة.
والقطاع المصرفي في دولة قطر يضم أربعة مصارف إسلامية من مجموع سبعة عشر مصرفا« منها خمسة مصارف محلية تجارية تقليدية، ومصرف متخصص (بنك قطر للتنمية)، وسبعة فروع لمصارف أجنبية تقليدية، هذا بالإضافة إلى وجود مكتب تمثيل لأحد البنوك الأجنبية.
وتعمل المصارف الإسلامية القطرية من خلال شبكة فروع داخلية وخارجية بلغت أكثر من 70 فرعا ومكتباً.
وكذلك تعمل ثلاث شركات تمويل إسلامية تحت مظلة مصرف قطر المركزي، إلى جانب شركتين استثماريتين و5 صناديق استثمار إسلامية.
ضمن أقوى 10 بنوك إقليمية
وفي 4 نوفمبر 2021، نشرت مجلة “GLOBAL FINANCE” تقريرا كشفت فيه عن قائمة أقوى 10 بنوك وأكثرها أماناً في منطقتي الخليج والشرق الأوسط وأفريقيا.
وجاء ضم التصنيف ثلاثة بنوك قطرية تقدمها مصرف قطر الإسلامي صاحب المركز الرابع بأصول تقارب 48 مليار دولار أمريكي، ومن عقبه بنك دخان صاحب المركز الخامس بأصول تتعدى 23 مليار دولار أمريكي.
كما جاء بنك قطر الدولي الإسلامي في المركز السابع بأصول تصل إلى حوالي 17 مليار دولار أمريكي.
وأشار التقرير إلى النمو الكبير الذي يشهده هذا القطاع في قطر وبقية دول الخليج بالذات خلال المرحلة الأخيرة.
وأرجع التقرير ذلك إلى الاستفادة من الخدمات المالية المتوافقة مع ما تنص عليه الشريعة الإسلامية، ما أدى إلى تمكن هذا النوع من الصيرفة إلى تجاوز رتم التطور البطيء لباقي الأصول البنكية، واحتلاله لمكانة مرموقة في القطاع البنكي.
ثالث أقوى مصرف إسلامي بالعالم
وفي يناير الماضي، صنفت مجلة “ذا آشيان بانكر” مصرف قطر الإسلامي ثالث أقوى مصرف إسلامي في العالم، وذلك ضمن تصنيفاتها لأقوى 500 بنك في العالم لسنة 2020.
وتعتبر تصنيفات “ذا آشيان بانكر” لأقوى 500 بنك في العالم أحد أكثر التصنيفات موثوقية في العالم، وأكثرها متابعة لأقوى البنوك والمصارف.
وتجري هذه التصنيفات بناء على البيانات المالية للبنوك، ووفق تقييم مفصل ودقيق يصنف البنوك والمصارف الإسلامية بناء على ستة محاور.
وتتعلق هذه المحاور بالأداء المالي، وهي: القدرة على النمو، ونمو البيانات المالية، والمخاطر، والربحية، وجودة الأصول، والسيولة.
مجموعة “أكسفورد” للأعمال العالمية، قالت في تقرير لها بأغسطس 2021، أن البنوك والمصارف الإسلامية في قطر واصلت نموها بوتيرة أسرع من البنوك التقليدية في العام 2020 (10.9 % مقابل 6.8 %)، لتصل إلى 24.2 % من أصول القطاع المصرفي في نهاية العام (نهاية العام 2019: 23.5 %).
جودة أصول أفضل
وأضاف تقرير المجموعة العالمية، أن جودة الأصول لدى البنوك الإسلامية كانت أفضل من نظيراتها التقليدية، حيث وصلت نسبة المخاطر في التمويل إلى 1.8 % في نهاية العام 2020، مقارنة بـ 2.9 % في البنوك التقليدية.
وأشار إلى قيام البنوك الإسلامية بتكوين مخصصات لمواجهة المخاطر المالية لوباء كورونا وتأثيره على السوق المصرفية.
وذكرت أنه بالنظر إلى المستقبل فإنه يتوقع أن تواصل الصيرفة الإسلامية القطرية توسعها بالسوق المحلي وعلى المستوى الإقليمي والعالمي، خاصة بعد اعتزام مصرف قطر المركزي وقراره توحيد اللوائح الشرعية وجعلها مركزية.
وأوضحت مجموعة أكسفورد، أن هذا الإجراء من شأنه أن يساهم في تعزيز مناخ الثقة لدى العملاء بشكل كبير في الخدمات المالية والمصرفية التي تتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية، بالإضافة إلى أنه سيدعم مستويات النمو بشكل كبير.
من جانبه، أظهر تقرير التمويل الإسلامي في دولة قطر، الصادر عن شركة بيت المشورة للاستشارات المالية، أن موجودات (أصول) المصارف الإسلامية في دولة قطر حققت نموا بمعدل 8.4 % في عام 2020 لتصل إلى مستوى 450.6 مليار ريال (123.77 مليار دولار)، مقابل 415.8 مليار ريال (114.21 مليار دولار) في عام 2019 .
وأوضح التقرير القطري، الذي نشر 15 أغسطس 2021، أن أصول المصارف الإسلامية تشكل نسبة 27% من إجمالي أصول القطاع المصرفي في دولة قطر.
أسباب النمو المتصاعد
وحول أسباب التطور المتسارع والكبير في قطاع الصيرفة الإسلامية في قطر، يقول الخبير الاقتصادي، الدكتور هشام عبد الرحيم السيد، إن “المصارف الإسلامية تفوقت على البنوك التقليدية لحجم الودائع المتوافرة فيها”.
وأضاف السيد لـ”الخليج أونلاين”: “الحجم الكبير للودائع في البنوك الإسلامية بقطر وغيرها من الدول العربية يعكس تفضيلات المودعين في الاحتفاظ بأموالهم في هذه البنوك التي تتبنى الشريعة الإسلامية التي يؤمنوا بها”.
إلى جانب ذلك، “فإن المصارف الإسلامية في قطر استفادت بشكل كبير من التكنولوجيا بخدماتها المصرفية عبر استغلال المنصات الإلكترونية والتطبيقات على الهواتف المحمولة ما ساهم في زيادة الإقبال عليها” وفق الخبير الاقتصادي.
وأشار إلى أنه “في ظل التحول الرقمي العالمي فإن العملاء باتوا يفضلوا استخدام الخدمات المصرفية الإلكترونية بدلا من التقليدية، وهذا ما اتبعته المصارف الإسلامية في قطر وساعدها على جذب أكبر عدد من العملاء”.
ويضيف السيد أن “البنوك الإسلامية في دولة قطر تعتبر من أكبر المصارف الإسلامية عالميا وذلك بفضل النمو الكبير الذي حققته الصيرفة الإسلامية في البلاد خلال السنوات القليلة الماضية نتيجة لاهتمام الجهات الرقابية على هذا القطاع ليقدم أفضل الممارسات المصرفية”.
المصدر: الخليج أونلاين