البابا فرانسيس.. وتنصير العراق
بقلم د. زينب عبد العزيز
تحت هذه الصورة الهلعة نشرت أهم المواقع الفاتيكانية والغربية صورة البابا وهو متوجه لزيارة العراق 5/3/2021.. والهلع الذي يبدو على وجهه من هول المنظر، الذي يبدو أنه يشاهده، ليس مما أصاب العراق من دمار صواريخ النابلم وقنابل أمريكية محرّمة تفوق في قدرتها أضعاف ما ألقته على هيروشيما ونجازاكي، دكت بها العراق لتحيلها إلى ما لا يوصف من خراب وأتت على ملايين العراقيين حرقا وتفحما أو تبخراً.. لكن البابا هلع من صواريخ «داعش» و”الدولة الإسلامية” التي اختلقتها السياسة الأمريكية الغاشمة، ليواصل لصق تهمة الإرهاب بالإسلام والمسلمين. فما من قارئ قد نسي تصريح هيلاري كلينتون وهي تؤكد أن أمريكا هي التي كونتهم ودربتهم وأغرقتهم بالأسلحة!!
وهكذا تبدأ الزيارة التي يقوم بها ذلك الفرنسيس الأسيزي، في دولة دكتها الغطرسة الأمريكية وأبادت ملايين المسلمين، إذ فر منها مسيحييها مع أولي الطلقات، واستقبلهم الغرب، وخاصة فرنسا، بمنحهم مئات الوظائف الفورية ليتمكنوا من العيش بكرامة..
ومما ورد تعقيبا من أحد المواقع الفرنسية: «بعيدا عن التحيات التقليدية، فإن هذه المهمة الدبلوماسية تهدف أيضا إلى تذكرة العراقيين وجيرانهم أن المسيحية لا يمكن فصلها عن تاريخ وثقافة المنطقة. والبابا فرانسيس سوف يدافع عن حق إخوانه في الدين في نفس الوقت الذي سيزور فيه جماعة مستنزفة»! فهو قادم ليطالب بعودة العراقيين الذين فروا من الدمار والموت..
فبعد أن كان المسيحيين يمثلون 1.2 مليونا في أواخر الثمانينات، تقلص عددهم إلى ما يقارب المئتا ألف. إذ فروا هربا من هول ما أصاب العراق من خراب لا يوصف، وآثروا المنفي علي الموت الذي حصد ملايين المسلمين..
أما البابا فبدأ قائلا: «أتيت كخاطئ يطلب الصفح من السماء (وليس من المسلمين) ومن الأخوة، (وأخوته هم المسيحيين وليسوا المسلمين)، أطلب الصفح عن كثرة الدمار والقسوة (ولم يذكر من المتسبب فيها). أنني قادم كحاج للسلام، باسم المسيح، أمير السلام». وهو ما أعرب عنه أمام المسئولين والسلك الدبلوماسي عند وصوله. كما استجدي الصلاة التي تجلب السلام للعراق.
واليوم سوف يقوم بمثل ما قام به مع الأزهر السُنّي، لكن مع الجانب الشيعي، بلقائه آية الله السيستاني ليخرج بوثيقة يؤكد فيها «أن المسيح هو الإله الوحيد الحقيقي».. وانه علينا ن نلتف حوله!! وتتواصل المهازل تحت لواء الصمت..
ليتنا نفيق، ونقرأ ما يدسه الغرب الصليبي وقياداته، وإصرارهم على اقتلاع الإسلام بهدوء وخطوة خطوة، لفرض ذلك «الإله الوحيد الحقيقي».. فما يحاك حاليا هو إعادة لنفس مخطط «مسألة الشرق» الذي تضافرت فيه دول أوروبا لاقتلاع الإمبراطورية العثمانية، بحيث يمكنهم الحديث بلا حرج عن هذه المسألة ولا يدركها قارئ. ومع تغيير المسمى في نصوصهم إلى «موضوع الشرق»، يتكرر نفس الوضع ولا يفهم القارئ ما الذي يقصدونه، بل لقد أنشأوا مؤسسة برئاسة المونسنيور جولنيتش لتولي هذه المهمة..
(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)