مقالاتمقالات مختارة

الاستبداد المفسد للهوية

الاستبداد المفسد للهوية

بقلم د. محمد عمارة

عندما تزوّر إرادة الأمة في الانتخابات، ويستولي السماسرة وأصحاب المليارات على مقاليد الحكم بقوة التغلب وأجهزة القمع، يصبح منطق القوة، بل والبلطجة، هو السائد في حكم البلاد والعباد!

ولذلك، لم يكن غريبا استعانة نظام العار الذي حكم مصر على امتداد ثلاثة عقود سبقت ثورة يناير 2011؛ بالبلطجية في إنجاز المهام وتأديب المعارضين، بل لقد كانت هذه الاستعانة سمة وخطيئة من خطايا هذا النظام!

1- لقد استعان هذا النظام بالبلطجية، يخرجهم من السجون ومن أماكن الاحتجاز في أقسام الشرطة، ويسلحهم، ثم يدفع بهم إلى تأديب الخصوم في الحرم الجامعي وفي الانتخابات، وحتى المظاهرات السلمية التي تفجرت في 25 كانون الثاني/ يناير 2011م.

2- كذلك استعان نظام العار هذا بأجهزة الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة في غسيل مخ الجماهير، حتى انصرفت هذه الجماهير عن متابعة هذا الإعلام، لفرط ما تميز به من الفجاجة والنفاق والكذب، الذي تفوق فيها على مسيلمة الكذاب وعبد الله بن أبي سلول جميعا!

3- ونظام العار هذا هو الذي وضع الثقافة (ثقافة مصر الإسلامية) في أيدي غلاة العلمانيين، حتى أصبحت جوائز الدولة في أغلبها تمنح لهم!

4- ونظام العار هذا هو الذي أفسد التعليم المصري، في الجامعات وفيما قبل الجامعات، وفي ظله جُمعت الكتب الإسلامية من مكتبات المدارس وأُشعلت فيها النيران، وذلك لأول مرة في تاريخ مصر! وهو النظام الذي فتح كل الأبواب أمام التعليم الأجنبي، بعد الإفقار والانهيار الذي أصاب التعليم الوطني والعام!

5- ونظام العار هذا هو الذي أفسد الذوق المصري بالأغاني الهابطة والفنون المنحلة، حتى غدت الأغاني التي تتحدث عن الوطنية والعروبة والإسلام غريبة على الأسماع!

6- ونظام العار هذا هو الذي حوّل مصر إلى دولة الرجل المريض، فترك الشرق الأوسط لهيمنة الصهيونية والإمبريالية، بعد أن كانت مصر مركز الحل والعقد في وطن العروية والإسلام.

7- ونظام العار هذا هو الذي بدأ عهده بالكلمة الحكمة: “الكفن ليس له جيوب”، لكن عندما ثار عليه الشعب في 25 كانون الثاني/ يناير 2011م، كان العالم يتحدث عن الثروة التي جمعتها الأسرة، والتي بلغت عشرات المليارات من الدولارات!

إنها بعض من خطايا نظار العار الذي حكم مصر على امتداد ثلاثة عقود، والتي فجرت الثورة التي أعادت شعب مصر إلى معدنه الأصلي النفيس.

(المصدر: عربي21)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى