
الاختلاف_والمودة
بقلم الأستاذ أنور الخضري ( خاص بالمنتدى)
الاختلاف في الدين أو المذهب أو المدرسة أو العرق أو أي نوع من الاختلافات لا يوجب البغضاء والعداوة، فضلا عن الخصومة والشحناء، إلا في أضيق الحدود، ولأسباب تقوم على جوانب مدركة، منها:
– أن يبدي لك المختلف مع العداوة القولية والفعلية لك، فيسعى في ضررك وإيذائك جسديا، وسلبك حقوقك، وانتهاك كرامتك، وتهديد مصالحك، والهزء بك وبدينك أو مذهبك أو مدرستك (والهزء خلاف المباينة)، واحتقارك وتهميشك. هذه كله أمور توجب منك موقفا حازما وحاسما، لأن المودة مع هكذا شخص يدفعه إلى ظلمك أو البغي والعدوان عليك.
– قد لا تجد منه شيئا مما سبق، لكن فيه من سوء الأخلاق ورذائل الصفات وقبيح الطبائع والعوائد ما يدفعك لعداوته والقطيعة معه، لأن أمثال هؤلاء سبب لفساد خلقك وطبعك وعوائدك وسلوكك.
– قد لا تجد منه شيئا مما سبق تجاهك أنت، لكنه مع غيرك خلاف حاله معك، فهذا يبدي لك وجها خلاف وجهه الحقيقي فاحذره.
– أن يكون عبدا للمال، مأجورا، مرتزقا، أين توجه المال توجه معه، فهذا مفتون متى دعته المطامع لخيانتك خانك.
وفيما عدا هؤلاء فالود والمصاحبة الحسنى أمر مشروع وطبع محمود ومسلك مريح. مهما كان مخالفك.
ولو وجدت مسلما خالفك في ١٠٠٠ مسألة علمية أو عملية، في أصول أو فروع، مما لا تقدح في خلقه وتدينه وعقله وسلوكه، فانظر لعدد ما لا يحصى بينك وبينه من المشتركات والتوافقات والروابط فغلب جانبها. فإنك لا تجد معصوما ولا كاملا ولا مرضيا من كل وجه، ولا تشترط في الناس ما عندك مثله.
فإن وجدت الرجل الرجل في هذا الزمن فعض عليه بالنواجذ ولو تقطعت أصابعه وخرج منه الدم..
إقرأ أيضا:أحلام_الصالحين