إعداد خالد مصطفى
يتجرأ الاحتلال الصهيوني يوما بعد يوم على اختراق العالم العربي والإسلامي بشتى السبل المباشرة وغير المباشرة فهو لا يكتفي باحتلال أرض فلسطين وطرد أهلها منها والتنكيل بهم بل يتجاوز ذلك باستهداف الدول العربية والإسلامية..
وتتنوع طرق الاحتلال في هذا الاختراق حيث يسعى حينا لنشر شبكات تجسس تنقل له أهم المعلومات الحيوية عن هذه البلاد وتسعى لضرب مصالحها الاستراتيجية مثلما جرى مؤخرا في الجزائر حيث كشفت السلطات عن تفكيك شبكة دولية تعمل لصالح الكيان الصهيوني واعترف المتهم الرئيسي خلال المحاكمة بالعلاقة التي كانت تربطه بشركائه المتهمين وانشغالهم بتصوير مواقع حساسة باستعمال معدات تجسس متطورة وتوزيع منشورات تحريضية لتأجيج الاحتجاجات في ولاية غرداية…
وقال وزير الداخلية الجزائري، نور الدين بدوي، إن “تفكيك أجهزة الأمن الوطني شبكة تجسس دولية لصالح إسرائيل، مؤشر واضح على استهداف الموساد وقوى أجنبية لأمن الجزائر واستقرارها بمحيط جغرافي يشهد اضطرابات خطيرة”…
كما يقوم الاحتلال بمحاولة استغلال بعض الثغرات وبعض ضعفاء النفوس من أجل إقامة مشروعات داخل البلاد العربية من أجل تحقيق أهدافه المتعلقة بالتطبيع والسيطرة كما جرى في قضية إقامة مركز تدريب عسكري بالمغرب حيث أكد نشطاء ضد التطبيع مع الكيان الصهيوني على وجود “معهد إسرائيلي للتدريب العسكري”، في مدينة خنيفرة وسط المغرب، يحضر أنشطته “إسرائليون” وفرنسيون ومغاربة…وأضاف النشطاء، في مؤتمر صحفي، أن هذا المعهد يحمل رموزًا وشعارات صهيونية، ويدرب مغاربة على “فنون القتال والذبح باستعمال الأسلحة البيضاء والمسدسات”…
وفي تصريحات صحفية، قال عبد القادر الإبراهيمي، مؤسس “معهد ألفا للحراس الشخصيين”، والذي يقدم نفسه بوصفه يهوديًا من أبوين مسلمين، إن معهده خاص بتدريب الشباب على مهنة الحراسة ، وإن الأسلحة المستخدمة “مصنوعة من البلاستيك”…وأضاف أن شخصيات أمنية من “إسرائيل” وفرنسا زارته، عدة مرات، مثل بيهودا أفيخفير، نجل أفيخفير إيمي، الكولونيل السابق بالجيش الصهيوني…
وشدد الإبراهيمي على أن أنشطة المعهد مرخص بها، وتتمم بعلم السلطات المغربية, على حد قوله….كما يستغل الاحتلال الصهيوني بعض الشركات الأجنبية من أجل تصدير منتجاته وبضائعه للعالم العربي محاولا زيادة صادراته على حساب الشعوب العربية والإسلامية التي تقاطع هذه المنتجات المختلطة بدماء إخوانهم…الطريقة الأخرى للاختراق هو الاختراق الأمني المباشر عن طريق استهداف العلماء العرب والمسلمين بواسطة فرق الاغتيالات التي تستخدم جوازات سفر دبلوماسية لدول أجنبية موالية للاحتلال لتنفيذ عمليات قذرة والإفلات من العقوبة كما جدث مؤخرا في ماليزيا عندما نجح مسلحان في اغتيال العالم الفلسطيني فادي البطش بماليزيا حيث أكد وزير الداخلية الماليزي، أحمد زاهد حميدي، وجود صعوبات في العثور على منفذي عملية اغتيال “البطش”…
وأضاف “حميدي”، أنّ “وكالات أجنبية تستخدم جوازات سفر دول ذات علاقات دبلوماسية مع البلاد؛ ما يصعّب عملية تتبع عملائها”…واتهم الوزير “دولة في منطقة الشرق الأوسط” بتنفيذ مهمات سرية في دول أخرى، دون أن يذكرها بالاسم..وقال: “من بين الوكالات الأجنبية، وكالات دولة في الشرق الأوسط، لديها شبكات عالمية، وتعمل أي شيء لتدمير إمكانيات الشعب الفلسطيني (في إشارة إلى إسرائيل)”…
هذه الطرق وغيرها ازدادت بشدة في الآونة الأخيرة بسبب ما تعانيه المنطقة من حروب واضطرابات حيث يستغل الاحتلال هذه الظروف لكي يوسع من نفوذه ويشدد من قبضته على الأراضي الفلسطينية المحتلة وهو ما يجعل من الضروري على الدول العربية والإسلامية أن تعيد رسم استراتيجياتها الأمنية والسياسية لإحباط هذه المحاولات.
(المصدر: موقع المسلم)