الاحتلال يقصف خيام النازحين وانقطاع المياه والأكسجين عن مستشفى كمال عدوان
استُشهد 6 فلسطينيين بينهم طفلان وامرأتان وأُصيب آخرون، اليوم الأحد، في غارات إسرائيلية على مناطق متفرقة من قطاع غزة، بينما واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات نسف المنازل، وبخاصة في مناطق شمالي القطاع.
وأفاد مصدر طبي في مستشفى “شهداء الأقصى” لمراسل الأناضول، بوصول 5 شهداء، بينهم طفلان وامرأة وعدد من الإصابات جراء قصف طائرة مروحية إسرائيلية خيمة تؤوي نازحين في منطقة “المشاعلة” جنوب غرب مدينة دير البلح (وسط).
وفي مدينة غزة، استُشهدت فلسطينية وأُصيب آخرون جراء قصف طائرة مروحية إسرائيلية شقة سكنية تعود لعائلة “الغفري” قرب مسجد اليرموك وسط المدينة، وفق مسعفين فلسطينيين للأناضول.
وقال شهود عيان لمراسل الأناضول، إن جيش الاحتلال أطلق قنابل الإنارة في أجواء جنوب حي الصبرة ومحيط الكلية الجامعية جنوبي مدينة غزة.
وأضاف الشهود أن الآليات العسكرية الإسرائيلية المتمركزة في منطقتي “التوام” و”الصفطاوي” شمال وشمال غرب مدينة غزة، أطلقت النار بكثافة تجاه منازل الفلسطينيين، بينما استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي محيط منطقة الكرامة شمال غرب المدينة بعدة صواريخ.
وذكروا أن طائرات حربية إسرائيلية شنت سلسلة غارات على بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف وإطلاق نار من الآليات العسكرية المتوغلة في البلدة.
وأفادوا بأن آليات جيش الاحتلال أطلق نيرانها بكثافة في المناطق الغربية لمخيم جباليا وشرقي منطقة جباليا البلد (شمال)، بينما سُمع دوي انفجار ضخم نتيجة نسف الجيش منازل سكنية في المخيم.
وفي شمال القطاع، انقطعت إمدادات المياه والأكسجين الطبي والكهرباء عن مستشفى “كمال عدوان” في بلدة بيت لاهيا منذ مساء السبت، نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل للمستشفى ومحيطه.
وأفاد مصدر طبي من داخل المستشفى للأناضول، بأن “إمدادات المياه والأكسجين الطبي والكهرباء منقطعة عن مستشفى كمال عدوان منذ مساء أمس السبت، نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل على المستشفى ومحيطها”.
وأضاف المصدر: “حتى الآن توجد عمليات جراحية لا نستطيع إجراءها بسبب انقطاع الأكسجين وعدم توفر المياه، الوضع بالمستشفى كارثي جداً”.
والسبت، أعلن مدير المستشفى حسام أبو صفية، استهداف الجيش المستشفى بوابل من القذائف، مما أسفر عن إصابة كوادر طبية ومرضى وتدمير خزانات المياه والأكسجين والوقود وانقطاع التيار الكهربائي.
كما قال مدير عام وزارة الصحة بغزة منير البرش، إن “الاحتلال استهدف مستشفى كمال عدوان بالرصاص المباشر لنصف ساعة، مما أشعل النيران في مولدات الكهرباء وأدى إلى انقطاع التيار الكهربائي”.
والجمعة، ناشدت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان لها، المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية والإنسانية التدخل العاجل لوقف العدوان الإسرائيلي على المنظومة الصحية بقطاع غزة الذي يشهد إبادة منذ أكثر من عام.
وفي 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، اجتاح الجيش مجدداً شمال قطاع غزة بذريعة “منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة”.
وفي غضون ذلك، حذرت بلدية غزة، الأحد، من كارثة بيئية وشيكة تهدد حياة الفلسطينيين في محيط بركة الشيخ رضوان شمال المدينة، نتيجة الأضرار البالغة التي لحقت بمرافقها والبنية التحتية في المنطقة المحيطة بفعل القصف الإسرائيلي المتواصل.
وأوضح المتحدث باسم البلدية، حسني مهنا، لمراسل الأناضول، أن “القصف الإسرائيلي تسبب بتدمير منظومة المولدات الكهربائية الخاصة بالبركة، بالإضافة إلى تضرر 4 مضخات بشكل كامل من أصل 6 تعمل على تصريف مياه الأمطار والمياه الملوثة المتجمعة داخل البركة”.
وبركة “الشيخ رضوان” هي إحدى المحطات الرئيسية لتجميع مياه الأمطار والصرف الصحي في مدينة غزة ويجري تصريف المياه بداخلها بشكل منتظم إلى شاطئ البحر، لكن مع انقطاع الكهرباء عن المدينة باتت المياه المتجمعة داخلها تشكل خطراً على المناطق السكنية القريبة منها.
معارك مستمرة
وفي سياق متصل، أعلنت “كتائب القسام”، الجناح العسكري لحركة حماس، الأحد، تدمير ناقلة جند لجيش الاحتلال في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وقالت القسام في بيان، إن عناصرها دمرت السبت، ناقلة جند بعبوة “شواظ”، مما أدى إلى مقتل وإصابة طاقمها، في محيط الجامعة بحي الجنينة شرق مدينة رفح.
وأشار البيان إلى إعلان جيش الاحتلال مقتل أحد ضباطه إثر العملية، والسبت أعلن الجيش في بيان مقتل عسكري بالمعارك الدائرة جنوبي قطاع غزة.
وأوضح البيان، أن القتيل (النقيب أبراهام بن بينحاس) كان قائد فصيل في الكتيبة 46 التابعة للفرقة 401 بلواء “آثار الحديد”، حيث قتل في أحد الاشتباكات.
وبمقتل الضابط، ارتفعت الحصيلة المعلنة لقتلى جيش الاحتلال منذ بداية حرب الإبادة التي تشنها تل أبيب في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إلى 808 ضباط وجنود، وفق معطيات الجيش.
وحسب المعطيات نفسها، أُصيب منذ بداية حرب الإبادة 5 آلاف و452 ضابطاً وجندياً إسرائيلياً، منهم 797 إصابتهم خطيرة.
ووفق مراقبين، تتكتم إسرائيل على الخسائر البشرية والمادية جراء حربها على قطاع غزة، وتمنع التصوير وتداول الصور ومقاطع الفيديو، وتحذر من الإدلاء بمعلومات لوسائل إعلامية بهذا الشأن، إلا من خلال جهات تخضع لرقابتها المشددة.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 150 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمُسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
المصدر: TRT عربي