الاحتلال يقتحم الأقصى وأداء صلوات تلمودية في “عيد الفصح”
اقتحمت أعداد كبيرة من المستوطنين الإسرائيليين وجنود جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح الأحد، المسجد الأقصى، في ظل إجراءات أمنية إسرائيلية مشددة في مدينة القدس.
ومع دخول أول أيام “عيد الفصح” اليهودي اليوم الأحد والذي يستمر لسبعة أيام متتالية، تحولت مدينة القدس المحتلة إلى ثكنه عسكرية، حيث الانتشار الواسع لقوات الاحتلال في أزقة وشوارع المدينة وخاصة البلدة القديمة، ونصب العديد من الحواجز العسكرية.
وخلال الأعياد اليهودية تتصاعد انتهاكات سلطات الاحتلال واقتحامات مجموعات المستوطنين المتطرفين للمسجد الأقصى المبارك، ويتصاعد التوتر في القدس والأقصى نتيجة لاعتداءات الاحتلال على المقدسيين ومقدساتهم.
وعن الأجواء في هذه الأوقات داخل المسجد الأقصى المبارك، أكد الشيخ محمد عزام الخطيب، المدير العام لدائرة الأوقاف في القدس المحتلة، أن “هناك اقتحامات للمسجد الأقصى من قبل المستوطنين، وانتشارا واسعا للقوات الخاصة في ساحات المسجد الأقصى”.
وأوضح في تصريح خاص لـ”عربي21″، أن دائرة الأوقاف “تراقب وتتابع الوضع داخل الأقصى، وهناك محاولات لأداء صلوات تلمودية من قبل المقتحمين للأقصى”.
ونبه الخطيب، إلى أن “حراس المسجد الأقصى وموظفي الأوقاف يتواجدون في ساحات الأقصى، والقوات الخاصة الإسرائيلية تمارس أعمال إرهاب ضد حراس الأقصى، الصابرين والمرابطين والذين يقومون بأداء واجباتهم تجاه الأقصى”.
وشدد على أن “أي اقتحام للمسجد الأقصى مرفوض، لأن المسجد الأقصى المبارك للمسلمين وحدهم، ولا يقبل القسمة ولا الشراكة ولا أي جهة أخرى لها علاقة به إلا المسلمين”.
من جانبه، أوضح الباحث في شؤون مدينة القدس زياد ابحيص، أن “عيد الفصح اليهودي وفق الرزنامة العبرية، هو العيد الذي يحتفل فيه اليهود بذكرى نجاتهم من الطاعون الذي حل بمصر ومن ثم خروجهم منها وفق الرواية التوراتية، التي ترى أن ذبح القربان الحيواني كان رمز خلاص “الشعب اليهودي”، وهو ما جعل ذبح هذا القربان يمثل ذروة العبادة القربانية في المعبد بعد إقامته على زعم الرواية التوراتية”.
تحذير من تصاعد الانتهاكات
وذكر في منشور له وصل “عربي21” نسخة عنه، أن “جماعات المعبد تتطلع هذا العام لذبح قربانها الحيواني في الأقصى ونثر دمه هناك، مروّجةً أن هذا الذبح سيشكل بوابة خلاص اليهود وخلاص كل العالم من وباء كورونا باعتباره “طاعونا حديثا”، وهذا المسعى يأتي في إطار فكرة تأسيس المعبد المزعوم معنويا بإقامة كل طقوسه في الأقصى، تمهيدا لإقامته ماديا في مكان المسجد الأقصى المبارك”.
وأشار ابحيص، إلى أن “هذه الجماعات قدمت رسالة لرئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو يوم 4 آذار/ مارس الجاري، تمنت له فيها الفوز في الانتخابات، وأكدت تحالفها معه، مطالبة بإفساح المجال لها بذبح قربانها الحيواني في الأقصى خلال الفصح العبري”.
وبين أن “أحد قادتها رفائيل موريس، نشر صورته الجمعة الماضي مع الحمل الذي يعده للذبح “في المعبد” في يوم الفصح وفق زعمه”، مضيفا أنه “تثار اليوم تساؤلات حول حسابات نتنياهو تجاه هذا الطلب الذي اعتاد على رفضه لأسباب عديدة، وتعويض تلك الجماعات عنه بمكاسب أخرى، بعد الفوز المؤكد لستة من القادة الأكثر تطرفاً لتلك الجماعات، بينهم مجموعة من التلاميذ المباشرين للحاخام المتطرف مائير كاهانا في الانتخابات الأخيرة”.
وأفاد الباحث، بأن “جماعات المعبد تعمل على تقديم قربانها الحيواني في الأقصى بشكلٍ حثيث منذ تأسيس ما يسمى بـ”السنهدرين الجديد”؛ وهو أشبه بمجلس قضائي للشريعة اليهودية عام 2010، والذي يوجه رسالة لرئيس الوزراء وعدد من الساسة الصهاينة في كل عام لتمكينه من تحقيق ذلك، وفي العام الماضي استغل الإعلان عن صفقة القرن ووجه رسالة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مطالبا إياه بتبني هذا المطلب”.
ولفت إلى أن “هذا المسعى تمكن من تحقيق اختراقات عملية، وتمكن أصحابه من بناء مذبح حجري وفق الشروط التوراتية التي تتطلب نحته من صخرة واحدة، وهو منصوب في مستوطنة “إلكانا” شمال غربي سلفيت، والتي تتبع إدارتها لتجمع “غوش أمونيم” الاستيطاني اليميني، ويستخدم المذبح على مدار العام للترويج لمطلب ذبح القربان الحيواني في الأقصى، ويُنقل في وقت عيد الفصح من كل عام إلى القدس لتقديم القربان عليه، وقد مكنت حكومة الاحتلال جماعات المعبد عام 2018 من تقديم القربان ملاصقا للسور الجنوبي للمسجد الأقصى على أمل ذبحه في الأقصى في أقرب فرصة”.
(المصدر: عربي21)