الاتفاقية بين (رابطة العالم الإسلامي) و(معهد توني بلير للتغيير العالمي) .. خطوة جديدة على طريق التصهين ومحاربة الإسلام
تقرير حصري وخاص بمنتدى العلماء
وقّعت رابطة العالم الإسلامي على يد “أمينها العام” المتصهين محمد عبدالكريم العيسى، اتفاق شراكة استثنائية مع معهد توني بلير للتغيير العالمي الذي يرأسه رئيس الوزراء البريطاني الأسبق المجرم توني بلير.
يُذكر أن توقيع هذا الاتفاق جاء بعد أيام من إطلاق المجرم توني بلير لتصريحات هاجم فيها العالم الإسلامي، واصفاً ما أسماها “الراديكالية الإسلامية” بأنها الخطر الأمني الأول على أوروبا، مع اقتراب ذكرى هجمات 11 سبتمبر.
وأكد بلير أن “الإسلامية: عنفا وأيديولوجية، هي تهديد أمني أول وفي حالة عدم مراقبتها فستأتي إلينا، حتى لو كان مركزها بعيدا عنا، كما ظهر في هجمات 9/11”.
ورأى بلير أن “الراديكالية الإسلامية” لا يمكن مواجهتها من خلال الطائرات بدون طيار والقوات الخاصة.
ومع هذه الشخصية المليئة بالحقد على الإسلام والمسلمين، هرول المتصهين محمد العيسى ليوقع اتفاقية شراكة، فما هي محاور وبرنامج هذه الاتفاقية المشبوهة؟
يتضمن هذا الاتفاق حسب الرابطة، تقديم برنامج عالمي لـ:
- تزويد 100 ألف شاب بين أعمار 13-17 بمهارات التفكير والنقد، في 18 دولة، لمواجهة تحديات فرص المستقبل.
- يعمل البرنامج من خلال شبكات المدارس وشركاء التعليم حول العالم على تدريب أكثر من 2400 معلم على “مهارات الحوار مثل التفكير الناقد، والاستماع النشط، والتواصل العالمي، لنقل هذه المهارات إلى طلابهم، وبذلك سيسهم البرنامج في بناء قدر أكبر من التفاهم المتبادل والتسامح والثقة بين الشباب ومجتمعاتهم، وتصحيح المفاهيم حول التنوع الديني والثقافي”.
- يقوم البرنامج ببناء حوار أوسع بين أتباع الأديان والثقافات داخل مجتمعات التنوع، حيث يخاطب تعاطف الشباب وفهمهم لمن يختلفون عنهم في حياتهم اليومية وعائلاتهم ومجتمعاتهم.
إن انخراط مؤسسة ما يُسمى (رابطة العالم الإسلامي) وغيرها من المؤسسات المسيطر عليها من قبل أنظمة الحكم في هذه المشاريع الخبيثة وغيرها من النشاطات المتصهينة يؤكد عدم استقلالية تلك المؤسسات وأنها مجرد أدوات يستخدمها أعداء الإسلام لتمرير رؤيتهم ومشاريعهم المضادة للإسلام والمسلمين، وأن هذه المؤسسات ما هي إلا معاول لهدم الأمة من الداخل، من خلال مخاطبة الأمة خطاباً دينياً مشوّهاً يخدم الأجندات الخارجية المضادة للنهوض الإسلامي المرتقب.
وبالرجوع إلى فقرات البرنامج المزعم تقديمه من خلال تلك الاتفاقية، نجد أن الفقرة الأولى تتحدث عن ” تزويد الشباب بمهارات التفكير والنقد”، وما هي في الحقيقة إلا أساليب النقد الذي يستهدف التراث الديني للمسلمين من خلال الخوض في الشبهات ومواطن الخلاف من أجل تأجيج الصراعات وإثارة النزاعات بين أبناء الأمة الواحدة.
أما الفقرة الثانية من البرنامج، فهي تنص على عمل البرنامج من خلال “شبكات المدارس وشركاء التعليم حول العالم على تدريب أكثر من 2400 معلم على مهارات الحوار مثل التفكير الناقد، والاستماع النشط، والتواصل العالمي، لنقل هذه المهارات إلى طلابهم… الخ”، وهنا يتم اختراق منظومة مهمة من منظومات بث القيم في المجتمعات المسلمة، ألا وهي منظومة التعليم، من خلال توجيه المعلمين الذي هم الواسطة لبث القيم والأخلاق والمفاهيم الدينية في عقول شباب الأمة.
أما الفقرة الثالثة فتشير إلى قيام البرنامج “ببناء حوار أوسع بين أتباع الأديان والثقافات داخل مجتمعات التنوع…”، وحوار الأديان ما هو إلا حجة وذريعة مكشوفة لجعل المسلمين يتقبلون عقائد الديانات الأخرى الفاسدة ولا يرون فيها منقصة ولا عيباً ولا انحرافاً عن سبيل الله القويم، وقد تمثل هذا التوجه في مشاريع أخرى تتلاقى مع هذا البرنامج وغيره وتصب في نفس المصب كمشروع “الديانة الإبراهيمية” وغيرها.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الاتفاقية قد قوبلت بالاعتراض والاستنكار من قبل العديد من علماء ومفكري الأمة، ما يدل على أن مستوى الوعي والتنبه لتلك المشاريع ما زال حياً متيقظاً ولله الحمد والمنّة.
(يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يُتمّ نوره ولو كره الكافرون) التوبة: 32.