الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ينعي الشيخ العلامة المسند عبد الرحمن بن سعد العياف رحمه الله
يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي”
فقد تلقينا بقلوب مفعمة بالرضا بقضاء الله وقدره نبأ وفاة الشيخ العلامة المسند المعمر عبد الرحمن بن سعد العياف الدوسرى إثر إصابته بوباء كورونا عن عمر يناهز 99 عاما بعد رحلة حافلة بالعطاء والعلم والعمل، فقدعُرف الفقيد بعلمه الواسع وقول الحق ، والغيرة على الإسلام ، وسرعة البديهة في المناظرة ، مع الثبات والاتزان .
ولد -رحمه الله في روضة سدير ربيع الأول عام 1343هـ ، نشأ في حجر والديه ، وحفظ القرآن الكريم ، وقرأ في الكُتّاب على الشيخ فوازن القديري ، وعلى الشيخ عبدالرحمن الفنتوخ ، وأخيه عبدالله الفنتوخ ، وابن الشيخ عبدالرحمن : عبدالعزيز الفنتوخ .
ولما اشتد عوده رحل إلى قرية الدويش ، ولقي فيها شيخه ومؤدبه الأول الشيخ الفقيه القاضي إبراهيم بن عبدالله بن إبراهيم الدويش 1319هـ – 1405هـ ، والشيخ المذكور له ترجمة حافلة في تراجم علماء نجد
قرأ رحمه الله على الشيخ الدويش بعضاً من المتون الصغرى و رياض الصالحين ، ثم انتقل إلى أم القرى مكة المكرمة في سنة (1374هـ ) واجتمع بعدة مشايخ من علماء مكة ، وواظب على مجالس الشيخ سليمان بن حمدان رحمه الله تعالى واشتدت ملازمته له وقرأ عليه الكثير من الكتب المطولة والمختصرة منها أول صحيح البخاري ، وصحيح مسلم كاملاً ، والروض المربع كاملاً من أوله إلى آخره قراءة بحث وتحقيق ، وكتاب التوحيد ، وشرحه فتح المجيد ، وغير ذلك من الكتب في فنون شتى من النحو والفرائض ونحوها .
كان للفقيد رحمه الله منزلة طيبة عند أهل العلم ، ومنهم من خصه بزيارة معرفة لقدره ، كالشيخ ابن باز وابن عثيمين رحمهم الله ، والشيخ عبدالله بن غديان ، وغيرهم كثير من أهل العلم
وقد فقدت الأمة الإسلامية عالماً من علمائها المخلصين الأفاضل نسأل الله العلي القدير أن يغفر له ويرحمه رحمة واسعة ويعفو عنه، ويجزيه خير الجزاء، ويكرم نزله، ويدخله جنة الفردوس، ويحشره مع النبيين والصديقين وحسن أولئك رفيقا، وأن يلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان إنه نعم المولى ونعم المجيب
أ . د علي القره داغي أ. د أحمد الريسوني
الأمين العام الرئيس
(المصدر: الاتحاد)