الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يطالب الحكومة الأفغانية وحركة الطالبان بوقف القتال وبخاصة في هذا الشهر الفضيل
يتابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بألم وقلق بالغ، ما يحدث في أمته من التفرق والتمزق والتقاتل والتنازع في كثير من بلادها، مما أضعف الأمة وجعلها متخلفة، ومسرحاً للصراعات الدولية، وأدى كذلك إلى طمع أعدائها في خيراتها وبل عودة الاحتلال ولكن بأموال المسلمين، إضافة إلى الآثار المدمرة على البلاد المتنازعة والشعوب المسلمة في مختلف الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، والفقر والبطالة وتفشى الجهل والمرض بشكل لم يسبق له مثيل كما نرى ذلك في اليمن وسوريا وغيرهما.
ومن هذا النزاع المؤلم : القتال في أفغانستان الشقيقة بلاد العلم والفقه والحضارة، حيث نشب فيها القتال منذ عقود، فلا يهنأ شعبها الطيب بالأمن الكامل ولا بمقاصد جهاده الذي أخرج المحتلين الروس، ثم زاد الطين بلة أن احتلت أفغانستان من قبل أمريكا وغيرها، فاشتعلت الحرب فازدادت أوزارها، حيث ازداد عدد القتلى والجرحى خلال سنوات الاحتلال، واشتدت وتيرتها في الآونة الأخيرة حسب الاحصائيات الأممية
وأمام هذا الوضع المؤلم يتوجه الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين رئاسة وأمانة وأعضاء إلى الحكومة الأفغانية، و إلى حركة طالبان بما يأتي:
1- يناشدهم الله أن يوقفوا القتال وبخاصة في شهر رمضان شهر الصيام والقيام والقرآن وليلة القدر، حتى يتمكن المسلمون الأفغان من أداء شعائرهم بالأمن والأمان.
2- يطالبهم بوقف القتال بين المسلمين فالحرب الأفغانية لا تحصد إلا أرواحهم،
ولا يخفى على الجميع إثم من يقتل مؤمناً متعمداً فقال تعالى (مَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) النساء: 93 ،
والأدلة الشرعية تدل على أن قتل المؤمن بدون حق من أعظم الجرائم حتى أن من قتل نفساً واحدة بدون حق فكأنما قتل الناس جميعا قال تعالى (أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ) المائدة: 32، ويقول المصطفى صلى الله عليه وسلم “لا يزال المؤمن في فسحة في دينه مالم يصب دما حراماً” رواه البخاري في صحيحه
لذلك نناشدكم الله وحرمة الدماء، وحرمة رمضان أن توقفوا القتال، وبخاصة في هذا الشهر الفضيل
3- ويطالبهم الاتحاد بإنجاز مصالحة شاملة عادلة على أساس كتاب الله وسنة رسوله، وبمرجعية العلماء الربانيين في هذه الأمة كما أمر الله تعالى فقال (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) النساء:83
فقد أرجع الله تعالى الحكم والعلم إلى العلماء القادرين على استنباط وفهم الواجب، والواقع والتوقع.
4- ويطالبهم باتفاق شامل فيما بينهم يتحقق به الأمن والأمان للجميع، ويتم به الاتفاق على إخراج المحتلين من جميع الأراضي الأفغانية.
5- يحمل الاتحاد المسؤولية الكاملة على الحكومة وحركة طالبان في الحفاظ على أمن أفغانستان، ودماء كل إنسان منهم، فهم المسؤولون أمام الله تعالى، لذلك عليهم أن يحققوا الخير لهذا الشعب المسلم الطيب.
والله نسأل أن يجعل مقدم الشهر الفضيل بداية خير وبركة ووقف للقتال في أفغانستان وفي اليمن وفي كل بلاد الإسلام والمسلمين، وأن يعم الخير الأمة الإسلامية لتعود إليها عزتها وقوتها ورحمتها وعدلها انه سميع مجيب
{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}
أ . د علي القره داغي أ . د أحمد الريسوني
الأمين العام الرئيس
(المصدر: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين)