الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يدعو الأمة إلى الوحدة والمصالحة الشاملة ويناشد بإلغاء الأحكام الصادرة بحق سجناء الرأي وإطلاق سراحهم
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: لمواجهة التحديات من الفقر والبطالة والتخلف والتضخم، والمخاطر المحدقة بالأمة:-
يدعو أمته الإسلامية إلى الوحدة، والتعاون على البر والتقوى لتقوية الداخل وتحقيق الخير، والمصالحة الشامة على مستوى شعوبها ودولها، وعلى مستوى الدولة نفسها بين أولي الأمر والسياسيين، والعلماء والدعاة والمفكرين وجميع مكوناتها، لتتحد الأمة لمواجهة أعدائها، وإبطال مفعول مشاريعهم الخبيثة التي مزّقت الأمة وأوصلتها إلى هذه المرحلة الخطيرة.
ويطالب الدول العربية والإسلامية بإطلاق سراح سجناء الرأي من العلماء، والدعاة والمفكرين، رفضاً للظلم، وتحقيقاً للعدل، وتوحيداً للجهود، ونبذاً من التفرّق الداخلي.
نصّ البيان:-
يتابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بقلق بالغ أحوال أمته الإسلامية من التفرّق والتشرذم، وهيمنة الأعداء، وما أصابهم من التمزيق والتفكيك في اليمن، وسوريا، والعراق، وفي مقابل ذلك تمددت الأعداء وتوسعت مشاريع الهدم والفوضى، وفشلت بعض الدول حتى في حماية مدخرات مواطنيها، وازداد الفقر والبطالة، وانهارت بعض العملات وازداد عدد الفقراء والعاطلين، حتى أصبحت بعض الدول مهددة بالفشل والانهيار.
وأمام هذا الوضع الخطير، يجب على أولي الأمر والمسؤولين، والعلماء والإعلاميين، تحمّل مسؤولياتهم في رأب الصدع، وعلاج هذه الأمراض الخطيرة، ومواجهة هذه المشاكل المتفاقمة في ضوء تعاليم ديننا الحنيف، وبالحكمة والرحمة.
ولذلك يرى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ويؤكد ما يلي:-
أولاً: الدعوة إلى وحدة جامعة ومصالحة شاملة بين قادة الدول بعضهم مع البعض، وبين الدولة شعوبها، وداخل الدولة نفسها بين جميع مكوناتها، للوصول إلى التعاون البنّاء، والتكامل، وتحقيق الخير للبلاد والعباد، قال تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا..) آل عمران – 103.
وقال: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) الأنفال – 46.
وقال: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) الحجرات – 10.
ثانياً: يدعو الاتحاد لتحقيق هذا المقصد الشرعي العظيم من المصالحة اتخاذ خطوات عملية، على رأسها إلغاء أحكام السجن أو الإعدام، والأمر بإطلاق سراح سجناء الرأي من الدعاة، والعلماء، والمفكرين ونحوهم”، رفضاً للظلم الذي حرّمه الله، ودرءاً للمفاسد التي تترتب عليه، وقضاءً على المشاريع الخبيثة التي تفرّق ولا تجمع، ومواجهة شاملة للأفكار المنحرفة غلواً وتحريفا او تمييعا، وذلك لأن القضاء عليها يحتاج إلى جهود الجميع، وبخاصة العلماء الربانيون والدعاة المخلصون، والمفكرون القادرون على المواجهة، حتى تتفرغ الأمة لمواجهة أعدائها المتربصين بها، ولتتحد الأيادي والقلوب، والجهود من الجميع لخدمة البلاد والعباد، والنهضة الشاملة للحياة كلها.
الثلاثاء: 24 جمادى الآخر 1444هـ
الموافق: 17 يناير 2023م
أ. د. علي القره داغي د. حبيب سالم سقاف الجفري
الأمين العام الرئيس
المصدر: الاتحاد