الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: تحالف المطبّعين مع الاحتلال حرام شرعا
وصف الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إقدام دول عربية على التطبيع مع الاحتلال، و”التحالف” معه، بالعمل “المدان والمحرم شرعا”.
وقال بيان للاتحاد: “نؤكد على أن ما تقدم عليه بعض الدول مثل الإمارات والمغرب من الانغماس في التحالفات والخطوات العملية مع الكيان الصهيوني المحتل عمل مدان ومحرم شرعا وخيانة للعهد العمري، والصلاحي، ولحقوق الشعب الفلسطيني”.
وجاء البيان، على إثر توقيع المغرب اتفاقيات أمنية وعسكرية، بالتزامن مع زيارة وزير الحرب بيني غانتس الذي قام بزيارة رسمية إلى الرباط.
كذلك أبرمت “إسرائيل” مع الإمارات عدة اتفاقيات في مجالات مختلفة منذ توقيع اتفاقية لتطبيع العلاقات بين الجانبين في واشنطن منتصف أيلول/ سبتمبر 2020.
وأكد اتحاد علماء المسلمين وقوفه الدائم “مع الأقصى والقدس وفلسطين، وضد الاحتلال، والتطبيع معه من أي دولة أو جماعة كانت”.
وأشار إلى أنه أصدر سابقا “عدة بيانات لإدانة التطبيع مع المحتلين لقدسنا، وأقصانا، ولفلسطين، وعقد عدة مؤتمرات وندوات للتأكيد على أولوية هذه القضية، وعلى حرمة التطبيع، وأنه خيانة كبرى لقضيتنا الأولى”.
وطالب الاتحاد ببذل جميع الجهود المادية والمعنوية لتحرير الأراضي المحتلة جميعها وعلى رأسها الأقصى والقدس المحتلة.
وكان الأمين العام للاتحاد، الدكتور أحمد الريسوني، قال إن علاقة المغرب الرسمي مع العدو الصهيوني الآن تنغمس تماما في العشق الحرام، وتفتح له كافة الأبواب: اتفاقيات شاملة، وزيارات متلاحقة، وغزوات صهيونية لا تبقي ولا تذر.
ورأى الريسوني في تدوينة نشرها اليوم في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أن “علاقة المغرب الرسمي مع الكيان الصهيوني لم تعد ـ كما قيل لنا قبل سنة ـ مجرد اعتراف بدولة الاغتصاب، مقابل اعتراف الرئاسة الأمريكية بسيادة المغرب على صحرائه.. ولم تعد ـ كما قيل أيضا ـ مجرد استئناف للعلاقات الدبلوماسية”.
وأضاف: “دائما في مثل هذه الحالات فإن القوي يفترس الضعيف، ويجعله في قبضته وفي خدمته، مقابل كسب موهوم وفتات مسموم.. وفي مثل هذه الحالة أيضا يكتشف الناس لاحقا أن ما خفي أعظمُ وأسوأ مما يظهر الآن”.
وتساءل الريسوني عن السبب الذي دفع المغرب إلى التطبيع المغربي مع الاحتلال، وقال: “هل كان المغرب في حالة اختناق وجفاف تضربه على جميع الأصعدة (في التعليم والأمن والجيش والتسلح والمخابرات والاقتصاد والسياحة والسياسة الخارجية…)، وتضطره إلى سلوك هذا المسار الذليل الخطير، تحت الرعاية والوصاية الصهيونية المباشرة؟ هل كان المغرب على حافة الإفلاس؟ هل كان بحاجة إلى من يسعفه وينقذه من السكتة القلبية، ولم يجد غير النجدة الصهيونية، وعلى حساب القدس وفلسطين؟”.
وأجاب قائلا: “من الناحية العسكرية: المغرب مسيطر سيطرة تامة على صحرائه منذ ستة وأربعين عاما. وعاما بعد عام يزداد رسوخه وتحكمه في الوضع. ولا تمر سنة أو بضعة أشهر إلا والانفصاليون يلوحون ويهددون بالعودة إلى الحرب، ثم لا يستطيعون شيئا فيلوذون بالصمت.. ونحن نسمع ونردد من عشرات السنين: المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها”.
وأضاف: “كذلك أصبحت المخابرات المغربية رائدة وضاربة.. وأصبحت ـ كما يقال ـ هي التي تقدم المساعدات والخدمات الاستباقية للأوروبيين وغيرهم.. وأما التسلح فكل دول العالم تعرض لنا ولغيرنا منتجاتها المتطورة ليل نهار.. فالمغرب لا يعاني من حظر التسلح عليه، ولا من نقص في أصدقائه وحلفائه”.
وتابع: “العدو الصهيوني لن يضيف للمغرب، سوى الاختراق والتوريط والخبال وشراء الذمم وصناعة العملاء”.
المصدر: عربي21