مقالاتمقالات مختارة

الإمام شامل الداغستاني.. أسد القفقاس وصقر الجبال

الإمام شامل الداغستاني.. أسد القفقاس وصقر الجبال

 

الإمام شامل الداغستاني يعد أحد أشهر المقاومين للوجود الروسي في القوقاز، وأذاقهم الويلات وأوقع منهم المئات بين قتيل وجريح، قاد المقاومة ضد الروس خلال حروب القوقاز وهو ثالث أئمة الشيشان وداغستان من 1834 إلى 1859 لقب بأسد القفقاس وصقر الجبال.

مولده ونشأته

ولد الإمام شامل علي بن دينغو (الملقب بشامل الداغستاني). في قرية غيمري في داغستان عام 1796م آفاري الأصل. والدته باهو ميسادوو وكانت آفاريه أيضا.

أطلق عليه اسم شامل حسب العادة القفقاسيه باعتباره كان كثير المرض، وتغيير الاسم كان لإبعاد الأرواح الشريرة فلقّب بشام،. له أخت وحيدة وله صديق مميز واحد هو كوناك الذي اشتهر فيما بعد باسم الإمام غازي مولا وهو يكبر شامل ببضع سنين.

كان طول شامل أكثر من مترين وكان له حصان أسود اللون ومن سلالة أصيلة. تميز شامل بلبس أبيض وأسود مع معطف فضفاض وعمامته حشفتها حمراء أما رايته فكانت سوداء اللون. درس شامل العربية والفلسفة والفقه والأدب العربي على يد أستاذه جمال الدين.

تزوج الإمام شامل خمس مرات، وكان له من الولد ستة ذكور (جمال الدين ومحمد غازي ومحمد سعيد و محمد شافي وجمال الدين ومحمد كمال) وخمس إناث (فاطمة ونفيسة ونجوة وباخو ميسيدو وصفية).

في عام 1828 م عمت الحرب سائر أرجاء القفقاس واستمرت مقاومة المسلمين في داغستان تحت زعامة كل من الإمام غازي مولا والإمام حمزة بيك. في عام 1834 تابع الإمام شامل تزعم المقاومة بعد مقتل الإمام حمزة، كما انضمت قوات تاسو حجي إلى الإمام شامل أيضاً.

وفي عام 1839م استمر القيصر الروسي باتباع سياسة الضغط على الأراضي الشيشانية بهدف الاستيلاء على القفقاس، وبدأت جميع شعوب شمال القفقاس النضال تحت زعامة الإمام شامل. حسب التاريخ الروسي فقد استمر القتال في القفقاس 25 عاما، وعند سفح جبل جوينب دارت آخر المعارك بين شامل والروس.

بعد معركة فيدنو في بلاد الشيشان، تمكنت قوات روسيا من اقتحام جوينب، ووقع الشيخ شامل القائد الملهم في الأسر وذلك عام 6 سبتمبر 1859، ونقل إلى روسيا.

الإمام شامل في ذاكرة الداغستانيين

ما زالت ذكرى الإمام شامل تعيش في وجدان وذاكرة الداغساتانيين، فلا يخلو مكان من صوره، ويسمون كثير من أبنائهم باسمه تيمنا به حتى اليوم.

فهم يعتبرونه بطلا قوميا خاض حربا طاحنة ومقاومة باسلة لوقف الزحف الروسي على أراضي مسلمي القوقاز.

لم يولد شامل لأسرة معدمة فقيرة، حتى يفسر البعض قتاله من أجل الحرية بأنه قتال الفقراء ضد الأغنياء. فقد كان ملايين الفلاحين الروس يعانون في نهاية القرن الثامن عشر في روسيا من استعباد الإقطاعيين لهم بينما كان محمدّ بن دينْغَوْ والد الإمام شامل فلاحا من الأحرار، أما أمه فهي ابنة سيد الآفار.

في عام 1870م حصل شامل على إذن بالسفر إلى مكة وقد بلغ من العمر 74 عاما. أبحر من عنابة إلى إسطنبول فاستقبله السلطان العثماني عبد العزيز استقبالا رسمياً وعرض عليه القصور ليختار منها واحدا. لكنه رفض وطلب منه السلطان الذهاب للقاهرة للتوسط في النزاع الحاد بين تركيا ومصر وأدى المهمة بنجاح ثم توجه مع أسرته ومرافقيه إلى مكة التي كانت تحت سيطرة العثمانيين القضائية وفي نهاية 1870 م غادر مكة إلى المدينة المنورة وعاش فيها في بيت الشيخ أحمد الرفاعي، وفي نهاية عام 1872م توفيت صوفية ابنة شوانيت وبعدها بقليل توفيت زايدات في الطائف وبقيت عنده شوانيت وكامل الصغير وتزوجت ناجافات في تركيا من داود محمد أمين ابن خائن شامل محمد أمين والذي انشق عن أبيه وانضم لشامل في المدينة.

وفاته رحمه الله

وفي 4 فبراير 1871م الموافق 25 ذي القعدة 1287 هـ بعد المغرب وقبل العشاء نهض شامل من غفلته وبدا أن قواه عادت إليه في آخر لحظه فصرخ مهللا (الله) ثم توفي ودفن في مقبرة جنة البقيع في المدينة المنورة.

(المصدر: موقع رسالة الإسلام)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى