الإلحاد
بقلم د. عبد العزيز البداح
الإلحاد لغة: ألحد بمعنى: مالَ، وعدل، ومارى، وجادل، وجار، وظلم[1]. ولحد الرجل في الدين لحداً، وألحد إلحاداً: طعن[2].
وقد ورد لفظ الإلحاد في القرآن في ثلاثة مواضع، وهي:
- قوله – تعالى -: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْـحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْـحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ} [الأعراف: 180].
- وقوله – تعالى -: {وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإلْـحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الحج: 25].
- وقوله – تعالى -: {إنَّ الَّذِينَ يُلْـحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا} [فصلت: 40].
والمراد بالإلحاد في هذه الآيات العدول، والميل، والتكذيب، والذنب.
الإلحاد في الاصطلاح: يمكن تقسيم تعريفات الإلحاد إلى قسمين:
أولاً: تعريف عام بناءً على أصله اللغوي:
قال ابن الجوزي: (الإلحاد العدول عن الاستقامة)[3].وقال شيخ الإسلام: (الإلحاد يقتضي ميلاً عن شيء إلى شيء باطل)[4]. وقال الكفوي: (الإلحاد: الميل عن الحق)[5]. وقال ابن عثيمين: (العدول عمَّا يجب اعتقاده أو عمله)[6].
ثانياً: تعريفه كمذهب:
جاء في المعجم الفلسفي: (الإلحاد مذهب من ينكرون الألوهية، والملحد غير مؤلِّه، وهذا معنى شائع في تاريخ الفكر الإنساني)[7]. وهذا الوضع إنما جرى عليه الاصطلاح لدى الكتَّاب المعاصرين؛ إذ قصروا الإلحاد على إنكار وجود الخالق.
أنواع الإلحاد:
النوع الأول: الإلحاد بإنكار وجود الله:
لم ينكر المشركون الذين بُعِث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم توحيد الربوبية، بل كانوا مقرِّين به كما قال – تعالى -: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ} [الزخرف: ٩]. قال ابن القيم: (وعبَّاد الأصنام كانوا يثبتون ربّاً، خالقاً، مبدعاً، عالماً، قادراً، حيّاً)[8].
الإلحاد في القديم والحديث:
أما القديم: فقد أنكرت طوائف من بني آدم توحيد الربوبية، وعطلت المخلوق عن خالقه، وهذه الطوائف هي:
1 – الدهرية: قال ابن القيم: (وهؤلاء قوم عطَّلوا المصنوعات عن صانعها، وقالوا ما حكاه الله عنهم: {وَقَالُوا مَا هِيَ إلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إلاَّ الدَّهْرُ} [الجاثية: 24])[9].
2 – الطبائعيون: قال ابن الجوزي: (لَـمَّا رأى إبليـس قلَّة موافقيه على جحد الصانع؛ لكون العقول شاهدة بأنه لا بد للمصنوع من صانع، حسَّن لأقوام أن هذه المخلوقات من فِعْل الطبيعة)[10].
3 – الفلاسفة: ذهب بعض الفلاسفة إلى أنه لا صانع للعالَم، وأطلق عليهم شيخ الإسلام دهرية الفلاسفة[11]. قال ابن القيم بعد حديثه عن فِرَق الفلاسفة: (وبالجملة فملاحدتهم: هم أهل التعطيل المحض؛ فإنهم عطلوا الشرائع، وعطلوا المصنوع عن الصانع، وعطلوا الصانع عن صفات كماله)[12].
وأخبر الله – تعالى – عن فرعون جحدَه لهذا التوحيد ومنازعته لله فيه كما قال – تعالى – عنه: {فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى} [النازعات:24]، وقال – سبحانه – عنه أيضاً: {مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إلَهٍ غَيْرِي} [القصص: 38].
قال شيخ الإسلام: (أشهر من عُرِف تجاهله وتظاهره بإنكار الصانع فرعونُ، وقد كان مستيقناً في الباطن كما قال له موسى [عليه السلام]: {قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَؤُلاءِ إلاَّ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَائِرَ} [الإسراء: 102]، وقال – تعالى – عنه وعن قومه: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا} [النمل: 14])[13].
وأما الإلحاد الحديث:
فقد ظهر الإلحاد في الحديث من خلال ما يلي:
أولاً: المذاهب الفلسفية التي ظهرت في الغرب، ثم انتقلت إلى الشرق، ومنها:
1 – الشيوعية: وهي مذهب فكري يقوم على الإلحاد وإنكار الخالق، ويعتبر المادة أساسَ كل شيء. وقد ضع أسسه الفكرية والنظرية (كارل ماركس) اليهودي الألماني (1818 – 1883م)[14].
2 – الوجودية: وهي مذهب فكري يقوم على الإلحاد وإنكار الخالق، ويعتبر الوجود الإنساني هو المشكلة الكبرى، والتجربة الإنسانية هي منبع المعرفة وأساس البحث عندهم[15].
ثانياً: المذاهب الباطنية: والعلماء يطلقون اسم الباطنية على عدة فرق: كالقرامطة، والنصيرية، والإسماعيلية، والقاديانية، والبهائية… وغيرها.
قال البغدادي: (ذكر أصحاب التواريخ أن الذين وضعوا أساس دين الباطنية، كانوا من أولاد المجوس، وكانوا مائلين إلى دين أسلافهم، ولم يَجْسروا على إظهاره خوفاً من سيوف المسلمين، فوضع الأغمارُ منهم أُسساً: مَن قَبِلَها صار في الباطن إلى تفضيل أديان المجوس، وتأوَّلوا آيات القرآن وسنن النبي صلى الله عليه وسلم موافقة على أصولهم)[16].
النوع الثاني: الإلحاد في أسماء الله – تعالى – وصفاته:
وقد جاء التصريح به في قوله – تعالى -: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْـحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْـحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ} [الأعراف: 180].
وهذا النوع من الإلحاد وقع في بعضه طوائفُ منتسبة إلى هذه الأمة: كالجهمية والمعتزلة… وغيرهم.
وقد ذكر ابن القيم خمسة أنواع للإلحاد في أسماء الله وصفاته، وهي:
الأول: أن يسمِّي الأصنامَ بها، كتسميتهم اللات من الإله، والعزى من العزيز.
الثاني: تسميته – تعالى – بما لا يليق بجلاله، كتسمية النصارى له أباً، وتسمية الفلاسفة له موجباً بذاته أو علةً فاعلة بالطبع… ونحو ذلك.
الثالث: وَصْفه – تعالى وتقدَّس – بالنقائص؛ كقول اليهود: إنه فقير. وقولهم: إنه استراح بعد أن خلق خلقه. وقولهم: يد الله مغلولة. وأمثال ذلك مما هو إلحاد في أسمائه وصفاته.
الرابع: تعطيل الأسماء عن معانيها وجحد حقائقها؛ كقول من يقول من الجهمية وأتباعهم: إنها ألفاظ مجردة لا تتضمن صفات ولا معانٍ.
الخامس: تشبيه صفاته بصفات خَلْقه[17].
أسباب الإلحاد:
انتشر الإلحاد خلال القرون الثلاثة الأخيرة (الثامن عشر، والتاسع عشر، والعشرين)، وجاء نتيجة للصراع بين العلم والكنيسة في أوروبا، وانتهى ذلك الصراع بانتصار العلم وانهزام دعاة الكنيسة، وقد اتخذ مفكرو تلك الفترة هذا الموقف ذريعة لرفض الدين جملة وإنكار حقائقه، وعلى رأسها الإيمان بالله[18].
ومن ثَمَّ سرى الإلحاد (بمعنى إنكار وجود الخالق) في المجتمعات الإسلامية نتيجة أسباب عدة، من أبرزها:
أولاً: الأخذ بالفلسفة، وتعظيم الفلاسفة:
من المعلوم أن طائفة الفلاسفة هم من الطوائف المنكرة لوجود الله؛ ولهذا كثر تحذير السلف من الأخذ بالفلسفة والتلقِّي عن أهل الكلام. قال الإمام أحمد: (لا يفلح صاحب الكلام أبداً)[19]، وقال أبو يوسف: (من طلب الدين بالكلام تزندق)[20]. وقال ابن الصلاح: (الفلسفة أُسُّ السَّفه والانحلال، ومادة الحيرة والضلال، ومثار الزيغ والزندقة)[21].
ثانياً: الإعراض عن الوحي:
أنزل الله – تعالى – الكتاب والوحي نوراً وهدى للناس، كما قال – سبحانه -: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشـَـاءُ مِنْ عِبَادِنَا} [الشورى: 52]، وقال – سبحانه -: {وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [الأعراف: 52].
ولما أعرض فئام من الناس عن الوحي، وقعوا في الحيرة والاضطراب وأصابهم الشك والارتياب. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (جماع الفرقان بين الحق والباطل، والهدى والضلال، والرشاد والغي، وطريق السعادة والنجاة، وطريق الشقاوة والهلاك: أن يجعل ما بعث الله به رسله، وأنزل به كتبه هو الحق الذي يجب اتباعه، وبه يحصل الفرقان والهدى، والعلم والإيمان، فيصدِّق بأنه حق وصدق، وما سواه من كلام سائر الناس يُعرَض عليه؛ فإن وافقه فهو حق، وإن خالفه فهو باطل)[22].
ثالثاً: تقديم العقل على النقل:
كان أوَّل ضلال وقع في الخلق بسبب معارضة الوحي بالعقل. قال الشهرستاني: (إن أول شبهة وقعت في الخليقة: شبهة إبليس، ومصدرها استبداده بالرأي في مقابلة النص، واختياره الهوى في معارضة الأمر)[23].
وقال ابن أبي العز: (وكل من قال برأيه وذوقه وسياسته مع وجود النص أو عارض النص بالمعقول، فقد ضاهى إبليس؛ حيث لم يسلِّم لأمر ربه؛ حيث قال: {أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ} [ص: 76])[24].
رابعاً: الجدال والخصومة في الدين:
قال ابن قدامة: (ومن السُّنة ترك الجدال والخصومات في الدين)[25]، وقال ابن عثمين: (ينقسم الخصام والجدال في الدين إلى قسمين:
الأول: أن يكون الغرض من ذلك إثبات الحق وإبطال الباطل؛ وهذا مأمور به: إما وجوباً، وإما استحباباً؛ بحسب الحال لقوله – تعالى -: {ادْعُ إلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْـحِكْمَةِ وَالْـمَوْعِظَةِ الْـحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125].
الثاني: أن يكون الغرض منه التعنيت أو الانتصار للنفس أو للباطل؛ فهذا قبيح منهيٌّ عنه لقوله – تعالى -: {مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إلاَّ الَّذِينَ كَفَرُوا} [غافر: ٤]، وقوله: {وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْـحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ} [غافر: ٥][26].
خامساً: الاسترسال مع وساوس الشيطان:
يسعى الشيطان إلى إضلال الإنسان وصدِّه عن سبيل الله، ومن ذلك ما يوسوس به في قلبه مما يؤدي إلى الكفر والضلال؛ فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يأتي الشيطانُ أحدَكم فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغه فَلْيستعذ بالله ولينتهِ»[27]. فلا يزال الشيطان يوسوس للعبد ويقذف في قلبه الشكوك؛ فإن استعاذ منه خنس وولََّى، وإن انقاد له أورده المهالك.
سادساً: الغرور والإعجاب بالنفس:
لَـمَّا حاز هؤلاء الضالون شيئاً من العلوم، وأدركوا قدراً من الفهوم، اغتروا بما عندهم من العلم، فتجرؤوا على الخوض في المغيَّبات، ولم يقفوا عند حدود ما أنزل الله على رسوله فضلُّوا. وقد ذكر الله – تعالى – عن أسلافهم من الضلال ما يبين هذا ويوضحه. قال – تعالى -: {فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُم مِّنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} [غافر: 83]. قال ابن سعدي: ({فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ} من الكتب الإلهية، والخوارق العظيمة، والعلم النافع المبيِّن للهدى من الضلال، والحق من الباطل {فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُم مِّنَ الْعِلْمِ} المناقض لدين الرسل. ومن المعلوم أن فرحهم به يدل على شدة رضاهم به وتمسُّكِهم، ومعاداة الحق الذي جاءت به الرسل، وجَعْلِ باطلهم حقاً، وهذا عامٌّ لجميع العلوم التي نوقض بها ما جاءت به الرسل، ومن أحقها بالدخول في هذا: علوم الفلسفة، والمنطق اليوناني، الذي رُدَّت به كثير من آيات القرآن، ونقصت قدرَه في القلوب، وجعلت أدلَّته اليقينية أدلَّة لفظية لا تفيد شيئاً من اليقين، ويقدَّم عليها عقول أهل السفه والباطل، وهذا من أعظم الإلحاد في آيات الله والمعارضة لها والمناقضة، فالله المستعان).
سابعاً: الجهل بعظمة الله، سبحانه:
يطرأ الإلحاد على القلوب التي جهلت عظمة الله وقَدْره، وما له من صفات الكمال ونعوت الجلال.
ويدل عليه حديث جبير بن مطعم – رضي الله عنه – قال: «جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! نُهكَت الأنفس وجاع العيال وهلكت الأموال؛ فاستسق لنا ربك؛ فإنَّا نستشفع بالله عليك، وبك على الله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «سبحان الله! سبحان الله! فما زال يسبِّح حتى عُرِف ذلك في وجوه أصحابه، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: ويحك أتدري ما الله؟ إن شأن الله أعظم من ذلك، إنه لا يُستشفَع بالله على أحد من خلقه…» الحديث[28].
فبين صلى الله عليه وسلم أن السبب في وقوع هذا الشرك اللفظي إنما هو الجهل بعظمة الله وقدره، وقد قال – تعالى -: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر:٧6]. قال محمد بن كعب: لو قَدَروا الله حق قَدْره ما كذَّبوه.
ثامناً: سعي اليهود لنشر الإلحاد في العالم:
سعى اليهود لنشر الإلحاد في العالم؛ حتى تسهل السيطرة عليه وإخضاعه لما يريدون. جاء في البروتوكول الرابع من بروتوكولات حكماء صهيون: (من المحتم علينا أن ننسف الدين كلَّه لنمزق من أذهان الغوييم [يعني الأميين] المبدأ القائل بأن هناك إلهاً ربّاً، وروحاً، ونضع موضع ذلك الأرقام الحسابية والحاجات المادية)[29].
البروتوكولات.
آثار الإلحاد:
يمكن تقسيم آثار الإلحاد إلى قسمين:
الأول: آثاره على الفرد:
- الخروج عن الفطرة: إن إنكار الخالق – جل وعلا – مناقض للفطرة السوية؛ ولهذا فالملحدون خارجون عن الفطرة {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِـخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} [الروم: 30].
- العذاب النفسي: إن إنكار الخالق – سبحانه – يُلحِق بالملحد عذاباً نفسياً وقلقاً روحياً؛ كما قال – تعالى -: {فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإسْلامِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ} [الأنعام: 125]، وقال – سبحانه -: {وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} [الحج: 31].
- العذاب المادي: يواجه المنحرفون عن سبيل الله – ومنهم الملاحدة – العذابَ في الدنيا قبل الآخرة، كما قال – تعالى – عن طائفة منهم: {فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْـحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ} [التوبة: ٥٥]، وقال – سبحانه -: {وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [السجدة: 12].
الثاني: آثاره على المجتمعات:
- حرمان المجتمعات من هداية الإسلام: إن الأنظمة الملحدة عندما تنكر وجود الله – تعالى – فإنها ترفض هدايته تبعاً لذلك؛ ولذلك فالمجتمعات الملحدة محرومة من هداية الله – تعالى – التي أنزل بها كتبه وأرسل رسله المتضمنة للرحمة والعدل والحكمة.
- نزول العذاب بالمجتمعات الملحدة: إن المجتمعات الملحدة تعاني نتيجة إلحادها وبُعدِها عن الله – تعالى- من البلاء الذي سحقها وأتى عليها، ومن اطلع على أحوال المجتمعات الشيوعية الملحدة لم يرَ إلا الجوع والخوف، والقهر والتسلط.
[1] القاموس المحيط، ص404. المصباح المنير: 2/106.
[2] المصباح المنير: 2/106.
[3] تلبيس إبليس، ص (145).
[4] مجموع الفتاوى: 12/124.
[5] الكليات، ص490.
[6] فتح ربِّ البرية بتلخيص الحَمَوية، ص7.
[7] المعجم الفلسفي، ص20.
[8] إغاثة اللهفان: 2/1016.
[9] إغاثة اللهفان: 2/999.
[10] تلبيس إبليس: 2/307.
[11] شرح العقيدة الأصفهانية، ص44.
[12] إغاثة اللهفان: 2/1016.
[13] مجموع الفتاوى: 4/245.
[14] الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة: 2/929.
[15] الموسوعة الميسرة: 2/978.
[16] الفرق بين الفِرَق، ص284.
[17] مختصر الصواعق المرسلة: 2/110.
[18] الموسوعة العربية: 2/528.
[19] الصواعق المرسلة: 4/1269.
[20] المصدر السابق: 4/1266.
[21] فتاوى ابن الصلاح، ص34.
[22] مجموع الفتاوى: 13/135.
[23] الملل والنحل: 1/16.
[24] شرح الطحاوية، ص169.
[25] لمعة الاعتقاد بشرح ابن عثمين، ص159.
[26] المصدر السابق، ص160.
[27] أخرجه البخاري، رقم الحديث (3276).
[28] أخرجه أبو داود، كتاب السُّنة، باب في الجهمية.
[29] بروتكولات حكماء صهيون: 1/201.
(المصدر: مجلة البيان)