بقلم د. سامي عامري
شاهدت مقطعا على اليوتوب لداعية معروف على بعض الفضائيات المصرية، وفي المقطع كان يناقش أدمن جروب إلحادي على الهاتف.
لن أتحدث عن جهل الملحد بالإلحاد، وسؤاله الغبي عن ثنائية “المعرفة اليقينية” و”المعرفة الغيبية”؛ فهي -على الحقيقة- ليست ثنائية تقابلية؛ فما يقابل اليقين هو الظن أو الشك أو الوهم لا الغيب.. (ما علينا).. الداعية المشهور الذي يتحدث عادة في الفقه والوعظ بدأ حديثه مع الملحد بمحاولة بيان أنّ قناعة الملحد بوجود الروح تلزمه أن يؤمن بوجود عالم الغيب، وأن علماء الأجنة قد أجمعوا على وجود الروح..!
قلت: عجيب أن يتحدث رجل في الإلحاد المادي وهو لا يعلم أن هذه الطبقة من البشر لا تؤمن بالروح ولا الملائكة ولا الجن … وعجيب أن يحدثنا صاحبنا عن علاقة علم الأجنة والعلم بوجود الروح!
ظاهرٌ أنّ الداعية المتحدّث ضعيف المعرفة بأدبيات الملاحدة، وقد كان عليه وعلى كلّ داعية شهير ألا يترك للفضائيات أن تستغل شهرته لرفع عدد المشاهدين ولو على حساب المادة العلمية.. جيّد أن يعتذر من لا يعرف عن الحديث فيما لا يتقن (ولو كان إمامًا في عدد من العلوم).. فإن حراسة عقائد الناس أمانة، وقد يظنّ غرّ أن جهل المتحدث على الشاشة بالإلحاد أو النصرانية حجة على جهل جميع أهل العلم وطلبته في الأمة به .. وما أكثر ما تُستغل هذه المقاطع للتنفير من الدعاة والدين كلّه.. وفي مصر من يحسن الحديث في هذا الباب، وهو أولى بالتقديم من غيره (وإن كنت لا أحسن الظنّ البتة في هذه القنوات؛ لأنّها أعظم منابر شياطين الإنس).
(المصدر: صفحة د. سامي عامري على الفيسبوك)