الإلحاد والإبداع.. كيف حارب الإسلاميون شبح الفكر الشيوعي؟
واعتبر العموش في حديثه لبرنامج “خارج النص” (2021/2/21) أن كل الخطابات الإسلامية تتجه لعامة الناس، فالخطاب الإسلامي يستهدف الجميع من منطلق ديني، لأن الدين لا يفرق بين الفقراء والأغنياء.
وأوضح أن الفرق بين الشيوعي والإسلامي، هو أن الأول يؤمن بالصراع الطبقي، ولكن الإسلامي لا يؤمن بذلك لأن الطبقات جزء من الحياة ولا يمكن أن تزول، مشددا على أن إمكانية توحيد الناس في طبقة واحدة أمر غير منطقي، وتساءل من سيخدم من؟! في حال توحيد الطبقات الاجتماعية.
وعن عداوة الشيوعية للدين، أشار العموش إلى أنها متأصلة في قول ماركس إن “الدين أفيون الشعوب” و”لا إله.. والحياة مادة”، ولذلك فإن طريقة الاستقطاب التي اتبعها الشيوعيون كانت صدامية وليست سمحة.
وذهب إلى أن الشيوعية ليست بحاجة إلى فرصة ثانية لإثبات فعاليتها، وذلك لأن اقتصاد الشيوعية لم ينجح وسقط دون مواجهته، وهذا دليل على أن الفكر الشيوعي غير ناجح.
بدوره، أوضح الكاتب الإسلامي صلاح الدين الجورشي أن الإسلاميين اعتمدوا في مناهضتهم للشيوعية على فكرة أن هذا الفكر يحارب الأديان ويدعو للإلحاد، ورغم محاولة تخلص الشيوعيين منها فإن الإسلاميين استفادوا منها كثيرا في محاربتهم للشيوعية.
وأضاف الجورشي أن الإسلاميين أكدوا فكرة أن الشيوعية تحرم الناس من حق الملكية الفردية، وبالتالي تحول دون أن يصبحوا أصحاب مشاريع خاصة.
وبهذا الصدد، اعتبر الخبير الاقتصادي جواد العناني أن الخلل في الفكر الشيوعي هو إنكار دور التكنولوجيا والإبداع، وذلك لعدم نقله ملكية وسائل الإنتاج إلى المنتجين الحقيقيين وهم العمال، معتبرا أن قتل حافز الإبداع لا يخدم الاقتصاد.
لماذا الشيوعية؟
في المقابل، قال العضو السياسي في الحزب الشيوعي اللبناني يوسف مرتضى إن الفيلسوف كارل ماركس طرح تغييرا يتعلق بملكية وسائل الإنتاج، فالتعامل لا يتحرر إلا بإنهاء الملكية الفردية لهذه الوسائل وتحويلها إلى ملكية جماعية، ولذلك أقلق هذا أصحاب المصانع ورؤوس الأموال الكبرى.
ولفت الناطق الرسمي باسم حزب العمال التونسي حمة الهمامي أن النظام الرأسمالي لا يمكن أن يشتغل دون العمال، ولذلك خاطبهم ماركس باعتبارهم طبقة تحمل رسالة تاريخية هي الثورة الاشتراكية لكون العمال هم القوة المنتجة.
كما أشار أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الهاشمية جمال الشلبي إلى أن كتاب “البيان الشيوعي”، جاء للتعبير عن العلاقة الرابطة بين الفئة المسيطرة على أدوات الإنتاج (البرجوازية) وبين العمال الذين أصبحوا “سلعة” كبقية السلع.
يذكر أن العاصمة البريطانية لندن شهدت في بدايات عام 1848 اجتماعا سريا للعصبة الشيوعية، وضع خلاله الألمانيان كارل ماركس وفريدريك إنجلز، أول بيان شيوعي صدر ككتاب من 27 صفحة في العام نفسه.
ومنذ تلك اللحظة، أثار الكتاب جدلا كبيرا وبقي تفاعله حاضرا حتى أواخر القرن الـ20.
(المصدر: الجزيرة)