الإلحاد بين العظمة والجنون
بقلم وائل أباظة
خلق الله الإنس والجن ليعبدوه، وأسكنهم الأرض لتكون عليها حياتهم، ومكاناً لعيشهم، وأرسل إليهم الرسل والأنبياء، هدايةً لهم إلي الطريق المستقيم، لكي يخرجوهم من الظلمات إلي النور، وجعل للإنسان عقلاً ليتدبر به، ويتأمل في الكون، ويستدل به علي وجود الله عز وجل، وليختار إما طريق الخير أم طريق الشر، وليكون مؤمناً أم كافراً، وبذلك فإن الله ترك له الإختيار بين الأمرين وجعله مخيراً في ذلك.
وبعد إرسال الرسل والأنبياء، ونزول الكتب السماوية علي الرسل، وبعد تدبر الإنسان وتأمله وتفكره في الكون وفي وجود الله، فهناك من آمن وهناك من كفر وأنكر وجود الله، وظهر الملحدون والكفرة علي مر العصور، الذين كذبوا بالرسل والأنبياء واتهموهم بالجنون وعادوهم بل وقتلوا بعضهم.
حتى بعد ظهور الإسلام وانتشاره كان هناك ردة عن الإسلام، وكان هناك خوارج ومعتزلة وشيعة وفرق ومذاهب، انحرفوا عن الدين السليم والسنة النبوية الشريفة، أرادوا هدم الإسلام وتفرقة المسلمين والقضاء علي السنة النبوية الشريفة.
وفي العصور الحديثة ظهر ما يسمونهم مفكرون وباحثون، والذين أطلق عليهم رواد التنوير، وأخص هنا الفترة مابين سنة ١٩٠٠ إلي ٢٠١٨، أي القرن العشرون والواحد والعشرون، فقد ظهر مفكرون وكتاب وباحثون ومصلحون اجتماعيون، منهم من سار علي الطريق السوي المعتدل، ومنهم من انحرف وحاد وضل عن الطريق المستقيم، وأصبح من الملحدين والمنحرفين دينياً وعقائدياً.
وقد ذكرت بعض هؤلاء المنحرفين والذين ذاع سيطهم، وعلت شهرتهم، وفاقت الحدود، وكانوا رواداً وعمالقة في الكتابة والتأليف والثقافة، وربما البعض منا بل الكثيرين لا يعلم ماهيتهم ولا فكرهم الحقيقي وهم:
١- توفيق الحكيم:
من مواليد ١٨٩٨م، ولد في الإسكندرية وتوفي في القاهرة سنة ١٩٨٧م، هو كاتب وأديب مصري من رواد الرواية والكتابة المسرحية، ومن الأسماء البارزة في تاريخ الأدب العربي الحديث، درس القانون في فرنسا.
من أعماله: رواية عودة الروح -يوميات نائب في الأرياف- عصفور من الشرق _ الأيدي الناعمة، ومسرحية أهل الكهف، ومقال بعنوان حديث مع الله نشر في جريدة الأهرام، والذي أثار جدلاً واسعاً آنذاك، وفتح عليه نيران اللعن والسب من جميع أوساط المثقفين والكتاب وعلماء الأزهر وخاصة فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي، والذين اتهموه جميعهم بالكفر والإلحاد، وذلك لأنه في هذا المقال قد انحرف ٣٦٠ درجة عن الدين الإسلامي، وفعل ما لم يفعله أحد من قبل، إذ أخذته الجلالة وسرحت به العظمة وسحبه الخيال المريض عقليا،ً إلي أن يتصور أنه يجري حوار مع الله، فيسأل والله عز وجل يجيب والعياذ بالله، ولا حول ولا قوة إلا بالله عز وجل.
٢- طه حسين:
من مواليد ١٨٨٩م، ولد في المنيا وتوفي سنة ١٩٧٣م بالقاهرة، درس في الأزهر وتخرج منه، ثم دخل الجامعة المصرية عندما فتحت أبوابها لأول مرة، و درس فيها العلوم العصرية والحضارة الإسلامية والتاريخ والجغرافيا وعدداً من اللغات، ثم أخذ الدكتوراه سنة ١٩١٤م، ثم سافر إلي فرنسا في بعثة من الجامعة المصرية، و درس في الجامعة الفرنسية في كلية الأداب علم النفس والتاريخ الحديث، وأخذ الدكتوراة الثانية من فرنسا، بالإضافة إلي دبلومة في القانون الروماني.
تعلم ودرس طه حسين علي أيدي المستشرقين في فرنسا في جميع العلوم.
من مؤلفاته:
رواية دعاء الكروان -علي هامش السيرة- ذكري أبي العلا و كتابي في الشعر الجاهلي ومستقبل الثقافة في مصر، واللذان علي أثرهم تم اتهام طه حسين بالكفر والإلحاد، ومن قرأ هذان الكتابان سيعرف لماذا تم اتهامه بالكفر والإلحاد.
٣- سلامة موسي:
من مواليد الزقازيق سنة ١٨٨٧م، مسيحي، توفي في القاهرة سنة ١٩٥٨م، كاتب ومفكر و فيلسوف يساري علماني، حصل علي شهادة البكالوريوس سنة ١٩٠٣ من القاهرة، ثم سافر إلي فرنسا سنة ١٩٠٦م، ليعمل هناك، ثم تعرف علي كتّاب وفلاسفة ومستشرقين فرنسيين، وقرأ العديد من الكتب والمؤلفات لعديد من المفكرين الفرنسيين، وتعرف علي الاشتراكيين وتبني الفكر الاشتراكي، ثم ذهب لإنجلترا لدراسة الحقوق لكنه تركها و تفرغ للقراءة وانضم لجمعية العقليين، وتعرف علي الكاتب جو برنارد شو وتأثر به وبنظرية التطور والارتقاء لداروين.
ثم رجع إلي مصر وهو يحمل معه نفايات وقذارات الفكر الغربي الذي يدعو إلي الانفصال وتغيير الهوية العربية والمصرية، وإتباع الثقافة الغربية في كل شيء.
أنكر سلامة موسي وجود الله والأنبياء والرسل، وتبني فكرة التخلص من الدين ومن الخالق، وإتباع العقل فقط، وقال إنه بصدد دين جديد لا يؤمن بالغيبيات، واتبع وقال: إن المفكرين والفلاسفة كالأنبياء ومصدر لإعطاء القيم الإنسانية، وهم بذلك يؤدون نفس وظيفة النبي، بل إنهم يوجدون قيماً بديلة للقيم الدينية، تكون غايتها ترقية البشر إلي عصر جديد، فهم أنبياء هذا العصر.
ومن مؤلفاته: مقدمة السوبر مان –الاشتراكية- أسرار النفس و نظرية التطور و أصل الإنسان.
٤- نجيب محفوظ:
من مواليد القاهرة سنة ١٩١١م، توفي سنة ٢٠٠٦ بالقاهرة، روائي مصري، هو أول عربي حائز علي جائزة نوبل في الأدب، حاصل علي ليسانس الفلسفة من جامعة القاهرة، وكانت كتاباته عبارة عن روايات وقصص واقعية اجتماعية تصف المناطق الشعبية والحارة بواقعية و مثالية، واستعمل أسلوب الرمزية الواقعية كما في رواية أولاد حارتنا، والذي تعرض بعدها لهجوم كبير، و تم وقف نشر الرواية في مصر، وتم اتهامه بالإلحاد، لأنه تعرض للذات الإلهية بما لا يليق بقدسيتها وعظمتها وجلالها.
من أعماله:
أولاد حارتنا _ الثلاثية _ عبث الأقدار _ اللص والكلاب _ ملحمة الحرافيش _ الشيطان يعظ _ الحب فوق هضبة الهرم _ السمان والخريف و زقاق المدق.
٥- إسماعيل أدهم:
من مواليد الإسكندرية سنة ١٩٠١م، توفي سنة ١٩٤٠م بالإسكندرية، حصل علي الدكتوراه في العلوم من جامعة موسكو سنة ١٩٣١م، و عين مدرساً للرياضيات في موسكو، ثم انتقل إلي تركيا كمدرس للرياضيات في معهد أتاتورك بأنقرة، وعاد إلي مصر سنة ١٩٣٦م، وقد أعلن إلحاده وألف كتاب بعنوان: لماذا أنا ملحد؟، وقد أعلن في هذا الكتاب أنه سعيد مطمئن لهذا الإلحاد تماماً كما يشعر المؤمن بالله بالسعادة والسكينة، ثم انتحر في يوم ٢٣ يوليو سنة ١٩٤٠م، حيث وجدت جثته طافية علي مياه البحر المتوسط، وعثرت الشرطة علي خطاب كان قد كتبه ووضعه في معطفه، كتب فيه أنه انتحر لزهده في الحياة وكراهيته لها،وأنه يوصي بعدم دفن جثته في مقبرة المسلمين و يطلب إحراقها.
ومن أعماله:
كتاب لماذا أنا ملحد؟
٦- فرج فودة:
من مواليد دمياط ١٩٤٥م، توفي عن عمر ناهز ٤٧ سنة، حيث تم اغتياله سنة ١٩٩٢م في مدينة نصر بالقاهرة علي يد الجماعة الإسلامية، هو كاتب ومفكر مصري يساري علماني، حصل علي ماجستير العلوم الزراعية من جامعة عين شمس، ودكتوراه الفلسفة في الاقتصاد الزراعي من نفس الجامعة، أثارت كتاباته جدلاً واسعاً بين المثقفين والمفكرين وعلماء الدين، واتهموه بالإلحاد والزندقة والخروج عن الدين.
من أعماله:
الحقيقة الغائبة _ النذير _ زواج المتعة _ حوارات الشريعة _ الطائفية إلي أين و الملعوب.
٧- نصر حامد أبو زيد:
من مواليد طنطا ١٩٤٣م، توفي سنة ٢٠١٠م في القاهرة، كاتب يساري علماني، و باحث متخصص في الدراسات الإسلامية، حصل علي دبلوم المدارس الثانوية الصناعية؛ قسم اللاسلكي سنة ١٩٦٠م، ثم حصل علي ليسانس من قسم اللغة العربية وآدابها بكلية جامعة القاهرة ١٩٧٢م بتقدير ممتاز، ثم حصل علي ماجستير من نفس القسم و الكلية لكن في الدراسات الإسلامية سنة ١٩٧٩م بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولي، اتهم بالزندقة والإلحاد والانحراف الديني،واتصف فكره بالبعد عن السلطة الدينية كما يزعم، والتحرر من فكرة سلطة القرآن والاعتماد علي العقل في التفسير.
من أعماله:
مفهوم النص دراسة في علوم القرآن _ المرأة في خطاب الأزمة _ البوشيد _ الخلافة وسلطة الأمة _ فلسفة التأويل _ الاتجاه العقلي في التفسير و النص السلطة الحقيقية.
ترك مصر هو وزوجته وهاجروا إلي هولندا سنة ١٩٩٥م، و ذلك عندما أقيمت ضده قضية تتهمه بالإلحاد وقامت المحكمة بالتفريق بينه و بين زوجته.
٨- رفعت السعيد:
من مواليد القاهرة سنة ١٩٣٢م، توفي سنة ٢٠١٧ بالقاهرة عن عمر ناهز ٨٤ سنة، وهو سياسي مصري يساري شيوعي، ترأس حزب التجمع خلفاً خالد محي الدين، حاصل علي الدكتوراة في تاريخ الحركة الشيوعية من ألمانيا، وكان نائب سابق في مجلس الشوري المصري، و يعتبر من الأسماء البارزة في الحركة الشيوعية المصرية، و قد ترأس حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي الشيوعي إلي أن توفي سنة ٢٠١٧م.
له كتابات ومؤلفات معادية للإسلام ومن أعماله:
ضد التأسلم _ الصحافة اليسارية في مصر وعمائم ليبرالية.
٩- نوال السعداوي:
من مواليد بنها سنة ١٩٣١م، طبيبة أمراض صدرية و أمراض نفسية، و كاتبة و روائية مصرية ومفكرة يسارية علمانية، و باحثة و مدافعة عن حقوق المرأة، حصلت علي بكالوريوس الطب من جامعة القاهرة سنة ١٩٥٥م، كما شغلت منصب الأمين العام لنقابة الأطباء بالقاهرة.
من أعمالها:
المرأة و الجنس _ مذكرات طبيبة _ مذكرات في سجن النساء _ توأم السلطة والجنس _ المرأة والدين والأخلاق _ سقوط الإمام _ الرجل والجنس، والإله يقدم استقالته في اجتماع القمة.
وشنت الجماعات الإسلامية حرب ضروس علي نوال السعداوي علي خلفية كتاباتها وفكرها الذي اتصف بالإلحاد والزندقة، و رفعت عليها قضايا ازدراء الأديان،وهددت بالقتل عدة مرات، وذلك لأن فكرها يعتمد علي تحرير المرأة والمجتمع من كل شئ حتي الدين.
١٠-فريدة الشوباشي:
فريدة الشوباشي كاتبة صحفية وإعلامية مصرية وهي رئيسة جمعية حقوق المواطن في مصر. ولدت فريدة الشوباشي في مدينة القاهرة بمصر،كانت مسيحية ثم أسلمت، وهي أرملة علي الشوباشي المثقف اليساري وابن الأديب محمد مفيد الشوباشي. لفريدة كتابات ومقالات في عدد من الجرائد المصرية المعارضة تحديدا، لديها برنامج سياسي اجتماعي على قناة النيل للأخبار وهو ” مطلوب للتعقيب “، كما أن لديها عدة مؤلفات منها ” عبارة غزل ” و”الخاتم والخاتم” هي مجموعة قصصية [1]. تزوجت وهي مسيحية من الكاتب اليساري علي الشوباشي. تحولت إلى الإسلام بعد أن قرأت سيرة عمر بن الخطاب، لتتعمق بعد ذلك في القراءة عن الإسلام لترسل لزوجها بعد ذلك -وكان في المعتقل وقتها- لتخبره بتحولها إلى الإسلام.
عرف عنها الدفاع عن المرأة، ومهاجمة الإسلام والمسلمين، وعدم اعترافها بالحجاب وختان المرأة، وجميع لقاءاتها وحواراتها وبرامجها عبارة عن صواريخ تحمل رؤؤس نووية ضد الشريعة الإسلامية وتعاليمها السمحة.
١١- فاطمة ناعوت:
من مواليد القاهرة سنة ١٩٦٤م، شاعرة وكاتبة صحفية يسارية علمانية، ومهندسة معمارية، وباحثة ومترجمة، حصلت علي بكالوريوس الهندسة من جامعة عين شمس سنة ١٩٨٧م، اشتهرت بالدفاع عن حقوق المرأة والأقباط في مصر، والذي جعلها تتعرض لهجوم شديد من علماء الدين، ولها تصريحات ولقاءات في برامج تلفزيونية ومقالات أثارت غضب المسلمين، لأنها تهاجم فيها الإسلام والمسلمين مع أنها مسلمة.
١٢- نجلاء الإمام:
حصلت علي ليسانس الحقوق من جامعة المنصورة سنة ١٩٩٤م، ثم حصلت علي دبلومة أولي في القانون العام من جامعة المنصورة، ثم حصلت علي دبلومة في الشريعة الإسلامية من جامعة القاهرة، وهي من مواليد دمياط واستقرت بعد ذلك في القاهرة، ناشطة حقوقية تدافع عن قضايا المرأة و لديها جمعية أهلية تدافع عن حقوق المرأة، وقد تنصرت وتركت الإسلام وأصبحت مسيحية، ومنذ تركها للإسلام و هي تهاجم المسلمين و الإسلام وتعيب في الذات الإلهية والرسول الكريم.
وقد أكد زوجها المنفصل عنها أنها تحب الشهرة والمجد وتبحث عنهما دائماً، لذلك دخلت المسيحيةو تنصرت، ولها لقاءات تلفزيونية وتصريحات إعلامية تهاجم فيها الإسلام و المسلمين.
١٣- سيد القمني:
من مواليد بني سويف سنة ١٩٤٧م، حصل علي ليسانس الفلسفة، جامعة عين شمس، كاتب و مفكر مصري يساري علماني ملحد تماماً، معظم أعماله تناولت منطقة شائكة في التاريخ الإسلامي، واتصفت أعماله بالإنجراف الفكري وقد قال هو نفسه علي قناة تلفزيونية أنه يتبع فكر المعتزلة، و وصفه الكثيرون بأنه مرتد ومرتزق من المؤسسات المعادية للإسلام وبوق من أبواق الولايات المتحدة، تلقي تهديدات بالقتل من قبل الجماعات الإسلامية.
من أعماله:
أهل الدين والديمقراطية _ الإسلاميات _ قصة الخلق _ الحزب الهاشمي و حروب دولة الرسول.
١٤- إسلام البحيري:
من مواليد سوهاج سنة ١٩٧٥م، حاصل علي ليسانس حقوق، باحث مصري و مفكر شاب وهو رئيس مركز الدراسات الإسلامية بمؤسسة اليوم السابع، حاصل علي ماجستير في طرائق التعامل مع التراث من جامعة ويلز بإنجلترا، وهو الآن يعمل بجريدة اليوم السابع، و مقدم برنامج مع إسلام علي قناة القاهرة و الناس، و قد ألغي البرنامج وحكم عليه بسنة حبس، وذلك بتهمة ازدراء الأديان من قبل الأزهر الشريف، و قد اتصف فكره بالعداء للأئمة الأربعة و الصحابة و هدم ثوابت الدين كتكذيب الحديث الشريف و أقوال الصحابة و تفسير القرآن، ويقال أنه يحمل الفكر الشيعي.
١٥- يوسف الحسيني:
من مواليد سنة ١٩٧٥م، حصل علي بكالوريوس الاقتصاد سنة ١٩٩٧م، ثم ماجستير في الاقتصاد الدولي من جامعة جونز هوبكنز بالولايات المتحدة، قام بالتدريس في الجامعة، هو ابن الكاتب الصحفي و المترجم مصطفي الحسيني و والدته الكاتبة تحية عبد الوهاب.
هو كاتب صحفي وإعلامي ومقدم برامج، يتصف بأنه يساري شيوعي، له العديد من المقالات في كثير من الصحف مثل اليوم السابع وغيرها، وقدم العديد من البرامج التلفزيونية منها: برنامج السادة المحترمين علي قناة اون تي في.
له تصريحات وكتابات تهاجم الإسلام والمسلمين مع العلم أنه مسلم، ودائماً يستضيف كتاب معروفين بالإلحاد وبعدائهم للإسلام.
١٦- جابر عصفور:
من مواليد المحلة سنة ١٩٤٤م، كاتب ومفكر مصري ووزير الثقافة الأسبق، ورئيس المجلس القومي للترجمة وكان أميناً عاماً للمجلس الأعلى للثقافة، حصل علي الليسانس من قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة سنة ١٩٦٥م، وحصل علي درجة الدكتوراه من قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة، عمل بجامعة القاهرة معيدا بكلية الآداب قسم اللغة العربية، ثم مدرسا مساعدا ثم مدرسا، شغل العديد من المناصب في عدد من الدول العربية.
يعد جابر عصفور كاتب يساري ليبرالي، عرف عنه أنه ذات فكر منحرف دينياً مشابه لفكر الفلاسفة الملاحدة الذين سبقوه، له مقالات تنشر في الصحف المصرية أثارت غضب الكثيرين من الكتّاب المسلمين المتدينين و علماء الدين.
من مؤلفاته: مفهوم الشعر _ الصورة الفنية في التراث النقدي _ المرايا المتجاورة _ التنوير يواجه الظلام، ومحنة التنوير.
١٧- خالد منتصر:
طبيب ومقدم ومعد الفقرة الطبية بقناة دريم، ومقدم برنامج خارج النص في قناة اون تي في، يصنف علي انه ليبرالي متفتح، له الكثير من الآراء ذات الصبغة السياسية العلمانية، يتصف فكره بأنه فكر يساري ليبرالي ًعلماني متفتح زائد عن حده، وله أراء دينية تخالف تعاليم الإسلام والمجتمع، وتدعو إلي الانحراف الأخلاقي والانحلال الديني.
١٨- إيناس الدغيدي:
مخرجة مصرية تخرجت من المعهد العالي للسينما في القاهرة سنة ١٩٧٥م، تعتبر أول امرأة تخرج أفلاماً روائية طويلة في مصر، قامت بإخراج العديد من الأفلام حوالي ١٦ فيلم مثل: فيلم دانتيلا _ الوردة الحمراء _ كلام الليل واستاكوزا، واتصفت أفلامها بالرومانسية المنفلتة والمشاهد الجنسية الساخنة، وكانت الدغيدي معظم حواراتها تدور حول الجنس وعلاقة الرجل بالمرأة، وعرف عنها أنها تعاني من سعار جنسي، حتى أنها اقترحت ترخيص بيوت الدعارة لتعمل في العلن، وأنكرت فرضية الحجاب ومعظم شرائع الدين الإسلامي، ومعظم حواراتها في البرامج التلفزيونية توضح وتثبت ذلك.
ومن خلال سرد قائمة الشخصيات التي عرفت بالانحراف الفكري والانحراف العقائدي، والتي وصل معظمهم إلي حد الكفر والإلحاد وإنكار وجود الله و تكذيب الأنبياء والرسل، نجد أن معظمهم درس وتعلم في أوروبا علي أيدي المفكرون والفلاسفة الغرب الملحدون، وعلي أيدي المستشرقون الكفرة المعاديين للإسلام والمسلمين، فيذهب الكاتب والمفكر العربي المسلم ليدرس في أوروبا علي أيدي هؤلاء الكفرة، فيعود وهو ممسوح الفكر ومغسول المخ، محملاً بقذارات ونفايات و نجاسات الفكر، فكر هؤلاء من العبثية و الكفر والإلحاد و الزندقة، في صورة حضارة وتنوير وحرية وتقدمية، وكأن هؤلاء الكتاب والمفكرون المصريون وسائل وأدوات يستخدمونها في حربهم ضد الإسلام والمسلمين، هؤلاء الكتّاب هم القوة الناعمة التي يتحدثون عنها دائماً، والمسلمون يرددون ما يقوله الغرب وهم لا يعلمون نواياهم السيئة.
ويواصل الغرب تواصلهم مع هؤلاء المفكرون عن طريق دعوتهم لمؤتمرات وندوات وحوارات، لكي يواصلون شحن بطارياتهم بالفكر النجس والمتعفن حتى لا يفيقوا من غيبوباتهم ويبقون تحت التنويم المغناطيسي الذي يتحكم في عقولهم وأفكارهم، ويظلون تحت سيطرة الغرب الكفرة، وينفذون ما يملي عليهم بالحرف الواحد لبث السموم في جسد الأمة العربية والإسلامية، وخاصة الشباب المسلم عمود الأمة، الذين يستهدفونهم بكل ما أوتينه من قوة، ويستخدمون كل الطرق والوسائل للسيطرة الفكرية والدينية والعقائدية علي عقول الشباب المسلم.
ويقوم المفكرون الغرب بتقديم الجوائز التقديرية و التشجيعية و المالية للكتّاب و المفكرون العرب المسلمون الذين تعلموا ودرسوا علي أيديهم، والذين هم تحت سيطرتهم الفكرية والعقائدية، كجائزة نوبل التي حصل عليها كتاب عرب ومسلمون، لكي يواصلوا أعمالهم التخريبية في عقول الشباب والمجتمع ككل، حتى يصبح الشباب المسلم والمجتمع المسلم كله ملحد وكافر ومنحرف دينياً واجتماعيا و سلوكياً و فكرياً.
إن السبب الرئيسي في الانحرافات الدينية والعقائدية والسلوكية في المجتمع العربي عامة، والمجتمع المصري خاصة، هم المفكرون والكتّاب والروائيون أصحاب الفكر المنحرف، الذين كانوا يبثون في كتاباتهم سموم مغلفة بالحرية والتنوير والتطور والتقدم، فكانت كتبهم تتكلم بالكفر والإلحاد والزندقة، وكانت رواياتهم تتحدث عن الجنس والزنا وزنا المحارم وجنس المثليين، وإدمان المخدرات ومغامرات الحب والغرام بين الذكور والإناث، وكانت مقالاتهم هدامة لكل جميل، وناقدة لكل متدين، وساخرة من كل ملتحي وكل منتقبة، تصفق وتهلل لكل منحل خلقياًّ، وتشجع كل ملحد وزنديق.
كان الكاتب إحسان عبد القدوس هو من أوائل الروائيين الذين كتبوا روايات عن الجنس، بل كانت كل كتاباته ورواياته عن الحب والغرام والجنس، والتي بعد ذلك حولوها إلي أفلام سينمائية جنسية علنية، جعلت الشاب يفكر دائماً في الحب والغرام، وجعلت البنت تفكر في إقامة علاقة حب مع شاب كما تري في أفلام السينما، التي جعلت من الممثل التافه المنحل الزاني الذي يحب البنات ويوقعهم في حبه، جعلت منه بطلاً وقدوة لكل شباب المجتمع المسلم، وجعلت من البنت المنحلة خلقياً والتي ترتدي ملابس عارية، وكأنها في غرفة نومها، جعلت منها قدوة لكل البنات في المجتمع المسلم، فصارت كل النساء المسلمات كاسيات عاريات، والرجال مخنثون، لا تستطيع التمييز بين الرجل والمرأة ولو أمعنت النظر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
إن الإلحاد الذي انتشر مؤخراً في المجتمعات المسلمة، ما هو إلا حرب من نوع خاص قد شنتها اليهود والنصارى علي المسلمين، لكي يتنصلوا من دينهم، ويفسقون عن عقيدتهم، بواسطة أناس عرب ومسلمون يسمون مفكرون وكتّاب وباحثون وفلاسفة وتنويريون، يريدون هدم الأمة الإسلامية بأقل الخسائر وأبسط الوسائل والمعدات وأسهل الطرق و بأسرع وقتٍ ممكن.
أسباب انتشار الإلحاد:
١- وجود فكر يساري علماني شيوعي ملحد يبث سمومه في جسد المجتمع الإسلامي.
٢- وجود إعلام يستضيف الكتاب والمفكرين الملحدين ويشجعهم ويعطيهم الجوائز.
٣- انتشار البطالة والفقر والعنوسة بشكل كبير في المجتمع.
٤- انحلال أخلاقي وديني يسود معظم المجتمع.
٥- الأعمال الدرامية والسينمائية التي تنشر الفكر الملحد والانحرافات السلوكية والاجتماعية.
٦- انتشار الفكر الإرهابي المتزندق والمتشدد دينيا وفكرياّ من قبل الجماعات الإرهابية.
٧- لا يوجد علماء دين يحاربون هذا الفكر، ولا توجد قوانين مشرعة داخل الدولة تجرم الإلحاد وتعاقب عليه.
وفي النهاية أود أن أقول إن الحرب الدينية والفكرية مستمرة إلي أن تقوم الساعة، وعلي كل مسلمٍ ومسلمة التصدي لها والدفاع عن الإسلام بكل الوسائل الفكرية والعقلية، وذلك بمحاربة الفكر المتعفن بالفكر السليم الصحيح، والسلوك المنحرف بالسلوك السوي والمعتدل، والأخلاق المتدنية السيئة بالأخلاق الحسنة الراقية.
قال تعالى:
{ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم} صدق الله العظيم.
(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)