الإسلام دين العقل
بقلم أ. د. علي القره داغي
كما أن دور العقل كبير وعظيم في الوظيفة والرسالة خلق البشر لأجلها وهي الاستخلاف وتعمير الكون على ضوء منهج الله من حيث الإبداع والابتكار ، كما أن دوراً كبيراً في الاجتهاد في النصوص على ضوء القواعد المعروفة ، وأن حريته مكفولة وأنه ليس هناك هيئة أو سلطة ، او شخص يملك الحجر على العقل في إدراك المقصود بالنص الصحيح مادام نظره لم يخرج عن حدود الضوابط الصحيحة والمنهج الصحيح القائم على الثوابت .
فالإسلام دين العقل بمعنى أنه يخاطب العقل بقضاياه ومقرراته ولا يقهره بخارقة ، ويخاطب العقل ويجعله مدار التكليف ، ويكرمه ويجعله مناط التكريم والتفضيل للإنسان على غيره ممن خلق تفضيلاً ، بل لا يقبل إلاّ الإيمان الذي قبله العقل واقتنع به .
وبسبب الخلط في هذا الميزان وعدم فقهه وقع خلط كبير ، وإفراط وتفريط ، حيث نجد من قام بتأليه العقل البشري ، فجعله حاكماً على كل شيء بما فيه الثوابت الدينية الصحيحة ومن قام بإلغاء العقل البشري ودوره ، حيث إن كليهما قد بعدا عن جادة الصواب ، فالعقل لا يمكنه في إدراك كنه الغيبيات ، والعبادات إلاّ عن طريق الوحي الصحيح الذي يرسم الطريق ويوضح الصراط المستقيم ، ويقي العقل عيوب تركيبه الذاتي وعيوب الضغوط عليه من الأهواء والشهوات والنزعات ، كما يكفل له استقامته في انطلاقه للعلم والمعرفة والتجربة ، واستقامته السلوكية في واقع المعاش وفق شريعة الله ، فالوحي هو مصباح العقل ونوره الذي يضيء له الطريق .
(المصدر: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين)