مقالاتمقالات المنتدى

الإسلام المحارب

الإسلام المحارب

 

بقلم د. أنور الخضري (خاص بالمنتدى)

 

تتعدد مهام وواجبات الإسلام الكبار بحجم دور الإسلام في الحياة باعتباره منهجا شاملا لها، ونظرا لكثرة أعدائه وخصومه.

وقد نشأ عن سقوط الخلافة الإسلامية العثمانية في الربع الأول من القرن الماضي قيام جماعات وحركات ومناشط إسلامية شعبية لتحمل مسئوليات الإسلام الكبار.

وقد قامت هذه الجماعات والحركات والمناشط بسد الثغرات التي نشأت عن سقوط الدولة المسلمة خلال عقود من القرن الماضي.

إلا أنه ومع مطلع الألفية الثالثة بدأ الهجوم الصراح على “الإسلام”، عقب أحداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١م. وجاءت هذه الحرب بلافتات وذرائع عدة.

فحورب الجهاد الإسلامي تحت راية محاربة “الإرهاب”، واتخذت “القاعدة” مبررا لضرب كل حركات المقاومة والتحرر التي تجيزها شرائع السماء وقوانين الأرض.

وحورب إسلام السياسة تحت راية مكافحة “الإسلامي السياسي”، واتخذ “الإخوان المسلمون” مبررا لضرب أي جهد إصلاحي أو تغييري يؤسس للشورى وسلطة الأمة ومصدرية الشريعة للقوانين.

وتحت هاتين اللافتتين حوري وكوفح..
إسلام التعليم،
وإسلام الدعوة،
وإسلام الحسبة،
وإسلام العمل الخيري،
وإسلام الشركات والاقتصاد الإسلامي.

فرأينا كيف أغلقت مراكز ومعاهد وجامعات وبدلت وغيرت مناهج تعليم وتربية.

ورأينا كيف أوقفت منابر الدعوة وقيد الدعاة وحبسوا وألجموا وأوقفت المناشط الدعوية.

ورأينا كيف شوهت جهود الحسبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعطلت أدوار المجتمع الاحتسابية لصالح الفساد والعهر والفجور.

ورأينا كيف أغلقت الجمعيات والمؤسسات الخيرية وحوصرت وضيق عليها وعلى داعميها.

فالمحارب حقيقة هو الإسلام كله من أي باب دخل عليهم،

وأبناء الإسلام كل يبكي على ليلاه وليس على الإسلام،

فالجهاديون لا يعنيهم سوى البكاء على إسلامهم الذي اختزلوه،

والسياسيون لا يعنيهم سوى البكاء على إسلامهم الذي اختزلوه،

والدعويون لا يعنيهم سوى البكاء على إسلامهم الذي اختزلوه،

وهكذا فكل فريق يبكي على إسلامه هو لا الإسلام بشموليته التي تحملها معه بقية الجماعات والحركات- والله المستعان.
فصاروا كثيران المثل القائل: أكلت يوم أكل الثور الأسود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى