مقالاتمقالات المنتدى

الإسلام الصحيح

الإسلام الصحيح

بقلم أ. أنور الخضري (خاص بالمنتدى)

يرغب الإنسان أن يتمسك بالدين الذي أراده الله تعالى.. ولكن يسأل: من أين لي أن أعرف الدين الذي يريده الله؟
…..
لأن التدين حاجة كامنة في النفس البشرية وفطرة في الإنسان بعث الله تعالى الرسل -عليهم السلام- ليبلغوا الناس الدين الذي يريده الله منهم، فرادى ومجتمعين، وعلى مستوى العلم والوجدان والقول والعمل، وفي مناشط الحياة جميعا.
فالرسل هم المبلغون للدين الذي يريده الله ويقبله، ولا أحد سواهم يمتلك حق تأسيس دين باسم الله غيرهم.
….
هذا الدين الذي ينزله الله تعالى على رسله يأتي في صيغة:
– خطاب إلهي محكم (كتاب سماوي)، يتضمن التصورات والتعاليم والشرائع والمواعظ والحكم. كالتوراة والإنجيل والقرآن، فهي وحي خالص لا تدخل للبشر فيه.
– خطاب وتعاليم إلهية خارج الكتاب السماوي، ولها طرق عدة، كالوحي عبر ملك، أو إلهام يجده النبي في نفسه، أو منام يراه النبي. وهي أمور ثابتة في جميع الرسالات وأكد عليها القرآن الكريم.
– خطاب نبوي محض، صادر عن ما يظهر للنبي من خلال معرفته بالوحي وإدراكه للمقاصد والغايات الربانية ومعهود الخطاب الرباني. إذ الأنبياء أفهم الخلق للحق سبحانه وأقدرهم اغترافا من علوم وحيه ومعانيه. ويؤيد هذا الحقيقة عدم تعقيب الوحي عليه إقرارا لفهمه وفقهه ووعيه وتفسيره واستنباطه. وقد يدخل على هذا السياق الاجتهاد النبوي الذي قد يخطئ فيه النبي فيأت الوحي بتصحيح ما أخطأ فيه.
– نموذج تطبيقي يقره الوحي باعتباره المراد لله تعالى فيما أرشد ووجه وأمر، ذلك أن التطبيقات التي تكون في زمن الوحي تعكس الترجمة العملية له في أرض الواقع، والسكوت عن هذا النموذج الخاطئ زمن الوحي يعني إقراره لهذا يصحح الوحي أخطاء التطبيق كي لا تنسب له.

هذه الأمور مجتمعة تشكل زمن الوحي ما يلي:
١- العقيدة التي تقدم التصور عن الله تعالى (ذاته وأسماءه وصفاته وأقواله وأفعاله)، وعن المخلوقات والكون (في عالم الغيب والشهادة)، وعن طبيعة العلاقة بينهما (قبل الخلق وبعده).
٢- العبادات التي يحبها الله تعالى، ويريدها لذاتها، فيوضح كيفيتها، وصفتها، وهيئتها، ومكانها وزمانها، وأحكامها وشروطها.
٣- الحرام البين والحلال البين، من المعاني والأقوال والأفعال والمأكل والمشرب والملبس والنكاح وغيرها من الأمور. وهذه دوائر صلبة وقوية وصارمة.
٤- الأخلاق والقيم والآداب التي ينبغي للفرد والمجتمع المسلم أن يتحلى بها، في ذاته ومع غيره.
٥- مناهج المعرفة وطرق العلم وآفاق الفكر ومجالات النظر ومسالك الفقه، والتي تنير عقل الإنسان وتفتح بصيرته للعالم حوله.
٦- نظم الحياة والعيش في أوسع أطر وأشمل فوائد وأنبل غايات وأحكم طرق، والقادرة على استيعاب خبرات البشر وتجاربهم لتستخلص النافع منها والمفيد.
٧- الطاقة الإيمانية التي تغذي حاجة النفس البشرية الروحانية، فتنقيها وتسمو بها وتطلق أجنحتها لتحلق في فضاء الوجود متغلبة على عالم الطين وقيوده.
…..
وإذا كان الإنسان لا يصبح “بروفيسورا” بأي علم حتى يمنحه اهتمامه وجهده وانشغاله عبر سنين من عمره فكذلك التدين الصحيح، لن تناله إلا بجهد متواصل وكفاح مستمر للوصول إلى مقام الصديقين.. هناك سترى سدرة النبوة ندية رطبة تتناول منها ثمارها وتستظل بحكمتها وأخلاقها.

اقرأ أيضا: آيات بينات

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى