مقالاتمقالات المنتدى

الإسلاميون والعلمانيون والمجاز المرسل

الإسلاميون والعلمانيون والمجاز المرسل

 

بقلم د. فضل مراد (خاص بالمنتدى)

 

علم البلاغة الاصطلاحي ثلاثة اقسام:
المعاني
البيان
البديع
فالأول بابها الأعظم لأنه يكشف عن مقصود الكلام ومعانيه وسياقاته.
والثاني.. يليه في الأهمية لأنه يكشف قوة المقصود من الكلام بأنواع من التشبيهات والمحازات والكنايات

والثالث.. أكثره من الجماليات ومنه ما هو ضروري يتعلق به المعني أو يتعلق به شدة وضوح المقصود

وتقريبا للفهم
فالبيان كالضرَريات
والمعاني كالحاجيات
والبديع كالتحسينيات

وللأسف أغفل هذا العلم الكثير من الفقهاء فلم يجعلوه أداة استنباط
وساعود في مقالة لكشف هذا لكن
دعوني هنا أقول

المجاز أنواع

منه المرسل وهو إطلاق اسم على شيء باعتبار ما مضى

ومنه المصطلح الشهير
الأحزاب الإسلامية
والأحزاب العلمانية

.ولا أدري لماذا يتخوف الغرب منهم

مع أن الصلة بالاسم لم تعد إلا من المجاز المرسل علاقته باعتبار ما كان بالنسبة للإسلاميين
فقد تنازل من تنازل عن قواطع الدين حينما وصل للحكم

وأقول لهم
لو خلستم جلودكم بعد ثوابتكم
فالاسم الماضوي باق
وهكذا العلمانيون العرب ليس حظهم من الاسم سوى المجاز المرسل والعلاقة هي الجزئية أو الكلية
لأن إطلاق اسم الكل على جزء مجاز لا حقيقة
لذلك لا توجد أحزاب علمانية أو يسارية بالمعنى المطابقي
بل بالمجاز المرسل الذي علاقته الكلية أو الجزئية

لأن العلماني العربي لا يومن بشيء من العلمانية ولا يطبقها سوى بغض اللحية والحجاب وحرية الرأي من المسلمين مع وجودها في مجتمعات وديانات أخرى واسترواحه بها
وقد أعجبني ما قاله المفكر عزمي بشارة في إحدى لقاءاته على الجزيرة
لم يبق للعلماني العربي سوى شرب الخمر

و الغرب غير مهتم بقواعد بلاغة المفتاح للخطيب
فضلاً عن عمالقتها كالجاحظ و الجرجاني و الباقلاني
حتى يقتنع بالمجاز المرسل
ونقول له لا تخف فالعلماني الحقيقي غير موجود والإسلامي إنما هو باعتبار ما مضى
أيها الإخوة… يجب أن نتعامل مع الحقيقة ولو كانت أمر من العلقم
وأنا وأنتم وجميع العقلاء والبسطاء
نعلم أن الغرب لا يريد شيئا واحداً أن يحدث في بلاد العرب ولا دول العالم الثالث كالدول الأفريقية
لا يريد ديقراطية حقيقية
لإنها حينئذ تعبر عن مصالح الشعب
و لا يصدر من إرادة الشعوب سوى إختيار سبيل الارتقاء الحضاري والنهضوي الشامل

وهذا يتناقض تماما مع مصالح الغرب

صدقوني أن الغرب لا يريد ديمقراطية حقيقية
حتى لو أفرزت ملاحدة أو علمانيين أو إسلاميين إلى السلطة
تجدون ذلك جلياً في الدول الأفريقية
التي ينهبون ثرواتها
فلن يسمحوا بإرادة الشعوب التي ستوصل من يقول لا لنهب الثروات
لا للعنصرية
لا لزعزعة السلم الاجتماعي
لا لشراء ذمم النخب السياسية

لست متعصباً لأي توجه لا لإسلاميين ولا علمانيين
فمن افرزه الصندوق يجب أن يتعاون معه الشعب
وكل القوى
مشكلتنا أننا نظن أن الحل إبعاد أحزاب معينة فهذا الإتجاه يرى أن الحل إبعاد العلمانيين وذاك الاتجاه يرى أن الحل إبعاد الأحزاب المحسوبة على الإتجاه الإسلامي
وهذا خطأ
لأن الحل هو أن نقتنع بالعملية الديمقراطية وافرازاتها
وندعم بناء الوطن ونتحد مع من أوصلته الأداة الديمقراطية الى السلطة كائناً من كان

والله سبحانه يقول..

(واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا )

وبالله التوفيق

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى