مقالاتمقالات مختارة

الإرهاب المقدّس

الإرهاب المقدّس

بقلم أيمن هاروش

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

منذ عقود، وخاصة بعد أحداث أيلول 2011، اقترن ذكر الإسلام بالإرهاب، فكلما ذكر أحدهما ذكر الآخر معه، وهذه أكذوبة مقصودة، وجريمة فكرية عن سابق إصرار وتعمد، سخر لها أعداء الإسلام الأقلام والأعلام والإعلام، حتى غدت من المسلمات عند بعض المسلمين، وحتى ظُن واعتُقِد أنّ الأديان الأخرى –والنصرانية على الخصوص- هي أديان المحبة والسلام، وهي كذبة أخرى سارت بالتساوي مع الأولى، مع أنّ الحق الذي يعلمه كل باحث منصف هو العكس، فالإسلام هو دين المحبة والسلام، والإرهاب الحقيقي وليد وصنيعة الأديان الأخرى الوضعية أو المحرّفة.

ولقد كتب الكثيرون حول براءة الإسلام مما نسب إليه، وتصحيح المنشأ الأصلي للإرهاب، إلّا أنّ مجتمع الميديا والفضاء بقي غالبًا ومسيطرًا على مجتمع الكتاب والقلم، حتى جاءت مجزرة نيوزيلندا، فساهمت بقدر كبير من الوعي، مما جعل الفرصة سانحة لاقتناص هذه الحادثة وبيان الزيف الإعلامي الذي مورس على المسلمين، ومن إعلام وأقلام بعض أبنائهم للأسف.

المقصود بالإرهاب:

بعيدًا عن جدلية التفسير، والخوض في المعنى اللغوي والشرعي والاصطلاحي، ومتى يكون محمودًا ومتى يكون مذمومًا، لأنّها ليست مقصودة لنا هنا، فإنّنا لو وقفنا مع معنى يتفق الجميع على وصفه بالإرهاب، ويتفق الجميع على إدانته، وأنه قبيح ومذموم، فهو قتل الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ الكبار، وكل من لم يشارك بأي شكل من أشكال العمل الحربي. وسنستعمل لفظ الأبرياء للدلالة عليهم.

فإذا انطلقنا من هذا المعنى للإرهاب، واتفقنا على ذمه، فلنقارن بين الإسلام وغيره، وسنختار النصرانية على سبيل المثال، لأنّها الأكثر ادعاء للمحبة والسلام، والأكثر انتشارًا اليوم في عالم الغرب المحارب للإسلام، ولنقارن بين النصوص الدينية، ثم الوقائع التاريخية، ثم الأحداث المعاصرة.

النصوص الدينية:

إن نصوص القرآن والسنة موجودة ومحفوظة ولله الحمد، ومن نظر فيها لن يجد نصًّا واحدًا يدعوا إلى قتل الأبرياء، بل سنجد النصوص تطلب حمايتهم والحفاظ عليهم، ونكتفي بآية وحديثين.

  1. قال تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [البقرة: 190]. وهذه الآية نصّ بحصر القتال بمن كان من أهل القتال، وهي نص في النهي عن العدوان، والعدوان يتحقق كما قال أهل العلم بقتل الأبرياء، ذكر الطبري عن ابن عباس في معنى الآية: “يقول: لا تقتلوا النساء ولا الصِّبيان ولا الشيخ الكبير وَلا منْ ألقى إليكم السَّلَمَ وكفَّ يَده، فإن فَعلتم هذا فقد اعتديتم”[ 1 ].

وقال القرطبي رحمه الله: “أي قاتلوا الذين هم بحالة مَن يقاتلونكم، ولا تعتدوا في قتل النساء والصبيان والرهبان وشبههم”[ 2 ].

وقال ابن الجوزي: “وهم الذين أعدوا أنفسهم للقتال، فأمّا من ليس بمعدٍّ نفسه للقتال، كالرهبان والشيوخ الفناة، والزمنى، والمكافيف، والمجانين، فإنّ هؤلاء لا يقاتلون وهذا حكمٌ باقٍ غيرُ منسوخ”[ 3 ].

وإن كان البعض ذهب للقول بنسخ الآية بأمر القتال لكل كافر، لكن الصحيح أنّها محكمة، وهو ما عليه جمهور العلماء، وبيّن أبو جعفر النحاس وجه ترجيحه فقال: “وهذا أصحّ القولين في السنّة والنظر، فأمّا السنّة فحديث ابن عمر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رأى في بعض مغازيه امرأة مقتولة فكره ذلك، ونهى عن قتل النساء والصبيان، رواه الأئمة.

وأما النظر فإن “فاعل” لا يكون في الغالب إلا من اثنين، كالمقاتلة والمشاتمة والمخاصمة، والقتال لا يكون في النساء ولا في الصبيان ومن أشبههم، كالرهبان والزمنى والشيوخ والأجراء فلا يقتلون”[ 4 ].

  1. حديث ابن عمر قال: وجدت امرأة مقتولة في بعض مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم، (فنهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن قتل النساء والصبيان)[ 5 ].

يقول ابن عبد البر: “وأجمع العلماء على القول بجملة هذا الحديث ولا يجوز عندهم قتل نساء الحربيين ولا أطفالهم، لأنّهم ليسوا ممن يقاتل في الأغلب، والله عز وجل يقول: {وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم} واختلفوا في النساء والصبيان إذا قاتلوا، فجمهور الفقهاء على أنهم إذا قاتلوا قتلوا”[ 6 ].

وقال النووي: “أجمع العلماء على العمل بهذا الحديث وتحريم قتل النساء والصبيان إذا لم يقاتلوا”[ 7 ].

  1. حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا بعث سرية قال: (اغزوا بسم الله، وفي سبيل الله، فقاتلوا من كفر بالله، لا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدًا، ولا امرأة ولا شيخًا)[ 8 ].

ومن تتبع النصوص وكلام أهل العلم سيجد أنّ هذه المسألة محلّ إجماع كما قاله النووي وابن عبد البر وغيرهم، ولا يجوز قتال الأبرياء إلا في ثلاث صور:

• حالة التبييت، وهي الإغارة بحيث لا يستطيعون التمييز بين المقاتل ونحوه، ومنه اليوم في عصرنا القصف من بعيد، وهذا في حالة الضرورة لذلك، كما جاء في حديث الصعب بن جثامة، قال: سئل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الذراري من المشركين يُبَيَّتون فيصيبون من نسائهم وذراريهم، فقال: (هم منهم)[ 9 ].

قال النووي: “والمراد إذا لم يتعمدوا من غير ضرورة، وأما الحديث السابق في النهي عن قتل النساء والصبيان فالمراد به إذا تميّزوا … ومعنى البيات ويبيتون أن يغار عليهم بالليل بحيث لا يعرف الرجل من المرأة والصبي”[ 10 ].

• • حالة اشتراكهم في القتال، وهذا يتصور من النساء والشيوخ، وهذا مفهوم النصوص السابقة، وما صرح به العلماء كما سبق في النقل عن ابن عبد البر والنووي.

• • • إذا تترس الكفار بهم واتخذوهم دروعًا بشرية، ولم يكن من سبيل إلى قطع ضرر الكفار إلا بقتل الأبرياء، وهذه محل خلاف بين أهل العلم، فليس الكل على جواز ذلك[ 11 ].

فواضح مما سبق أنّ قتل الأبرياء لا يجوز في الإسلام.

ولننظر بعد ذلك في نصوص الكتاب المقدس، لنجد كمًا هائلًا من النصوص التي تدعو لقتل الأبرياء من الأولاد والنساء، وبدم بارد وبكل حقد وتشفّي. وهذه النصوص رغم أنّها محرّفة[ 12 ]​، إلا أنّها تعتبر لدى اليهود والنصارى صحيحة، ويتّبعونها ويعملون بها، ومن هذه النصوص[ 13 ]:

  1. جاء في العهد القديم في حديثه عن جيش موسى -عليه السلام- في أوّل معركه خارج مصر، ومع مَدْيَن بالتحديد -البلد الذي آوى موسى وزوجه– وبعد عودة الجيش منتصرًا فوجئ بسخط موسى -عليه السلام- كما يقول العهد القديم: “فسخط موسى على وكلاء الجيش رؤساء الألوف ورؤساء المئات القادمين من جند الحرب، وقال لهم موسى: هل أبقيتم كل أنثى حية؟ فالآن اقتلوا كل ذكر من الأطفال، وكل امرأة عرفت رجلًا بمضاجعة ذكر اقتلوها، لكن جميع الأطفال من النساء اللواتي لم يعرفن مضاجعة ذكر أبقوهن لكم حيّات” (العدد 31: 14–18).
  2. وفي نص آخر يأمر الله بني إسرائيل بالإبادة الجماعية لكل من خالفهم، “وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك، فلا تستبق منهم نسمة ما، بل تحرّمها تحريمًا[ 14 ]: الحثيين والأموريين والكنعانيين والفرزّيين والحوّيين واليبوسيين كما أمرك الرب إلهك” (التثنية 20: 16-17).

يقول القس منيس عبد النور: “كان بقاء بني إسرائيل في حالة التعبد الصحيح يستلزم ليس فقط إخضاع أولئك الأثمة وإذلالهم، بل استئصالهم والقضاء عليهم”.

ويقول أيضًا: “من المحتمل أنّ الله من رحمته قضى على أولئك الأطفال، ونقلهم من العالم الشرير قبل أن يكبروا، فيسيروا في رجاسات أسلافهم”!

وحين يعجز عن تقديم تبرير منطقي لهذا الإجرام والإرهاب المقدس، يلجأ للتفويض، فيقول: “قد يتعذّر على عقولنا القاصرة ومعرفتنا الناقصة أن نوفّق بين عدل الله ونعمته … ولما كانت طرق الله وأحكامه بعيدة عن الفحص وجب علينا التسليم بحكمته وعدم استغراب قضائه في هذه الحوادث وسواها”[ 15 ]!!

  1. يتحدث الكتاب المقدس عن دخول بني إسرائيل إلى فلسطين بعد وفاة موسى بقيادة يشوع فيقول: “وصعد الشعب إلى المدينة، كل رجل مع وجهه، وأخذوا المدينة، وحرّموا كل ما في المدينة من رجل وامرأة، من طفل وشيخ، حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف … أحرقوا المدينة بالنار مع كل ما بها  … واستحيا يشوع راحاب الزانية وبيت أبيها وكل ما لها” ( يشوع 6: 20-25 ).

وتناقضت مواقف القساوسة أمام هذا النص الوحشي الإرهابي، فيرى محررو داسرة المعارف الكتابية أنّ لهذه المجازر تبريرًا أخلاقيًا، فيقولون: “كانت مدن الكنعانيين الذين يعبدون البعل مدنًا محرّمة، فكان على بني إسرائيل القضاء عليها تمامًا بمن فيها وما فيها، حتى لا يتعلموا أن يعملوا جميع أرجاسهم ويخطئوا إلى الرب”[ 16 ].

في حين يقرّ البعض بأنّها جرائم وحشية، فيصف جوناثان كيرتش ما جرى بأنه: “تطهير عرقي، بل استئصال سكان أرض الميعاد الأصليين … كانت مجرد حملة ظامئة إلى الدم في أرض كنعان”[ 17 ].

  1. وكذا تذكر الأسفار أن الله -تعالى الله عمّا يقولون- أمر نبيه يشوع بقتل جميع سكان مدينة عاي، ففعل النبي بحسب الأمر المقدس، فاستباح المدينة، وأفنى أهلها امتثالًا لهذا الأمر الرهيب: “تمتلكون المدينة ويدفعها الرب إلهكم بيدكم، ويكون عند أخذكم المدينة أنكم تضرمون المدينة بالنار، كقول الرب تفعلون، انظروا، قد أوصيتكم .. ودخلوا المدينة، وأخذوها، وأسرعوا، وأحرقوا المدينة بالنار .. وكان لما انتهى إسرائيل من قتل جميع سكان عاي في الحقل في البرية، حيث لحقوهم وسقطوا جميعًا بحد السيف، حتى فنوا .. فكان جميع الذين سقطوا في ذلك اليوم من رجال ونساء اثني عشر ألفًا، جميع أهل عاي، ويشوع لم يرد يده التي مدها بالمزراق حتى حرّم جميع سكان عاي، لكن البهائم وغنيمة تلك المدينة نهبها إسرائيل لأنفسهم حسب قول الرب الذي أمر به يشوع، وأحرق يشوع عاي، وجعلها تلًا أبديًا خرابًا إلى هذا اليوم” (يشوع 8: 8-28).

يقول أوريجانوس: “المعنى الذي نستخلصه هنا ، هو أنه يجب ألا نبقي شيطانًا واحدًا حيًّا، بل نقتلهم جميعًا حتى النهاية .. هيا بنا لنحارب هكذا، ونضرب عاي بحد السيف، فنطرد القوات المعادية”[ 18 ].

ونكتفي بهذه النصوص، وهي غيض من فيض، من النصوص الإرهابية الإجرامية، التي تشرعن وتدعوا للقتل والإبادة الجماعية للأبرياء، وبعد اطلاعي عليها أدركت وفهمت سبب هذه الوحشية الكبرى والإجرام المنقطع النظير الذي فعلته الحروب الصليبية.

فهل يستطيع عاقل منصف بعد مقارنته بين نصوص القرآن والسنة، ونصوص الكتاب المقدس إلا وأن يعترف برحمة الإسلام وعدله، وإجرام وإرهاب أهل الكتاب.

الوقائع والتاريخ:

ولنجرِ مقارنة بين تاريخ المسلمين وتاريخ أهل الكتاب حول الإرهاب، ولنر من هم الإرهابيون والمجرمون.

فالمسلمون طوال مدّة حكمهم للعالم والتي امتدت قرابة ثلاثة عشر قرنًا، لم يعرف عنهم سوى العدل، والرحمة والإنسانية، حتى بأعدائهم وفي حروبهم، والتاريخ يشهد بذلك.

وكانت حروبهم ذات هدف واضح ومحدد، وهو نزع الظلم والاسترقاق عن الشعوب المضطهدة، وفتح الطريق أمامها للتعرّف على الإسلام وهديه وعدالته. وكانت عملياتهم القتالية منضبطة بقواعد وأسس نطق بها القرآن الكريم وسنّة النبي -صلى الله عليه وسلم- وخلفائه الراشدين[ 19 ].

وكانت هذه الأهداف والضوابط واضحة لدى جميع الجنود والقادة على السواء، قال ربعي بن عامر -رضي الله عنه- عندما سأله رستم قائد الجيش الفارسي عن هدف المسلمين من الحرب معهم: “اللهُ ابتعثنا، واللهُ جاء بنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جَور الأديان إلى عدل الإسلام، فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه، فمن قبل منّا ذلك قبلنا ذلك منه ورجعنا عنه، وتركناه وأرضه يليها دوننا، ومن أبى قاتلناه أبدًا، حتى نفضي إلى موعود الله، قال: وما موعود الله؟ قال: الجنة لمن مات على قتال من أبى، والظفر لمن بقي”[ 20 ].

وقد شهد المنصفون من المستشرقين بذلك، واعترفوا أنّ المسلمين التزموا في حروبهم بالعقيدة الأخلاقية والقتالية التي كانت تستمدّها من الإسلام ووصايا الخلفاء وقادتهم من كبار الصحابة، وأنّ هذا الأمر استمر في الأجيال المتعاقبة بعد جيل الصحابة، وأنّ الأقوام التي دخلت في الإسلام إنما فعلت ذلك عن اختيار وإرادة حرة”[ 21 ].

في المقابل: فإنّ تاريخ خصومنا مليء بالجرائم الوحشية ضد الإنسانية والأبرياء، ولقد احترت في اختيار الأمثلة لما فيها من كثرة ووحشية.

ففي تاريخ نشر النصرانية في روسيا قام باسيليوس الثاني بعمل إجرامي مع أسرى البلغار، حيث قلع أعين (15000) خمسة عشر ألف أسير إلا (150) مئة وخمسين أسير، أي لكل مئة واحد، أبقى له عين واحدة ليقود المئة إلى بلادهم؟؟؟[ 22 ].

وحين اكتشف النصارى أمريكيا ارتكبوا جرائم إبادة ضد سكانها الأصليين الهنود الحمر، فحين دخل جنود مستكشف جزيرة هاييتي بقيادة (ديبغو فلاسكيز) و (بانفيلو دونارفيز) قاموا بقطع أنامل السكان وفقأ عيونهم وصب الزيت المغلي والرصاص المذاب على جراحهم، أو إحراقهم وهم أحياء ليعترفوا بمخابئ الذهب أو يدخلوا في النصرانية، وحين حاول أحد الرهبان إقناع الزعيم الهندي (هانيهاي) باعتناق الدين، وكان مربوطًا إلى المحرقة فقال له إنه إذا تعمد يذهب إلى الجنة، فسأله الزعيم الهندي: وهل في الجنة إسبانيون؟ فأجابه الراهب: طبعًا ماداموا يعبدون الإله الحق، فقال له الزعيم الهندي: لا أريد أن أذهب إلى مكان أصادف فيه أبناء هذه الأمة المتوحشة؟؟[ 23 ].

ولعل محاكم التفتيش، سيئة السمعة والصيت تغني عن كل الشواهد والأدلة، فقد عقد آخر ملوك غرناطة أبو عبد الله الصغير مع فرديناند ملك أرغون وقشتالة معاهدة تسليم غرناطة للنصارى مقابل تأمينهم المسلمين على أرواحهم وأموالهم ومساجدهم وعباداتهم، ورغم قَسَم فرديناند أن يفي بالعهد، إلا أنه خان ونكث، وحين رفض المسلمون التنصّر أصدر الملك الكاثوليكي قرارًا بتطهير غرناطة من المسلمين،  وارتكب أفظع جرائم سمعتها البشرية في التاريخ بما عُرف بمحاكم التفتيش، بأدوات غارقة في الوحشية والإرهاب، فهل سمعت بسحق العظام بآلات ضاغطة، أو تمزيق الأرجل، أو الإعدام حرقًا، وهل سمعت بالسيدة الجميلة، وهي تابوت تنام فيه صورة فتاة جميلة مصنوعة على هيئة الاستعداد لعناق من ينام في التابوت، برزت من جوانبها عدة سكاكين، فكانوا يضعون الشباب بها، ثم يغلق التابوت فتدخل السكاكين جسده وتمزقه، وأما آلات سحب اللسان وتمزيق الأثداء وسحبها من الصدور فحديث آخر، والقائمة السوداء تطول.

وجرائم الحروب الصليبية في احتلال القدس وفي الفتوحات الجغرافية لا تختلف عن فظائعهم في أمريكيا والأندلس[ 24 ].

قارن بين هذه وبين دخول المسلمين بلاد الفتوحات وكيف دخل الناس بدين الإسلام لما رأوا من حسن معاملتهم وأخلاقهم، وصدق من قال:

ملكنا فكان العدل منا سجية
فلما ملكتم سال بالدم أبطحُ
وحللتم قتـل الأسارى وطالما
مننا على الأسرى نجود ونصفح
فحسبكم هذا التفاوت بيننا
وكل إناء بالذي فيه ينضح

التاريخ المعاصر:

ونعني به الفترة التي تلت سقوط الخلافة العثمانية، وهذه الحقبة لم يكن للمسلمين فيها دولة حتى نقارنها بالدول النصرانية أو اليهودية، لكن لا مانع من المقارنة بين عموم المسلمين وعموم غيرهم.

فلم يُعرف عن المسلمين في تاريخهم المعاصر أي لون من ألوان الإرهاب وقتل الأبرياء، رغم انتشارهم في كل قارات ودول العالم، إلا ما كان من جماعات الغلوّ الخارجة عن جوهر الإسلام ووسطيته، والتي اتخذت من تكفير المسلمين وقتلهم منهجًا، وغذّتها أجهزة المخابرات بالرجال والعتاد لتكون ذراعهم الضاربة، وخنجرهم المسموم الذي يطعن في خاصرة المسلمين من الداخل، وعلى هؤلاء ركّز الإعلام الخبيث -بما فيه الإعلام العربي المأجور- للنيل من الإسلام وتشويه صورته وتضليل الرأي العام العالمي وحشده ضد المسلمين.

وهذه الجماعات كانت أعمالها الإجرامية موجّهة إلى المسلمين بالدرجة الأولى، فقتلوا منهم بحجّة الردّة أو العمالة للكفّار “الصحوات” أضعاف ما قتلوه من غير المسلمين من القوات الأمريكية المحتلّة أو قوات النظامين السوري والعراقي، فهل هؤلاء مجرمون بحق النصارى أم بحق المسلمين؟

ولو سلمنا جدلًا وقبلنا بأنّ هؤلاء منّا وفينا، ونتحمل تبعاتهم، فما نسبة جرائمهم إلى جرائم غيرهم من غير المسلمين بحقّ الأبرياء والآمنين من المسلمين وغير المسلمين؟

فحسب إحصاء وكالة إنفاذ القانون في الاتحاد الأوربي (Europol) فإنّ الجرائم الإرهابية التي وقعت سنة 2013 في أوربا، نفذها 2% مسلمون، 98% من غير المسلمين[ 25 ].

وأظهرت دراسة في جامعة أمريكية عام 2014، أنّ عدد القتلى من جرائم نفذّها مسلمون (37) سبعة وثلاثين قتيلاً، من تاريخ 11/أيلول/ 2001 إلى تاريخ 2014، في حين بلغ عدد القتلى من جرائم نفذها غير مسلمين (198000) مئة وثمانية وتسعين ألف قتيل، وبناء عليه قالت مجلة ديلي بست الأمريكية: “ليس خطؤك إذا لم تكن على علم بحقيقة أنّ غالبية الجرائم في أمريكية وأروبا ينفذها غير المسلمين، إنّه خطأ الإعلام”[ 26 ].

نعم إنّه خطأ الإعلام المنسلخ من المصداقية والضمير، الذي صور أنّ المسلم وحش هائج لا يعرف إلا القتل والذبح، وأنّ غير المسلم حمل ويع.

إنّ مجزرة واحدة من مجازر صربيا التي فعلها الصربيون بالمسلمين تساوي عشرة أضعاف ما فعلته القاعدة من تاريخ نشوئها إلى الآن وبكل فروعها، وبكل ضحاياها المسلمين وغير المسلمين.

فهل ينسى التاريخ مجزرة سربرينتشا التي قتل الصربيون بقيادة رادوفان كراديتش وارتكو ملاديتش (8000) ثمانية آلاف من أهالي قرية سربرينتشا في تموز/يوليو 1995م، من رجال ونساء وأطفال؟

وهل ينسى التاريخ مجازر روسيا في بلاد القرم والقوقاز وتركستان التي دخلوها أيام توسع القيصرية الروسية، وقتل الأطفال والرجال والنساء، وحوادث الاغتصاب المرعبة، وكيف كان أهلها يكتمون إسلامهم ويقتل كل من لا يدين بالنصرانية الكاثوليكية؟

أما مجازر الاستعمار الحديث فغنية عن البيان، لا سيما في الجزائر التي مارس الفرنسيون فيها أقبح الجرائم ضد الأبرياء.

بل إنّ جرائمهم فيما بينهم لا تقل قبحًا عن جرائمهم مع المسلمين، كجرائم موسيليني وهتلر والشيوعية اللينينية.

ويكفي الثورة السورية شاهدًا على إجرام الإرهاب النصراني المقدّس، فلم تترك روسيا وسيلة من وسائل القصف والضرب إلا فعلته، حتى قال بوتين وبكل وقاحة وصلافة: إنّه جرّب كل أنواع الأسلحة في سوريا، واعتبر أنّها فرصة لتجريب الأسلحة في حرب حقيقي دون كلفة، وكانت المساجد والمشافي والمخابز هي الأهداف الأكثر استهدافًا من قِبَل الروس.

أمّا أمريكيا فسيبقى إرهابها في مخيم الباغوز فقط دون ما سواه شاهدًا على انسلاخها من البشرية والإنسانية، وقد يقال إنّها تحارب داعش في الباغوز وهم مجرمون حسب رؤيتكم، فلماذا تصفونها بالإرهاب؟ فنقول: لسنا نختلف أنّ داعش مجرمة، ولكن مَنْ قُتلوا في الباغوز هم أطفال ونساء أبرياء، وشباب ساذج غرّرت بهم رؤوس داعش، أمّا قادات داعش فحسب شهادة عيان وأخبار موثوقة كانت تأتي الطائرات وتحملهم قبل القصف وتقدّم قوات قسد الحليفة لهم!!

وهب أنّها ستقاتل داعش، ألم تجد وسيلة إلا بقتل الأطفال والنساء الأبرياء؟ لكن هي حلقة لاكتمال المسرحية في القضاء على أهل السنة، بدأت بصنعهم داعش ودعمهم لها، ثم زعم محاربتها، وليست جرائم التحالف في دير الزور بأقل من الباغوز.

إنّنا لو أخذنا الثورة السورية فقط محل استبيان، لرأينا أنّ كل ما فعلته القاعدة وداعش لا يعادل قصفًا روسيًا لمنطقة واحدة، أو قصف التحالف للباغوز أو لدير الزور، هذا لو سلمنا بحساب داعش علينا، مع أننا متيقنون بأنّها من فريقهم والإسلام منها بَراء، وتسعة أعشار ضحاياها من المسلمين، من أهل السنة.

مجزرة نيوزيلندا:

لم تكن مجزرة نيوزيلندا التي قام بها الإرهابي النصراني المتطرّف أول مجرزة ضد المسلمين المهاجرين في الغرب، ونعتقد أنّها لن تكون الأخيرة، وهي حادثة تستحقّ أن نقف عندها من عدّة جهات لنحلّل الرسائل التي حملتها، والواجبات التي تقع على عاتق المسلمين لمواجهتها.

إنّ المجزرة تبيّن أنّ الدافع لفعلها هو التطرّف والغلوّ للمعتقد النصراني ضد المسلمين، واسترجاع التاريخ بكل حوادثه ليشحن حقده بالجرعة الكافية لتجعل منه قاتلًا إرهابيًا دون أدنى شعور بتأنيب الضمير أو الإحساس بالخطأ، بل ربما كان يشعر بنشوة النصر.

وتوضّح هذه الحقيقة ملابساتُ الجريمة، وهي:

 • حين ارتكابه الجريمة كان يستمع لأغنية اسمها (remove kebab) أي إزالة الكباب، والمقصود به إزالة المسلمين، ولها اسم آخر (Serbia Strong ) أي صربيا قوية، وهي أغنية كان ينشدها الجنود الصرب ليرفعوا معنويات جنود رادوفان كراديتش زعيم الصرب في مجزرة سربرينتشا التي سبق ذكرها، وأهدوها له، وهي إحدى أغنيتين عنصريتين صنعهما الصرب أثناء حربهم ضد المسلمين، والثانية كانت بعنوان (Dzamije lete) باللغة الكرواتية ومعناها بالعربية (مساجد تطير) كناية عن نسف وتفجير المساجد، مما جعل (ميرزا ​​هاجريك) سفير البوسنة في أستراليا يعلق قائلًا: “ما يقلقنا بشكل خاص من البوسنة، هو أنّ القاتل كان ذكرًا أبيض، ولد في أستراليا، وأنّه أثناء التسجيل المباشر الذي نُشره على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو في طريقه نحو المساجد حيث ارتكب المذبحة، كان يستمع إلى أغنية من أناشيد القوميين الصرب، والتي تصف رادوفان كاراديتش بكونه شخصًا يجب أن يقود الصرب ولا يخاف من أي شخص، وأوضح قائلًا: إنّ الأغنية تشير إلى وجوب قتل الأتراك، وما لا يعرفه البعض –يوضح السفير– أنّ مصطلح «أتراك» يستخدمه الصرب للإشارة إلى البوسنيين المسلمين”[ 27 ]، وهناك أغنية ثانية كان يسمعها منفذ الهجوم هي أغنية«Fire» للفريق الغنائي الإنجليزي « The Crazy World of Arthur Brown»  والتي يقول المطرب فيها «أنا إله الجحيم» وهي الجملة التي اختارها منفذ العملية، ليختم بها المقطع المصور الخاص به.

 • الأسماء والأرقام التي كانت مكتوبة على سلاحه، فكل اسم له دلالته، وكل رقم له دلالته، وهي[ 28 ]:

  • انطون هيرسون: وهو شاب سويدي قام بقتل عدد من طلاب المدرسة المسلمين سنة 2016 بالسيف، ولم يتوقف حتى قتلته الشرطة.
  • الكسندر بيسونت: شاب كندي قتل عدد من المصلين في المسجد بعد صلاة العشاء، سنة 2017.
  • اسكندر بيه: وهو أحد أبناء ملك ألبانيا (جيون كاستريوت) وكان اسمه جورج جيون كاستريوت، وحين دخل والده الإسلام بسبب فتح العثمانيين لألبانيا في القرن الخامس عشر الميلادي،غير جورج اسمه إلى اسكندر، وبعد موت أبيه ارتد عن الإسلام ورجع للنصرانية واستعان ببابا الفاتيكان وملوك أوربا في حربه ضد العثمانيين، وخاض معارك عديدة معهم وألحق بهم خسارات كبيرة، ولم تتمكن الدولة العثمانية من استعادة ألبانيا إلا بعد موته، ويعتبر بطلاً من أبطال أوربا النصرانية في قتال العثمانيين[ 29 ].
  • تشارلز مارتل: ملك فرنسي هزم المسلمين الأندلسيين في معركة تورز.
  • قسطنطين الثاني: آخر ملك مسيحي لبلغاريا قبل سيطرة العثمانيين عليها.
  • ماركو أنطونيو براغادين: قائد البندقية الذي كسر المعاهدة مع العثمانيين وقتل الجنود العثمانيين المسجونين.
  • جون هونيادي: جنرال مجري قاتل العثمانيين أثناء الدفاع عن بلغراد.
  • بوهيمون الأول في أنطاكية: قائد الحملة الصليبية الأولى ضد المسلمين الأتراك.
  • سكانديربيرج: القائد العسكري الألباني الذي قاد تمردًا ضد العثمانيين.
  • عام 732: سنة معركة محكمة الشهداء أو معركة تور في جنوب فرنسا، والتي أوقفت التقدم الإسلامي في أوروبا.
  • عام 1189: انتهى فيه حصار عكا الذي دام عامين، بدخول الحملة الصليبية الثالثة إلى عكا ومقتل الجيش الأيوبي الذي كان يدافع عنها بأكمله.
  • عام 1683: فهو عام معركة فيينا الكبرى، العام الذى انتهى به الحصار العثماني الثاني على فيينا خلال حكم محمد الرابع، وانتهت هذه المعركة بإعدام قائد الجيش العثماني كارا مصطفى باشا في بلغراد، كما يعتقد المؤرخون أنّ هذا هو التاريخ الذي بدأت فيه الإمبراطورية العثمانية بالتراجع نحو الانهيار التام.

فانظر كيف أنّ هذا المجرم قد شحن نفسه بكل تواريخ وأسماء الصراع الصليبي مع المسلمين، والتي قُتل وهُزم فيها المسلمون، فهل بعد هذا يشكك عاقل بالحقد الصليبي الذي حركه؟!

وهنا نتساءل بعد هذه الحادثة:

هل سيخرج علينا مَن يتهمون الإسلام بالإرهاب لبعض أفعال المسلمين ليتهموا النصرانية بالإرهاب؟

هل مَن طالب بحفّ آيات الجهاد من القرآن والمناهج لأنّها تخرج جيلاً إرهابيًا سيطالب بحذف نصوص الإنجيل –المحرّف- التي تحمل الإرهاب الحقيقي؟

هل من دعا لإغلاق المساجد في أوربا لأنّها تولّد الإرهاب سيدعو لإغلاق الكنائس أيضًا، أو  سيتوقف عن بنائها وليس في بلده نصراني واحد؟

هل من دعا لتجديد الخطاب الإسلامي سيدعو لتجديد الخطاب النصراني؟

هل من قال: يجب تنقية التراث الإسلامي لأنّه خزان للفكر الداعشي سيقول بضرورة تنقية التراث النصراني؟

هل سنجد برنامج صناعة الموت الذي سيتحدث عن الإرهاب النصراني كما تحدّث عن الإرهاب الإسلامي؟

هل سيجرؤ زعيم عربي هرول ذليلًا إلى فرنسا للمشاركة في مسيرة الاحتجاج على حادثة الهجوم على صحيفة “شارلي ابدو” التي بدأت بالإرهاب باستهانتها بمقدّسات المسلمين، هل سيجرؤ على إدانة حادث نيوزلندا ووصفه بالإرهاب؟

هل هناك من سيدعو لاعتقال القساوسة لأنّهم داعمون للإرهاب كما فعل مع بعض المشايخ؟

هل ستُغلق الجمعيات الإغاثية النصرانية والمنظمات النصرانية كما أُغلقت الجمعيات الخيرية الإسلامية؟

وقائمة الأسئلة تطول، والأجوبة معرفة للجميع، ولكنّها أسئلة تكشف الوهن والخَور والتبعيّة والذلّ عند مفاصل القوّة والقرار في بلاد المسلمين، وإلى الله المشتكى .

خاتمة:

أختم حديثي حول الإرهاب المقدّس، ومجزرة نيوزيلندا بنقطتين اثنتين:

الأولى: طبيعة الصراع:

عبثًا وسفهًا يحاول القوميون والعلمانيون ومن يدور في فلك الاستغراب أن يقنعوا الأجيال أنّ الصراع بيننا وبين الغرب أو اليهود هو صراع قومي، ويستحضرون العروبة وأخواتها، والتي لم تعرف الحضارةَ والرقيَّ إلا بالإسلام، وهي أصلًا كذبة غربية اخترعوها لتمزيق جسد الدولة الإسلامية العثمانية، أو أنّها حرب لأجل السيطرة الجغرافية والحيازة على مكامن الثروات الطبيعية، إنّها لسذاجة وحمق واضح.

إنّ طبيعة الصراع منذ بعث الله نبيه محمدًا -صلى الله عليه وسلم- وإلى يومنا هذا وستبقى إلى قيام الساعة: دينيةٌ بحتةٌ، فهم يريدون أن يطفؤوا نور الله، ويردّونا إلى الكفر بعد إذ هدانا الله، ولن يهدأ لهم خاطر حتى نتّبع ملتهم، وليس هذا حاضرًا في الحروب الصليبية فحسب، بل حتى في حروب العصر الحديث، فبوش سمّى حربه على العراق بالحرب المقدسة، وقبله “غورو” لما دخل سوريا وقف على قبر صلاح الدين وقال له: قم يا صلاح الدين فقد عدنا.

إنّ نزع صفة الدينية عن طبيعة الصراع كفيل بتخريج جيل جاهل بِعَدوّه وبدينه، ويتبعه من حيث يدري ولا يدري، ولا يملك عقيدة قتالية صلبة، فيتحول إلى شياه تساق إلى المسلخ، وهذا ما يريده الغرب منا ولنا، وهذه رسالة واضحة بعث بها الإرهابي المجرم منفذ مجزرة نيوزيلندا.

الثانية: لماذا تركيا؟

إنّ الحقد الذي ظهر من الإرهابي المجرم على تركيا هو حقد ممنهج وله أبعاده ومدلولاته، وهو حلقة من سلسلة حقد العالم النصراني -وبالذات الأوربي- عليها، وذلك لأنّ تركيا أكثر مَن خاض الحروب التاريخية مع الصليبيين في الماضي، وهي مَن أدخلت الإسلام إلى أوربا الشرقية، والأهم من ذلك هي الآن من تتصدر للمواجهة، ويخشى الغرب من توجّه قادتها الذين يسعون إلى إعادتها للإسلام، وإحياء أمجادها، ثم الانطلاق لنصرة المسلمين في شتى أنحاء العالم، لذا يسعى الغرب وأذنابه لمحاربتها وإعادتها لحالها السابق قبل عدّة عقود.

1 – تفسير الطبري (3/563).
2 – تفسير القرطبي (2/348).
3 – زاد المسير (ص:154).
4 – تفسير القرطبي (2/48).
5 – أخرجه البخاري برقم (3015) – كتاب الجهاد والسير  –  باب قتل النساء في الحرب، وأخرجه مسلم برقم (24/1744) – كتاب  الجهاد والسير – باب تحريم قتل النساء والصبيان في الحرب.
6 – التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (16/ 138).
7 – شرح النووي على مسلم (12/ 48).
8 – أخرجه الطبراني في الأوسط برقم (4162) وأبو داود عن أنس بن مالك برقم (2614) – كتاب الجهاد – باب في دعاء المشركين.
9 – أخرجه مسلم برقم (26/1745) –  كتاب الجهاد والسير – باب جواز قتل النساء والصبيان في البيات من غير تعمد.
10 – شرح النووي على مسلم (12/50).
11 – انظر فتح الباري لابن حجر (14/262) والاستذكار لابن عبد البر (5/26).
12 – من الأدلة على تحريفها قوله تعالى: {أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [البقرة: 75]، وقوله: {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ} [البقرة: 79]. وانظر كتاب: هل الكتاب القدس كلام الله؟ للشيخ أحمد ديدات رحمه الله https://islamhouse.com/ar/books/470694/.
13 – نقلنا النصوص وكلام القساوسة من كتاب (هل العهد القديم كلمة الله؟ ) للدكتور منقذ سقار.
14 – يبين الدكتور منقذ معنى التحريم بمفهوم الكتاب المقدس فيقول: ” ومبدأ “الحرم” الذي تكرر الحديث عنه في حروب موسى ويشوع (التوراتيين) هو عادة وثنية استعارها مؤلفو الأسفار من الوثنيين، تقول كارين أرمسترنج: «كان عنف يشوع مرتبطًا بعادة كنعانية قديمة هي (الحرم) قبل المعركة كان قائد الجيش يعقد صفقة مع إلهه : إن تعهد هذا الإله بأن يعطيه المدينة فإن القائد يتعهد بأن ينذر (يحرِّم) كل الغنائم الثمينة لمعبده، وأن يقدم كل سكان المدينة قرابين بشرية لهذا الإله” هل العهد القديم كلمة الله (ص:116).
15 – شبهات وهمية حول الكتاب المقدس، منيس عبد النور، ص (118-119).
16 – دائرة المعارف الكتابية (3/68).
17 – حكايات محرمة في التوراة، جوناثان كيرتش ، ص (149).
18 – تفسير سفر يشوع، القمص تادرس يعقوب ملطي، (ص :116).
19 – من ذلك قول الصدّيق -رضي الله عنه- يوصي المسلمين في جيش أسامة بن زيد المتوجّه إلى الشام: “يا أيها الناس، قفوا أوصيكم بعشر فاحفظوها عني: لا تخونوا ولا تغلّوا، ولا تغدروا ولا تمثّلوا، ولا تقتلوا طفلًا صغيرًا، ولا شيخًا كبيرًا ولا امرأة، ولا تعقروا نخلًا ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيرًا إلا لمأكلة، وسوف تمرّون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع، فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له”. تاريخ الطبري (3/ 227).
20 – تاريخ الطبري، (3/520).
21 – ينظر: كتاب “الدعوة إلى الإسلام” للمستشرق: توماس أرنولد.
22 – انظر كتاب تسامح الإسلام وتعصب خصومه للدكتور شوقي أبو خليل (ص: 75).
23 – المرجع السابق.
24 – أنصح بالاطلاع على كتاب الدكتور شوقي أبو خليل رحمه الله تعالى السابق ( تسامح الإسلام وتعصب خصومه) فهو رائع ومفيد وغني في هذا الباب.
25 – من تقرير  لقناة  lbc   https://www.youtube.com/watch?v=L_ZZ8O-93f8
26 – التقرير السابق.
27 – انظر الرابط الآتي   https://www.sasapost.com/christchurch-shooter-listened-to-serbian-songs/
28 – انظر حلقة الإرهاب والكباب للمبدع المصري عبد الله الشريف https://www.youtube.com/watch?v=oG3x9HvZ0sM&t=331s
29 – انظر https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%B3%D9%83%D9%86%D8%AF%D8%B1_%D8%A…
(المصدر: موقع “على بصيرة”)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى