الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يستنكر أحكام الاعدام في مصر
ندد الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين بتنفيذ سلطة الانقلاب في مصر لأحكام الإعدام بحق ستة من الشباب اتهموا سياسياً فيما يعرف بقضية عرب شركس، كما استنكر صدور أحكام إعدام بالجملة شملت سماحة الشيخ يوسف القرضاوي والرئيس المصري المنتخب والمختطف الدكتور محمد مرسي.
وطالب الإتحاد في بيان قادة العالم الإسلامي والعربي، والمنظمات الدولية والحقوقية، بالتدخل لإيقاف إصدار أو تنفيذ أي حكم بالإعدام في حق الأبرياء في مصر من قبل سلطة مجرمة.
كما طالب الإتحاد جميع القوى الثورية في مصر بتوحيد الجهود، ونبذ الفرقة، والاجتماع على المبادئ التي تحفظ حق الشعب المصري وثورته.
ورأى الإتحاد أن المؤسسات في مصر مختطفة من قبل سلطة الانقلاب ومن بينهم الأزهر ودار الإفتاء والقضاء والإعلام والجامعات، ما ينذر بكارثة حقيقية من تورط هؤلاء جميعاً في دماء الأبرياء.
نص البيان:
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) وعلى آله وصحبه ومن والاه ، وبعد …
فإن الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين قد هاله قيام سلطة الانقلاب العسكري اليوم بإعدام ستة من شباب مصر وقبلهم مصري آخر، لا ذنب لهم سوى أنهم يريدون العيش الكريم بحرية وإرادة وكرامة وعدالة، ثم انطلقت الأحكام القضائية الجماعية الصادرة بالجملة بالإعدام في حق الأحرار الثوار المصريين حتى طالت علامة عصره الإمام يوسف القرضاوي -رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين- في قضية لا نعلم من أين أتى القضاء المسيس بعلاقة للشيخ بها -إن كانت هناك قضية من الأساس- وكذلك الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي وما يزيد كذلك عن مائة مواطن آخر، إضافة إلى الحكم على شهيدين فلسطينيين استشهد الأول عام 2008م والثاني عام 2014م وسجين بسجون الاحتلال منذ عام 1996م، بما يعتبر انتهاكاً صريحاً لحقوق الإنسان وللحريات العامة في مصر وينذر بكوارث سياسية واجتماعية ليس على مصر وحدها وإنما على المنطقة بالكامل، ما يستوجب تدخلا عربيا وإسلاميا لوقف هذا الهراء الذي تمارسه سلطة الانقلاب لتحقيق مصالح وأطماع شخصية زائلة لا تستفيد منها مصر ولا المصريين أنفسهم .
والإتحاد العالمي لعلماء المسلمين إزاء هذه الأحكام الخطيرة، يؤكد على ما يلي :
1- يندد الإتحاد بتنفيذ سلطة الانقلاب أحكام الإعدام بحق ستة من شباب مصر اتهموا سياسياً فيما يعرف بقضية عرب شركس، ويؤكد أن اراقة الدماء حرام، ويحذر من إراقتها بالباطل وبلا أي وجه حق، وأن الظلم ظلمات يوم القيامة .
2- يرى الإتحاد أن المؤسسات في مصر مختطفة من قبل سلطة الانقلاب العسكري ومن بينهم الأزهر ودار الإفتاء والقضاء والإعلام والجامعات وغيرهم، ما ينذر بكارثة حقيقية من تورط هؤلاء جميعاً في دماء الأبرياء، حيث لا استقلالية لأحد الآن على أرض مصر .
3- يستنكر الإتحاد ويدين بشدة صدور حكم قضائي في حق الشيخ العلامة يوسف القرضاوي -رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين- ويصف الحكم بالمسيس والخطير .
4- ويستنكر كذلك إصدار أحكام بالجملة بالإعدام في حق الرئيس المصري المنتخب والمختطف الدكتور محمد مرسي، وفي حق ما يزيد عن مائة مواطن مصري بلا أي وجه حق أو جريمة ارتكبوها .
5- يطالب الإتحاد العالمي قادة العالم الإسلامي والعربي، والمنظمات الدولية والحقوقية، التدخل لدى سلطة الانقلاب لإيقاف إصدار أو تنفيذ أي حكم بالإعدام في حق الأبرياء في مصر وبخاصة أن هذه السلطة تجرم في حق مصر و المصريين، وأنها ترتكب جرائم في حق كرامة الإنسان المصري وتنتهك حقوقه في الحرية والحياة.
6- يهيب الإتحاد بأحرار العالم أن يشكلوا جبهة في وجه الظلم، وأن يكون لهم موقف مؤثر ضد هذه الانتهاكات الخطيرة في مجال حقوق الإنسان، والتي تحدث في مصر منذ انقلاب 3 يوليو 2013م وحتى اليوم .
7- يحذر الاتحاد من أن هذه الأحكام الجائرة سوف تضر بمصلحة مصر والمصريين، وتزيد من حالة الفرقة التي بدأت مع الانقلاب وارتفعت وتيرتها كذلك، وأن كل ذلك يدفع بالشباب إلى العنف حيث لا طريق لهم بعد انسداد طرق الحياة والحرية في وجوههم، وندعو الله ان يحفظ مصر والمصريين من الانزلاق الى الفتن.
8- يطالب الإتحاد جميع القوى الثورية في مصر بتوحيد الجهود، ونبذ الفرقة، والاجتماع على المبادئ التي تحفظ حق الشعب المصري وثورته، وحق شهدائه ومصابيه ومطروديه ، وحقه في إعلاء إرادته وكرامته، وفي حياة كريمة متقدمة .
“وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ” (إبراهيم:42).
الأمين العام
أ.د علي محيي الدين القره داغي