مقالاتمقالات مختارة

الأنبار ومشروع الاستيطان القادم

الأنبار ومشروع الاستيطان القادم

بقلم د. عبد العزيز الظاهر

إن أخطر ما في الموضوع هو أن هذه الأراضي أغلبها ملك للدولة استولى عليها بعض النفعيين من الاقطاعيين في محافظة الأنبار الذين عقدوا صفقات بيع مع وكلاء تابعين لميليشيات حزب الله العراق و جرى البيع بأثمان بخسة لا تتناسب مع حجم الأرض و قيمتها و موقعها الاستراتيج

في ظل الهيمنة الإيرانية على العراق منذ ثمانية عشر عاما تتجلى كل يوم مخططات الاحتلال الإيراني الذي يعيد ترسيخ خطط الاحتلال الصهيوني في فلسطين ليكررها في العراق و بالتحديد في حواضر أهل السنة و الجماعة الذين تداعى الفرس و اعوانهم على تدمير هذه الحواضر و تمزيقها و قتل و تشريد أهلها بغية التمكن منها و جعلها خواصر هشة يسهل السيطرة التحكم فيها بغية تحقيق أهداف مشروع ولاية الفقيه الذي كان يحلم مؤسسه الخميني بأنه يرى علم إيران يرفرف فوق العراق و اليمن و عمان في إفصاح رسمي عن خبث هذا المشروع المتحالف مع الكيان الصهيوني و الذي ينفذ تحت رقابة و انظار المجتمع الدولي الذي يجمعه تخادم كبير مع الاحتلال الإيراني العابث في العراق و اليمن و سوريا و لبنان.

فبعد سيطرة القوات الحكومية و ميليشيات الحشد الطائفي على محافظة الأنبار و استمرار انبطاح الساسة المحسوبين على أهل السنة و تسابقهم في تقديم الولاءات و التنازلات بغية المحافظة على مكاسبهم ومناصبهم برز مشروع إيراني خطير في محافظة الأنبار تنفذه ميليشيات حزب الله العراق و تواطأ المتنفذين في محافظة الأنبار الذين سهلوا عملية تنفذ هذا المشروع الاستيطاني الخطير، فقد قامت ميليشيات حزب الله بشراء الآلاف من قطع الأراضي في الصحراء المحيطة في مدينة الرمادي و أطرافها الغربية و الشمالية التي تشكل مواقع استراتيجية مهمة جدا و خواصر يمكنها أن تضعف مدينة الرمادي، بل و حتى اسقاطها بعدما تطوق من قبل إيران وميليشياتها، و تأتي هذه الخطوة الخطيرة في لحظات مأساوية يمر بها العراق جراء العسر الاقتصادي الذي يعصف به.

إن أخطر ما في الموضوع هو أن هذه الأراضي أغلبها ملك للدولة استولى عليها بعض النفعيين من الاقطاعيين في محافظة الأنبار الذين عقدوا صفقات بيع مع وكلاء تابعين لميليشيات حزب الله العراق و جرى البيع بأثمان بخسة لا تتناسب مع حجم الأرض و قيمتها و موقعها الاستراتيجي المهم، ثم تمت بعد ذلك عمليات التنازل و نقل الملكية بطريقة غريبة لم يعهد مثلها في العراق يلفها الغموض و بتسهيل من بلدية الرمادي و التسجيل العقاري و محافظة الأنبار الذين لم يوقفوا هذا المشروع ذو الأبعاد الخطير على المديين القريب و البعيد.

و يأتي هذا المشروع في ظل تصاعد نشاط العمليات الإرهابية التي تنفذ في هذه المناطق التي تشهد عمليات بيع شبه يومية لوكلاء ميليشيات حزب الله مع تغاضي قيادة شرطة الأنبار و قيادة عمليات الأنبار عن التحركات والعمليات الإرهابية في هذه المناطق و التي لم تصدر أي بيان لتوضيح ما يحصل هناك أو اتخاذ أي اجراء لضبط الأمن في تلك المناطق وهو ما يفسر أن هذه التحركات الإرهابية المريبة تقف خلفها إيران وميليشياتها و استخدامها كورقة ضغط على الاقطاعيين للإسراع في عمليات و بأثمان بخسة، فهو بيع من لا يملك لمحتل الغاصب.

فلم تقتصر عمليات البيع على اراضي الدولة التي استولى عليها الاقطاعيون، بل امتدد إلى أراض ذات ملك صرف للمواطنين الذي وقعوا بين الاغراء بالمال للبيع أو التهديد فتمت عمليات بيع أراضي داخل الرمادي و مدينة الفلوجة و امتدت نحو مناطق غربي الأنبار التي تشهد عمليات بيع كثيف للأراضي و المنازل تحت اجبار ميليشيات حزب الله التي تفردت بعمليات الشراء تحت تهديد السلاح في قضاء القائم و قضاء الرطبة و في عمق مناطق صحراوية في محافظة الأنبار التي استفرد حزب الله منذ أقل من عام في تنفيذ المخطط الاستيطاني الإيراني في محافظة الأنبار لتحقيق موطأ قدم بأهم حاضرة سنية مقاومة للاحتلال.

إن ما يحدث اليوم من عمليات استيطان ليست عبثية، بل عمليات ممنهجة مخطط لها و هو ما يفسر انتخاب مناطقة مهمة دون غيرها و خصوصا المناطق المحاذية للطريق السريع الدولي الذي يربط العراق بالأردن و سوريا و مناطق محيطة بمدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار وهو على غرار ما قام به الاحتلال الصهيوني في فلسطين و يجري اليوم استنساخ نفسه المخطط من قبل الاحتلال الإيراني في محافظة الأنبار التي أصبحت تحت سيطرة وتحكم الميليشيات الإيرانية التي تتحكم بكامل مفاصل الأنبار بغية تنفيذ مخططاتها الاجرامية الرامية لترسيخ المشروع الخامنئي الفارسي في الأنبار خاصة و العراق عامة.

إن هذه الجريمة التي تأتي بتواطأ جميع من يشغلون مناصب في محافظة الأنبار و ساستها الذين بوبوا هذا المخطط الخبيث تحت يافطة الاستثمار وهو ليس بحقيقي، بل هو مشروع لخداع المواطنين الغاضبين على هذا المشروع الفارسي و محاولة تهدأت الشارع الناقم على إيران و ميليشياتها المسيطرة على الأنبار و انبطاح ساسة الغفلة الذين انكشف كذبهم، كما أن المجتمع الدولي هو شريك بجريمة الاستيطان وفي طليعتهم الاحتلال الامريكي الذي سهل للاحتلال الإيراني تنفيذ مخططاته بأريحية كبيرة دون الاكتراث لما سيحل في المستقبل من اقتتال كبير على أرض الأنبار بين اهلها و إيران و ميليشياتها التي كونت قواعد و معسكرات على غرار معسكرات الهاغانا الصهيونية وهي بذلك تستنسخ المخطط الصهيوني في فلسطين لتنفذه في محافظة الأنبار.

المصدر: مجلة البيان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى