الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يصرح ويفتي: أن ترحيل اللاجئين بالإكراه محرم قطعاً وجريمة
الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يصرح ويفتى :
أن ترحيل اللاجئين ـــــ بالإكراه ــــــ محرم قطعاً، وجريمة ،
وأن إبلاغهم إلى مأمنهم، أو إبقاءهم في مأمن فريضة شرعية،
وأن نصرة المظلومين واجب شرعي وأخلاقي وإنساني،
وأن تمكين الظالم من ظلمه مشاركة في جريمته، ومؤذن بمس عذاب الله.
هذه المبادئ العظيمة هي ما أقرها القرآن الكريم قبل القوانين الدولية والإنسانية بأكثر من (14) قرناً ، فقال تعالى (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ ٱسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَٰمَ ٱللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُۥ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ)(التوبة – 6)، حيث يدل بوضوح على أن أي إنسان مهما كان دينه _ حتى ولو كان محا با مشركاً _إذا استجار (أي طلب الأمان) بالدولة الإسلامية فعليها أن تستجيب ، ثم لا يجوز لها طرده، أو إكراهه على الرحيل، بل عليها إما إيجاد مكان آمن له فيرحل باختياره إليه، أو أنه يبقى في حماية الدولة، وعندئذ فعليها توفير مستلزمات حياته إلى أن يجد له سبيلاً للوصول إلى مكان آمن.
وقد فصل في ذلك الإمام محمد بن الحسن الشيبانى( 189ه/ 805م) ،في كتبه ، وبخاصة في السير الكبير، والسير الصغير، ومما ذكره ، أنه لا يجوز للدولة المسلمة أن تسلم المستجير (اللاجئ) إلى دولته التي تطالبه إلا إذا تحقق له الأمان، بل يجب عليها أن توفر له الأمان الكامل لقوله تعالى (ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُۥ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ(التوبة – 6)، حتى ولو أدى ذلك إلى اشتعال حرب بينها وبين الدولة التي تطالبه.
وجاء في الرسالة التي أرسلها السلطان برقوق إلى تيمور لنك بخصوص شخصين لجأإليه، وطلبهم تيمور لنك : اعلم أن أحمد القان المشار اليه قد استجارنا وقصدنا، وصار ضيفاً لنا، وقد وجب حقه علينا فقال تعال (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ ٱسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَٰمَ ٱللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُۥ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ) (التوبة – 6)، فهذا في المشرك!!!! فكيف بالمسلمين إذا استجاروا بالمسلمين … ولو لم يكن ذلك فكيف يجوز في شرع المروءة والنخوة والوفاء أن نسلم ضيفنا، ونزيلنا المستجير بنا ]القلقشندى، الأعشى، دار الكتب بالقاهرة ص 308 ـــــــ 319 [
فهذه المبادئ الإنسانية الأخلاقية العظيمة يجب أن تسود العالم، وبخاصة العالم الإسلامي حتى يسود الامن والأمان، ولا سيما للخائفين والمستضعفين دون تفرقة بين دين أو عرف، ولكن حق المسلم اللاجئ المضطهد مثل إخواننا المضطهدين الروهنجا أو الايغور أو نحوهم فهو أشد لأن الحق حقان : حق الانسان والاستجارة، وحق الإسلام.
لذلك نهيب بجميع الدول وبخاصة الإسلامية أن تحترم هذه المبادئ العظيمة وأن لا تخضع لضغوط الدول الظالمة المضطهدة فقال تعالى (وَلَا تَرْكَنُوٓاْ إِلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِنْ أَوْلِيَآءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ) (هود – 113)
أ . د علي القره داغي
الأمين العام
المصدر: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين