أعلن مسؤول أممي رفيع، أمس الإثنين 7 أغسطس 2017م، أن الاشتباكات المتجددة في جمهورية أفريقيا الوسطى تحمل إشارات تحذير مبكرة لإمكانية حصول إبادة جماعية، مطالباً بتعزيز قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في هذا البلد الأفريقي الفقير، بحسب “هاف بوست عربي”.
وقال ستيفن أوبراين، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية: إن ما يقرب من 180 ألف شخص أجبروا على ترك منازلهم هذا العام؛ ما يجعل العدد الإجمالي للنازحين في أفريقيا الوسطى يصل إلى أكثر من مليون.
وأضاف أوبراين خلال اجتماع للأمم المتحدة بعد زيارته أفريقيا الوسطى مؤخراً، أن هناك إشارات تحذير مبكرة لحصول إبادة موجودة هناك.
وأكد أنه علينا أن نتحرك الآن، لا أن نخفف جهود الأمم المتحدة، وأن نصلي كي لا نندم على ذلك في حياتنا.
وقال أوبراين: إنه حان الوقت للسماح بزيادة أفراد قوة الأمم المتحدة في أفريقيا الوسطى (مينوسكا) لتتمكن من تنفيذ مهمتها.
وقال رئيس عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة جان بيير لاكروا، الأسبوع الماضي: إنه يدرس إرسال طلب إلى مجلس الأمن لتوفير مزيد من الجنود لمهمة “مينوسكا”.
ماذا يحدث هناك؟
وشهدت أفريقيا الوسطى التي تعد من أفقر البلدان حرباً عام 2013م، بين مليشيات مسلمة وأخرى مسيحية، بعد أن أطاح تحالف ذو غالبية مسلمة يسمى “سليكا” بالرئيس فرانسوا بوزيزي.
لكن تدخلاً عسكرياً تقوده فرنسا، المستعمر السابق، عاد وأطاح بتحالف “سليكا”، وأدت هذه الأحداث إلى اندلاع أعمال عنف طائفية دامية غير مسبوقة، مع سعي المليشيات المسيحية بشكل رئيس للانتقام.
وشكّل المسيحيون الذين يشكلون 80% من السكان وحدات سميت “آنتي-بالاكا”، نسبة إلى السواطير التي يستخدمها المتمردون المسلمون.
ولدى الأمم المتحدة 12350 جندياً على الأرض لحماية المدنيين، ولدعم حكومة الرئيس فوستين-أركانج تواديرا، الذي انتخب العام الماضي.
وفي حين تسيطر حكومة تواديرا على العاصمة بانجي، فإن سلطتها ضعيفة خارج العاصمة، حيث خاض تحالف “سليكا” السابق المعارك مع “الآنتي-بالكا”.
وقتل تسعة من قوات “مينوسكا” هذا العام؛ ما أثار المخاوف من انحدار البلاد مجدداً إلى أعمال سفك الدماء التي حدثت عام 2013م.
وقال أوبراين: إنه أصيب بالهلع خلال زيارته إلى كنيسة كاثوليكية في بلدة بانغاسو الجنوبية، حيث لجأ 2000 مسلم قبل ثلاثة أشهر، يحيط بهم مقاتلو “الآنتي-بالاكا” الذين يهددون بقتلهم.
وأضاف: المخاطر كبيرة للغاية، ويجب علينا أن نفكر بشكل صحيح حول ما إذا كان علينا نقلهم إلى مكان آخر أم لا.
وأشار إلى أن نصف سكان البلاد أو 2,4 مليون نسمة بحاجة إلى مساعدات غذائية للعيش.
كما أنه يوجد نصف مليون لاجئ في البلاد.
وقال أوبراين: خطر الارتداد إلى أزمة إنسانية أخرى واسعة النطاق بات وشيكاً.
وتسلمت الأمم المتحدة 24% فقط من 497 مليون دولار كانت قد طلبتها من أجل تقديم المساعدة الإنسانية لأفريقيا الوسطى.
مقتل 40 شخصاً
وفي سياق ذي صلة، أفاد عضو في برلمان جمهورية أفريقيا الوسطى، اليوم الثلاثاء، أن 40 شخصاً على الأقل قتلوا، جراء أعمال عنف شهدتها مدينة غامبو جنوبي البلاد قبل أيام.
وقال البرلماني مايكل كبينغو، في تصريح للصحفيين، اليوم: إن مسلحين ينتمون إلى تنظيم “الاتحاد من أجل السلام”، هاجموا الأبنية الحكومية في غامبو.
وأضاف كبينغو أن المسلحين اقتحموا مركزاً صحياً في المدينة، وهاجموا عدداً كبيراً من الموظفين والمرضى كانوا في المستشفى.
وذكر سكان غامبو أن الأحداث التي وقعت نهاية الأسبوع الماضي، أسفرت عن مقتل 40 شخصاً على الأقل، وأن الأهالي فروا إلى المناطق المجاورة للمدينة.
وفي مايو الماضي، أسفرت هجمات دامية قادتها مليشيات “أنتي بالاكا” المسيحية على مدينة “بنغاسو” التي يقطنها المسلمون، عن مقتل 115 شخصاً على الأقل.
وتشهد مناطق جنوب أفريقيا الوسطى أحداث عنف واشتباكات مسلحة، وخلال الأسابيع الأخيرة، أسفرت هجمات دامية قادتها مليشيات “أنتي بالاكا” المسيحية ضد مدنيين وجنود حفظ السلام، عن مقتل عشرات، كما أجبرت الآلاف على النزوح.
(المصدر: مجلة المجتمع)