اقتراح
بقلم د. الخضر بن سالم بن حليس (خاص بالمنتدى)
أقترح على أساتيذ درس الفقه أن يصطحبوا عند تدريس (أبواب الفقه) المختلفة آثار تلك الأحكام الفقهية التي قدمها الإسلام، وانعكاساتها على الحياة الشخصية والإجتماعية، وبيان مقاصد كل باب من تلك الأبواب وأثره في أسلوب حياة الإنسان، وأسراره وحكمه، بلغة حية مقارنة معاصرة. حتى لاتبقى تلك الأبواب جوامد يستقبلها الطالب دون البحث في آثارها الحضارية مع انفتاح ثقافات اليوم على مصراعيها من نوافذ (السوشل ميديا)، وتكون تلك الأبواب سياقا إسلاميا متماسكا يظهر روعته على الإنسانية بدلا من التعامل معها كجزر منفصلة عن مجموعها.
إن ترسيم تلك المقدمة المقاصدية على مشارف كل باب من أبواب الدرس الفقهي يمنح الجيل إدراكا حضاريا جيدا لمرامي تشريع تلك الأحكام، وجماليات آثارها في السلوك البشري، ومنتهى ما قدمه لهم الإسلام من خلاصات راقية لم تصل لها أمم الأرض. وتصنع اعتزازا بأن ما يملكونه من تشريع رباني هو أرقى ما تملكه البشرية من فنون وآداب وقوانين لإخراج الإنسان من مادته الخام إلى مادة مهذبة سوية، يكسوها كمال الوحي، بدلا من الانبهار اللا واعي بمنتوجات الثقافات الأخرى، لاسيما والجيل اليوم مفتون بالأدوات ولا يتفكر في الغايات.
وعلى سبيل المثال:
(أحكام اللقطة) أراها تعبير عن الأمان المالي الذي يود الإسلام إحاطة المسلم به، إذ ضياع الأموال يشكل قلقا نفسيا لصاحبه، وحين يدرك المرء أن مفقوداته محفوظة مُعرّفة يطمئن أن ما أفلت منه عائد إليه. وتشكل تلك الأحكام التفصيلية منعا للمجتمع من الاعتداء على الأموال المجهولة والسطو عليها. إنها أحكام لصنع سياجات أمنيّة حارسة لمفقودات الناس وممتلكاتهم.