افتتح أمس الجمعة، في مدينة إسطنبول التركية، “مركز البحوث والتطبيقات للاقتصاد والتمويل الإسلامي” والذي يعد الأول من نوعه في تركيا، وذلك بحضور العشرات من المختصين في التمويل الإسلامي على الصعيد التركي والعالمي.
ويهدف المركز الذي تم افتتاحه في جامعة “إسطنبول صباح الدين زعيم”، إلى تأهيل كوادر خاصة، تستطيع العمل في المصارف التشاركية الملتزمة بأحكام الشريعة الإسلامية، داخل وخارج تركيا، إلى جانب تقديم دور مهم على الصعيد الأكاديمي فيما يتعلق بهذه المصارف.
ويقدم المركز خدماته(دراسة وتدريب) باللغات العربية والتركية والإنجليزية، من أجل إتاحة الفرصة لالتحاق أكبر عدد ممكن من الباحثين والمختصين في الاقتصاد والتمويل الإسلامي، على الصعيدين المحلي والعالمي، بحسب إدارة جامعة “إسطنبول صباح الدين زعيم”.
“عبد المطلب أربا”، رئيس قسم الدراسات العليا للاقتصاد الإسلامي في الجامعة أشار إلى أن “هناك محاولات من قبل الحكومة التركية لتكون إسطنبول مركزا للتمويل الإسلامي، لذلك هناك بعض المصارف التشاركية والتي تعتبر فروعا لمصارف حكومية، بالإضافة إلى المصارف الإسلامية الموجودة في تركيا منذ العام 1984”.
وأضاف أربا في تصريح للأناضول على هامش افتتاح المركز الجديد أن “كل محاولات جعل إسطنبول مركزاً للتمويل الإسلامي تحتاج إلى جهد أكاديمي لخدمة هذه الأنشطة، لتكون مساعدة للحكومة في ذات السياق”.
ولفت الى أن الجامعة التي تستضيف المركز “تريد أن تضع بصمة فيما يتعلق في النشاطات الأكاديمية”.
وشدد أن المركز “سيكون له دور مهم جدا في الجانب الأكاديمي، خاصة وأن هناك اهتمام ودعم حكومي لهذا الأمر”.
وفيما يتعلق ببرنامج الدراسات العليا للاقتصاد الإسلامي في الجامعة، أشار أربا إلى أن “التخصص موجود باللغتين العربية والتركية”.
وكشف أنه “سيتم افتتاح برنامج باللغة الإنجليزية العام المقبل، إلى جانب التوقيع على بعض اتفاقيات التبادل الثقافي مع العديد من الجامعات حول العالم”.
من جانب آخر قال طالب الاقتصاد الإسلامي بالدراسات العليا في الجامعة “أحمد العنسي”، أن “خطوة افتتاح هذا المركز تعتبر مهمة جدا، خاصة في بلد كتركيا التي تشهد نمواً وتقدماً يوماً بعد يوم”، متمنيا “التقدم في هذا المجال”.
وعملت جامعة “إسطنبول صباح الدين زعيم” بداية العام الماضي على فتح قسم خاص بالدراسات العليا في الاقتصاد الإسلامي بمدينة إسطنبول، باللغتين العربية والتركية، حيث تستقطب الآن نحو 250 طالبا في درجة الماجستير والدكتوراه، 140 منهم في قسم اللغة العربية، و110 في قسم اللغة التركية.
وكان نائب رئيس الوزراء التركي، محمد شيمشك، قال قبل أيام إن بلاده تواصل العمل لتحويل مدينة إسطنبول مركزاً مالياً عالمياً، ومركزا للتمويل التشاركي.
وتستحوذ خمسة مصارف إسلامية، على قطاع التمويل الإسلامي في تركيا، وهي “كويت ترك”، و”البركة”، و”تركيا فاينانس”، والبنكان الحكوميان “الزراعة” و”وقف”.
ويعمل في تركيا 52 مصرفاً، تتوزع بين 3 بنوك حكومية، و10 خاصة، و21 بنك أجنبي، و13 مصرفا استثماريا، و5 بنوك إسلامية.
وبحسب اتحاد البنوك الإسلامية في تركيا، شكل مجموع الأصول في المصارف الإسلامية نحو 5.10%، من نسبة جميع البنوك في البلاد خلال الشهور الثمانية الأولى من العام الجاري، مقارنة مع أقل من 4.5% العام الماضي.
وبلغت أرباح البنوك الإسلامية في تركيا، خلال الأشهر الثمانية الأولى للعام الجاري، 759 مليون ليرة تركية (246 مليون دولار أمريكي)، بحسب اتحاد البنوك الإسلامية.
المصدر: وكالة الأناضول.