أعلنت الشرطة الماليزية اغتيال الأكاديمي الفلسطيني فادي البطش، بـ “إطلاق نحو 10 رصاصات عليه أثناء توجهه إلى أحد المساجد القريبة من منزله في العاصمة كوالالمبور، لأداء صلاة الفجر”.
ونفلت وكالة الأنباء الوطنية الماليزية “برناما” عن مازلان لازيم قائد شرطة كوالالمبور قوله، “أطلق شخص أو اثنان كانا يستقلان دراجة نارية الرصاص على الأكاديمي الفلسطيني (35 عاما) أثناء سيره على ممر المشاة عند السادسة صباح اليوم بالتوقيت المحلي (الجمعة 22:00 ت.غ)”.
وقالت وسائل إعلام عبرية، إن البطش “مهندس في حماس، وخبير طائرات دون طيار”، في إشارة إلى وجود دور للموساد في حادثة الاغتيال.
وفي وقت سابق، اتهمت عائلة الأكاديمي الفلسطيني الموجودة في في قطاع غزة، الموساد الإسرائيلي بالوقوف خلف حادثة اغتيال.
ولد البطش الذي يعمل محاضرا في جامعة ماليزية خاصة، في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمالي قطاع غزة، وهو متزوج وأب لثلاثة أطفال.
حصل على درجتي البكالوريوس والماجستير في الهندسة الكهربائية من الجامعة الإسلامية في غزة أواخر عام 2009، وعقب ذلك تمكن من الحصول على قبول الدكتوراه من جامعة “مالايا” الماليزية.
بعد حصوله على درجة الدكتوراه في الهندسة الكهربائية وتحقيقه إنجازات علمية، سرعان ما حصل على منحة خزانة الحكومية (Yayasan Khazanah 2016) كأول عربي، وهي الأولى في ماليزيا من حيث جودة المنحة ومن أفضل الجوائز العالمية.
وأعد الفلسطيني فادي خلال دراسته الدكتوراه في منحة الخزانة بحثا حول رفع كفاءة شبكات نقل الطاقة الكهربائية باستخدام تكنولوجيا إلكترونيات القوى.
ونجح فعليا في ابتكار جهاز يعتمد تصميمه على تكنولوجيا إلكترونيات القوى، ومن ثم توصيله بشبكة نقل الطاقة الكهربائية وتحسين كفاءة الشبكة بنسبة تصل 18 %.
ويحقق البحث في حال تطبيق فكرته فوائد عدة، أهمها تقليل الفقد في الطاقة (Power Losses) الذي ينتج عن عملية نقل الطاقة الكهربائية من محطات توليد الطاقة الكهربائية عبر خطوط النقل إلى المستهلكين، إلى جانب تحسين كفاءة شبكة نقل الكهرباء عموما.
كما حقق البطش إنجازات أكاديمية أخرى، منها نشر 18 بحثا محكما في مجلات عالمية، والمشاركة في أبحاث علمية محكمة في مؤتمرات دولية عقدت في عدة دول، والحصول على جائزة أفضل بحث في مؤتمر (Saudi Arabia Smart Grid conference SASG – 2014) والذي عقد في السعودية.
وإثر اغتياله فجر اليوم، نشرت القناة العبرية العاشرة خبرا على موقعها الإلكتروني بعنوان “اغتيال مهندس حماس في ماليزيا”.
ونقلت القناة عن تنظيمات فلسطينية (لم تسمها)، اتهامها لجهاز المخابرات الإسرائيلي “الموساد” بالوقوف خلف عملية الاغتيال.
من جهتها، وصفت القناة العبرية الثانية البطش بأنه “مهندس كهربائي وخبير في الطائرات من دون طيار في ماليزيا”.
فيما لفتت أنه “تردد لدى الأوساط الإسرائيلية في الآونة الأخيرة، أن ماليزيا تسمح بتجنيد وتدريب ناشطي حماس على أراضيها”.
وادعت “أنه وفقا لتقارير (لم تحددها)، فإن ناشطين من قوة خاصة لحماس تدربوا في ماليزيا على الطيران بالمظلات، استعدادا لتنفيذ هجوم في إسرائيل”، على حد زعمها.
وعادة لا يعترف جهاز الموساد بعملياته التي ينفذها حول العالم، فيما تجدر الإشارة أنه لا توجد علاقات دبلوماسية بين إسرائيل وماليزيا.
وفي صباح اليوم، نعت حركة “حماس” العالم الفلسطيني فادي البطش، وقالت في بيان وصل الأناضول نسخة منه: “تنعى حركة المقاومة الإسلامية حماس، ابنا من أبنائها البررة، وفارسا من فرسانها، وعالما من علماء فلسطين الشباب، وحافظا لكتاب الله، ابن جباليا المجاهدة”.
(المصدر: وكالة الأناضول)