كشفت مصادر صحافية معنية بقضية تركستان الشرقية وما يتعرض له المسلمون الإيغور من عمليات اضطهاد، عن انتهاكات جسيمة واعتقالات تعسفية واسعة النطاق قامت بها السلطات الصينية مؤخرًا ضد مسلمي تركستان الشرقية، في ظل تعتيم إعلامي كامل تفرضه بكين على ممارستها القمعية.
ورصد موقع “تركستان تايمز” في تقرير له، عمليات اعتقال جماعية، طالت آلاف المسلمين بينهم الكثير من النساء، ووصلت إلى مطاردة الطلاب الذين يدرسون خارج البلاد واعتقال ذويهم لإجبارهم على العودة للبلاد.
وقال موقع “تركستان تايمز” إن أغلب حالات الاعتقال والمحاكمات الصورية والأحكام الجائرة تستهدف منع المسلمين من تعليم دينهم أو إقامة شعائره.
وسرد التقرير عددًا من الوقائع الشاهدة على الممارسات القمية لسلطات الاحلال الصينية في تركستان الشرقية.
ففي 16 أبريل الماضي، عقدت الصين محاكمة صورية في مدينة خوتان لما يزيد عن 500 مسلم وصدرت ضدهم أحكام بالسجن لمدد تتراوح بين 5 إلى 30 سنة.
وفي المدينة ذاتها أُدينت 59 امرأة في جلسة محاكمة مغلقة بتهمة “حضور دروس والاستماع إلى مواعظ دينية” وحُكم عليهن بالسجن، بينما اعتُقلت 27 امرأة وقدمن إلى محاكمة شكلية عاجلة وحكم عليهن بالسجن من 3 إلى 10 سنوات بتهمة التجمع وتعلم أمور الدين.
وفي قرية “توساللي” بنفس المدينة تم عقاب السيدة زينب خان بالسجن 17 عاما بتهمة إلقاء دروس دينية للسيدات فيما اعتُقل 114 شخصا آخرين لتعاونهم معها ماديًا وتهيئة منازلهم للتدريس، وتلقوا أحكامًا بالسجن لمدد متفاوتة.
كما قضت محكمة صينية بسجن مسلم يدعى حبيب الله لمدة 35 سنة وزوجته آي جمال أمين توختي لمدة 30 سنة بتهمة إنشاء “مدرسة سرية لتعليم الأطفال أمور دينهم”.
ولم يتوقف الأمر عند تعليم أمر الدين، وإنما تجاوزها للقيام بالشعائر الدينية، حيث حكم على عبد الله عبد الحميد من حي “تامباغ” بمدينة خوتان بالسجن لعشر سنوات بتهمة القيام بأداء “صلاة التراويح بشكل جماعي” في رمضان.
وأكد الموقع أنه تلقى معلومات عن آلاف حالات الاعتقال في مدينة خوتان، لافتًا إلى أنه وفقًا لمصادر محلية بالمدينة فإن عدد الأطفال الذين تم اعتقال آباءهم وأمهاتهم يتجاوز 10 آلاف طفل.
ولم يختلف الحال في مدينة أورومتشي، حيث بدأت السلطات حملة اعتقالات مكثفة في المدينة ليلة 25 أبريل2017 واعتقلت خلالها نحو 800 شخص.
وفي 24 أبريل الماضي نقلت إذاعة آسيا الحرة عن أهالي قرية “توم أوستنغ” – والتي يقطنها حوالي ١٤٠ عائلة – بمدينة ياركند قولهم إن السلطات اعتقلت 52 شخصا من القرية.
وقبل أيام اعتقلت السلطات الصينية مسلمة من الإيغور في مدينة كورلا بتهمة نشر آيات من القرآن الكريم ومقتطفات دينية على مواقع التواصل الاجتماعي، وفقًا لإذاعة آسيا الحرة.
وأشار موقع “تركستان تايمز” إلى أن السلطات الصينية لم تكتفي بقمع المسلمين في الداخل وإنما عمدت إلى مطاردة الطلاب الإيغور الذين يدرسون في الخارج لإجبارهم على العودة إلى البلاد عبر ضغوط استخباراتية صينية عليهم في الدول المتواجدين بها، أو اعتقال أولياء أمورهم في الداخل.
وأكد أن الطلاب الذين عادوا للبلاد تعرضوا للاعتقال، وكان آخرهم 7 طلاب متخرجين من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، جرى اعتقالهم لدى عودتهم نهاية أبريل المنصرم.
وشدّد المصدر على أن حالات الاعتقال والمحاكمات الجائرة التي رصدها في تقريره هي جزء يسير من حملة الاعتقالات التي تجري حاليا في تركستان الشرقية، مؤكدًا أن هناك عشرات الآلاف من المعتقلين والمختفين قسريا ممن لا يمكن إحصاء أعدادهم والتهم الموجهة إليهم، بينما يواجهون خطر القتل الممنهج في السجون، وسط صمت عالمي مخز تجاه مأساتهم.
وفي سياق متصل باضطهاد مسلمي الإيغور، كشف حساب “تركستان” على تويتر أن إدارة مستشفى مدينة خوتان أصدرت مرسوما يمنع الدخول بلباس الرأس من مناديل وقلنسوة وغيرها من الأزياء التي يرتديها المسلمون، وتوعدت بأن “عدم الالتزام ستكون عواقبه وخيمة!”.
(المصدر: موقع الأئمة)