انطلقت في مدينة إسطنبول، يوم أمس الجمعة، فعاليات المؤتمر العلمي العالمي حول البلاد العربية في العهد العثماني، بتنظيم من وقف “دراسات العلوم الإسلامية” التركية، وكلية الشريعة في جامعة إسطنبول، وتستمر فعاليته أربعة أيام.
ويتضمن المؤتمر، الذي يشارك فيه عدد من المختصين والعلماء العرب والأتراك، مجموعة من الجلسات النقاشية العلمية، التي تتناول فلسطين والقدس، وشبه الجزيرة العربية، والخليج، وبلاد الشام، ومصر، وشمال أفريقيا، وبلاد العرب في العهد العثماني اجتماعيا وثقافيا، إضافة إلى الحديث عن الأوقاف في العالم العربي خلال ذات العصر، مواضيع مختلفة أخرى.
وفي الجلسة الافتتاحية، قال صالح توغ، البروفسور في جامعة “مرمرة”، ورئيسها، إنه “جرى الإعداد للمؤتمر، منذ نحو عام، وكانت هناك جهود مكثفة لإعداده، وتم اختيار المواضيح من خلال أكاديميين”.
وأضاف “حاليا تلتفت الأنظار إلى المنطقة العربية على مستوى العالم، وهذه الجغرافية هي منطقة مركزية شهدت العديد من الأحداث العالمية، والعثمانيون حكموها، لمدة ٦٠٠ عام”.
من ناحيته، قال عدنان دميرجان، وهو دكتور في كلية “الشريعة” بجامعة “إسطنبول”، إن “إسطنبول إخوة كل العواصم العربية، والدولة العثمانية كانت حافلة بالقوميات والعرقيات والخبرات”، معربا عن رغبته بتأسيس علاقات جيدة مع الدول العربية، والإسلامية.
من جانبه، قال محمود آك، رئيس جامعة “إسطنبول”: إن “الأمة الإسلامية بحاجة للتآخي والتعاضد، ومن هنا تأتي أهمية هذا المؤتمر، والتاريخ التركي كان يهدف لرفع كلمة الله، وقد كان لهم حكم هذه المنطقة، رغم اختلاف العادات والتقاليد”.
وأضاف أن “العثمانيين وجدوا الحكم أمانة وفرضوا العدالة دون تميز، وبعد فتح سوريا ومصر والحجاز أسس الحكم بشكل أفضل، وعندما دخلت أمور خارجة عن الدين إلى المسلمين، بدأت الفروق تظهر بين مختلف المكونات، وصولا إلى البقاء تحت حكم الأمبرياليين”.
كذلك ألقى الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، محي الدين القره داغي، كلمة قال فيها، إن “التاريخ الجميل للعثمانيين حاول كثيرون تسميمه ونعته بالاحتلال، ونحتاج كثيرا لإزالة الركام الكامل من هذه الترسبات التاريخية والثقافية، التي ركز عليها المستشرقون”.
وأوضح أن “الدولة العثمانية العليا حملت راية الإسلام والدفاع عنه أكثر من ٦٠٠ عام، واعتمدت الشريعة الإسلامية دستورا لها، وكانت فتوحاتها وجهادها باسم الإسلام، وكونت قوة عظمة وحضارة مزدهرة في مختلف مجالات الحياة، ولولا قيام الدول الأوروبية التي حاربت الدولة العثمانية وطردت معظم المسلمين من هذه البلاد، لكان المسلمون فيها يشكلون نسبة كبيرة في أوروبا الشرقية”.
وأشار إلى أن العثمانيين وسعوا رقعة العالم الإسلامي بالفتوحات في أوروبا، وكان لهم منجزات منها حماية الوحدة الإسلامية، وبقاء الأمة وإيجاد وحدة طبيعية، وحماية اللغة العربية، وتحقيق الأمن والأمان والاستقرار بضعة قرون، ومنع انتشار المذاهب الباطنية”.
وشدد على أن “الدولة العثمانية، كانت الحصن الحصين للسنة، ومنعت الزحف الأوروبي للمنطقة، ومنعت اليهود من استيطان سيناء، والهجرة لفلسطين”.
وأوصى القره داغي، المؤتمر “بدراسة الوثائق العربية، وترجمتها للعربية واللغات الأخرى، والبحث عن المشتركات الجوهرية، وأن تذكر الأدوار الحضارية للعثمانيين مع غير المسلمين، والاستفادة بالمقارنة بين الدول العربية في ظل العثمانيين وما بعدهم”.
وآخر الكلمات في الجلسة الافتتاحية، كانت للدكتور المصري، محمد حرب، الذي قال إن “إسطنبول ليس للأتراك فقط بل لكل المسلمين (…) الطلبة العرب درسوا في الغرب وتعلموا التاريخ هناك من القساوسة، ما جعلهم يكرهون العثمانيين”.
المصدر: وكالة الأناضول.