استهداف متواصل للمسجد الأقصى.. و”الأزهر” يندد
لا تتوقف الجرائم الصهيونية ضد أبناء الشعب الفلسطيني يوماً بعد يوم بالتزامن مع استهداف متواصل للمسجد الأقصى امتد الأمر إلى تنكر محتلين صهاينة في زي مسلمين لتدنيس بيت المقدس، وهو ما حذر منه مرصد الأزهر الشريف لمكافحة التطرف، مؤكداً أن الجرائم وصلت إلى مرحلة خطيرة جدًا تتطلب إنقاذ الأقصى وتحرك المجتمع الدولي لمحاسبة المحتل.
جريمة نابلس
وأدان مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، في بيان، وصل “المجتمع”، سلسلة الهجمات الإرهابية التي تشنها الجماعات الصهيونية المتطرفة، على عدد من قرى مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية المحتلة.
محتلون متطرفون يهاجمون وزيراً فلسطينياً ومواطنين
ووفق تقارير إعلامية، نجا وزير الزراعة الفلسطيني رياض العطاري وعدد من موظفي الوزارة من هجوم للمحتلين الذين يزيد عددهم على 50 متطرفًا، صباح أمس الجمعة، على موكبهم وذلك بالقرب من مفترق حوارة جنوب مدينة نابلس.
كما أُصيب معظم أفراد عائلة فلسطينية برضوض وكسور في قرية “قريوت” جنوب نابلس، وفي قرية “حوارة”، حطم المستوطنون عددًا من السيارات، وأطلق أحدهم النار صوب المواطنين الفلسطينيين.
وأكد المرصد أن سلسلة الأعمال الإرهابية تلك قد وقعت على مرأى ومسمع من قوات الاحتلال الصهيوني، التي وفرت الحماية الكاملة لأفراد الجماعات المتطرفة أثناء اعتدائهم على أبناء الشعب الفلسطيني العُزّل، وقامت بقمع المواطنين الفلسطينيين الذين يحاولون صدّ اعتداءات المستوطنين الإرهابية.
وأضاف المرصد أن تلك الهجمات هي نتاج أعمال سلطات الاحتلال الصهيوني التي قامت بزرع المحتلين في أرجاء الضفة الغربية ضمن عمليات الاستيطان الواسعة التي تنفذها، والسماح لهم بحيازة أنواع الأسلحة المختلفة، مع توفير المظلة الأمنية والقضائية الشاملة؛ التي تضمن لهم عدم المحاسبة على أفعالهم الإرهابية.
وحذر مرصد الأزهر من سلسلة التصعيد المستمرة من جانب تلك الجماعات المتطرفة، مشدداً على ضرورة التدخل من المجتمع الدولي لوقف هذه الممارسات.
“بالسبحة والسجادة” المحتلون يتنكرون لتسهيل الاقتحامات للمسجد الأقصى
تدنيس مشين
وكشف مرصد الأزهر، في تقرير له، عن تنكُّر بعض أفراد حركة “عائدون إلى الهيكل” المزعوم في ملابس مشابهة للمسلمين؛ للتمكن من التجول بحرية تامة داخل ساحات الأقصى المبارك وأداء طقوسهم.
وبحسب التقرير الذي وصل مراسل “المجتمع”، فإن مقطع فيديو وثقه المرصد نقلاً عن عدد من المواقع الإخبارية العبرية أكد أن أعضاء الحركة الصهيونية نظموا برنامجًا تدريبيًا لاقتحام ساحات الحرم الشريف كـ”مستعربين”، ومنتحلين صفة المسلمين عبر حملهم للسبحة والسجادة؛ حتى يتمكن نشطاؤها من اقتحام ساحات الأقصى عبر البوابات التي يدخل المسلمون من خلالها في جميع الأوقات عندما يكون الحرم مفتوحًا للمسلمين.
ووفقًا لما ذكره أعضاء الحركة المتطرفة، فقد درسوا خلال البرنامج التدريبي الثقافة الإسلامية والعادات والصلاة واللغة العربية؛ ليتمكنوا من التنكر بشكل صحيح والتسلل داخل المجتمع الفلسطيني، كما خضعوا لتدريب عملي في التنكر بهيئة المسلمين داخل المساجد والأحياء العربية تمهيدًا لدخول المسجد الأقصى.
وحذر المرصد من مغبة مثل هذه التصرفات المشينة التي لا تحترم الأماكن المقدسة ولا تنبئ إلا بإصرار من جانب المستوطنين والحركات الصهيونية المتطرفة على استفزاز الجانب الفلسطيني وإثارة الأوضاع داخل الأقصى.
أكثر من 3 آلاف محتل اقتحموا المسجد مؤخراً.. وحفر الأنفاق متواصل
نذر خطر
وكان مرصد الأزهر لمكافحة التطرف وثق، في تقريره الشهري، حول الاقتحامات الصهيونية التي تتعرَّض لها ساحات المسجد الأقصى المبارك قيام نحو 3063 صهيونيًّا باقتحام ساحات المسجد الأقصى خلال شهر نوفمبر الماضي، تحت حراسة أمنية مشددة من قِبَل شرطة الاحتلال.
وقال المرصد، في تقريره: “شهد نوفمبر الماضي مخطط استهداف شرس تضافرت فيه جهود سلطات الاحتلال مع جماعات الهيكل “المزعوم” ومنظماته المتطرفة، في سعي خبيث لربط المسجد الأقصى المبارك بالنشء الصهيوني، واختلاق رواية باطلة حول أحقية الصهاينة ببناء هيكلهم “المزعوم” على أنقاض الأقصى، وفرض تدريسها داخل مدارس وزارة التعليم التابعة للكيان الصهيوني”.
وأوصت لجنة التعليم بالكنيست الصهيوني، في 18 نوفمبر الماضي، بإدراج المسجد الأقصى المبارك كموقع إلزامي على جدول الجولات الإجبارية في المدارس التابعة لوزارة التعليم في حكومة الاحتلال، وشملت التوصية كذلك دمج مادة دراسية إجبارية عن الأقصى المبارك في دروس التاريخ بالمدارس، بعدما كان يُدرّس في مواد اختيارية.
وبحسب التقرير، عقد وزير الشؤون الدينية داخل حكومة الاحتلال ماتان كاهان لقاءً موسعًا مع منظمات الهيكل، حيث طالبته فيه منظمة “بيادينو” المتطرفة بفتح الأقصى في جميع أيام رمضان أمام اقتحامات الصهيونية، ما يسمح لهم بتنفيذ اقتحامات ضخمة في عيد الفصح الصهيوني، الذي سيكون في الأسبوع الثالث من شهر رمضان المُعظم.
واقترحت المنظمة، وفق تقرير المرصد، تخصيص المزيد من أبواب الأقصى لاقتحامات المستوطنين، وتعديل ما يُسمى “قانون الأماكن المُقدسة الصهيوني”، ليشمل الأقصى المبارك باعتباره معلمًا دينيًا يهوديًا إلى جانب حائط البراق.
واستنكر المرصد التجرؤ الصهيوني على أولى القبلتين عبر مطالبة منظمة “نساء من أجل الهيكل” بإغلاق الأقصى أمام المسلمين في الأعياد الصهيونية، وفتح الأقصى يوم السبت أمام المستوطنين، وزيادة ساعات الاقتحام، وتغيير اسم باب المغاربة وتسميته “بوابة هليل”.
وأوضح المرصد أن أبرز الاقتحامات الصهيونية مع بداية ما يُطلق عليه “عيد حانوكاه”، الذي بدأ من مساء 28 نوفمبر الماضي واستمر حتى 6 ديسمبر الجاري، حيث شهد اقتحام أعداد كبيرة من المستوطنين، ورفع بعضهم لافتات كُتب عليها “جئنا لنطرد الظلام”.
واستنكر قيام رئيس وزراء الاحتلال المتطرف نفتالي بينت بإضاءة شمعة “الحانوكاه” داخل أنفاق الحائط الغربي للأقصى، وإضاءة وزير الدفاع شمعة أخرى في ساحة البراق بحضور الحاخام الأكبر للكيان الصهيوني ديفيد لاو، وعدد من المسؤولين الصهاينة وإضاءة وزير الأديان شمعة أخرى عند مدخل الأقصى المبارك.
وأشار المرصد إلى أن سلطات الاحتلال لم تتوقف عن حفر الأنفاق، وهو ما يشكل تهديدًا حقيقياً على الأقصى المبارك، وظهرت بعض من نتائجها في نوفمبر الماضي، عندما وقع انهيار جزئي في منطقة باب الحديد في الواجهة الغربية للمسجد الأقصى المبارك.
وأكد مرصد الأزهر أن الهجمة المستعرة التي تشنها سلطات الاحتلال بالاشتراك مع الجماعات والمنظمات الصهيونية المتطرفة، على المسجد الأقصى المبارك، وصلت إلى مرحلة خطيرة جدًا، تتطلب التحذير من تداعياتها على الأوضاع داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتستوجب التدخل الفوري لوضع حدٍّ لها وإنقاذ الأقصى من براثن الاحتلال.
المصدر: مجلة المجتمع