مقالاتمقالات المنتدى

استقبال رمضان هذا العام

استقبال رمضان هذا العام

بقلم  د. سلمان السعودي ( خاص بالمنتدى)

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
يعيش العالم العربي والإسلامي هذه الأيام حياة صعبة وكارثية، يعيشون حالة ضعف وحروب وقتل ودمار، وهذا يتطلب من المسلمين الهروب إلى الله تعالى.
عن حذيفةَ بن اليمان قالَ: ” كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إذا حزبَهُ أمرٌ فزعَ إلى الصَّلاة ”
فيجب على المسلمين ونحن نعيش هذه الكوارث الإنسانية، وخاصة حرب الإبادة في غزة العزة، والضفة الأبية، العزم في إخلاص النية للتوجه إلى الله تعالى، ونبرأ من حولنا وقوتنا إلى حول وقوة الله تعالى، ندعوه برجاء المتذلل أن يثلج صدورنا بالغلبة على عدونا، والتمكين في تحرير المسجد الأقصى، وتفريج كرب المسلمين.
شهر رمضان ضيف أرسله الله تعالى محمل بكل الخيرات والكرامات، فيجب استقباله على الوجه الذي يحب الله ورسوله، وهذا الضيف لن يأتي ليجلس في بيوتنا أو في المقاهي والنوادي، بل مجلسه الحقيقي قلوب العباد، فعليه لا بد للعباد من طهارة القلوب وتنظيفها من كل ما يشوبها من فساد وغل وحقد وحسد ومشاحنات، كي تليق باستقبال هذا الضيف الكريم.
فيجب على العبد أن يجعل من شهر رمضان فرصة ليكون في خلوة مع الله تعالى يصطحب فيها أهل بيته ليكونوا في جهاد متواصل ضد شهوات النفس، ومقاومة عنيدة لنزوات الحس، وانقطاع متبتل إلى الله بالعبادة والطاعة، ومذاكرة واعية لدروس العلم ومدارسة القرآن الكريم، وقيام مخلص بالليل حتى ينطلقوا بهذا الخير إلى باقي الشهور تحرسهم عناية الله، رصيدهم منه قوة الإيمان، معتمدون على الحي القيوم.
وبما أن الإنسان مكون من ثلاثة عناصر، النفس، والروح، وبينهما الجسد، والنفس والروح في صراع دائم للسيطرة على الجسد الذي يمثل المملكة، وفي هذا الصراع ينتاب الإنسان الضعف، وكثيرا ما تتغلب عليه الأهواء فقضت حكمت الله تعالى أن يجعل مواسم الخير ليمد بها الروح بقوة لتتغلب على النفس وتجعل هذه المملكة في طاعة الله تعالى، وشهر رمضان المبارك من أعظم هذه المواسم.
كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر الناس بقدومه كما جاء في الحديث عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أخر يوم من شعبان فقال: ” أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر؛ جعل الله صيامه فريضة وقيام ليله تطوعا؛ من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فريضة فيه كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة وشهر المواساة وشهر يزاد فيه في رزق المؤمن “.
وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي يرويه أبو هريرة في الصحيحين ” من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ”
وإن من أوجب الدعوات في هذه الكارثة التي يعيشها أهل فلسطين، توجه العباد أن يمكن الله لهم بالنصر وتثبيت المجاهدين والمرابطين وتحرير المسجد الأقصى
أتى رمضان مزرعة العباد
لتطهير القلوب من الفساد
فأدِ حقــوقه قـولا وفـعلا
وزادك فاتخذه إلى المـعاد
فمن زرع الحبوب وما سقاها
تأوه نادمـا يـوم الحصــاد
والحمد لله رب العالمين

إقرأ أيضا:(هل صحيح أنّ الأمريكان أمر كان)؟!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى