بقلم محمد أحمد عبدالهادي رمضان
ركز التنصير على محتاجي إفريقيا وفقرائها واستغلال حاجتهم إلى الخدمات التعليمية والصحية والغذائية والكساء، وذلك بتقديم التعليم وفتح المدارس، وفتح المستشفيات وتقديم الدواء والعلاج، إضافة للإغاثة والغذاء وحفر آبار المياه، وقد ساعدهم النفوذ الاستعماري في حكمهم لإفريقيا وتوظيف الأفارقة النصارى في الوظائف العليا، وتقديم الدول الأوروبية لإعانات كبيرة للمنصرين بواسطة المنظمات الكنسية الأوروبية وتوجيه المساعدات إلى مناطق تمركز النصارى، وقد حلت المنظمات الكنسية مكان الدول المستعمرة لإفريقيا بعد انسحاب تلك الدول، ثم أنشأت الدول المستعمرة ما عرف بدول الكومنولث للمستعمرات البريطانية، ودول الفرانكفونية للدول المستعمرة بواسطة الفرنسيين وبخاصة دول غرب إفريقيا.
كما يعمل الغرب والكنيسة على تحقيق أهدافهم التنصيرية في إفريقيا عن طريق الضغط السياسي والاقتصادي على الدول الإفريقية، وتستغل الولايات المتحدة ما تقدمه من معونات للضغط على الدول التي ترفض الإذعان لأمريكا، فقد أوقفت معونتها للسودان أيام حكم النميري والإنقاذ لتطبيقهم للشريعة الإسلامية.
وتعمل الدول الأوروبية المستعمرة لترسيخ أقدام النصرانية ومدها بالمعونات المادية التي تساعدها في نشر أفكارها وتقديم الخدمات للفقراء وتنصيرهم من ناحية، وربط أفكار الأوروبيين بمفهوم الحضارة والتقدم والحرية والمساواة وحقوق الإنسان من ناحية أخرى، إن أكثر المنظمات الكنيسة لها أجندة سياسية مرتبطة مع الدول الاستعمارية.
تتولى المنظمات الكنسية بعض المشاريع الإنسانية العلاجية والتعليمية والإغاثية، مثل: “الراهبات”، و”أطباء بلا حدود”، و”مدارس كمبوني”، و”سنت جيمس”، ويتم ربط هذه المؤسسات الخدمية بالأنشطة الاجتماعية كجمعية “القديس منصور”، و”القديسة ماريا تريزا”، بالدمازين بالسودان، وربط هذه الكنائس باسم القبائل لضمان استمراريتها.
وتقوم الكنيسة بإنشاء مراكز دراسات لمراقبة المنظمات الإسلامية ونشاطاتها، وتضع الكنائس استراتيجيات للعمل وسط الهيئات النسوية، كجمعية أمهات السودان، وجمعية ربات البيوت في كادقلي بغرب السودان التي تقوم بتزويد النساء بماكينات الخياطة ووسائل تربية الدواجن والماعز، وتقديم دورات في التدبير المنزلي، وتدريب الفتيات على التمريض، وتكليفهن بتوزيع المطبوعات النصرانية، كما تقوم الكنيسة بطباعة الإنجيل بأشهر لغات القبائل الإفريقية، وقد وصلت طباعة الإنجيل باللغة السواحلية للطبعة الستين.
وبالله التوفيق.
المصدر: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.