استئصال المسلمين في الهند !
بقلم زهير سالم
أكبر أقلية حول العالم 250 مليون مسلم يستأصلون..
من قبل ما يسمى أكبر ديمقراطية في العالم ..!!
دعوة إلى التناصر…
عندما أعلن عن تأسيس دولة باكستان، 1947، لم يأت انفصال جناحي شبه القارة الهندية عن الوطن الأم من فراغ. كان كثير من المسلمين يرفضون هذا التقسيم، ويتخوفون من نتائجه، وإنما جاء هذا نتيجة للمجازر الدامية التي كان يرتكبها المتطرفون ” الهندوس” بحق جموع المسلمين، وبرعاية المستعمر ” الإنكليزي” الذي كان يرى في المسلمين خطرا حقيقيا يهدد مشروعه في السيطرة على تلك البلاد ..
وبعد الانفصال، استمرت أعمال العنف تطال وجود المسلمين على شكل موجات وطفرات، فتنال من حياتهم ومن مساجدهم ومن ثقافتهم وأنشطتهم. ولعل مسلمي الهند مطالبون دائما بتوثيق ما تعرضوا وما يزالون يتعرضون إليه من نكال يوما بعد يوم ..
ومع إطلالة القرن الحادي والعشرين – القرن الذي سماه الغرب قرن الحرب على الإسلام – دخلت الحياة العامة الهندية في نفق أشد ظلمة. على أيدي الأحزاب الهندية المتطرفة، وفي مقدمتها حزب “باريتا جاناتا” الذي يجعل من عنوان الحرب على الإسلام والمسلمين برنامجا انتخابيا يخوض تحت عنوانه صراعاته السياسية!! والذي يعتبر ممارسة سياسات الاضطهاد بكل أشكالها وفاء لناخبيه، ومدخلا للفوز في الانتخابات.
وما زالت الحرب المتطرفة المنظمة التي يتعرض لها المسلمون، وبغض نظر دولي، تتصاعد منذ مطلع الألفية حتى اليوم، ولعلها تصاعدت أكثر بوصول حزب” جانيتا “الحاكم إلى السلطة منذ 2014 ..
لا نستطيع في مقال أن نسرد وقائع الانتهاكات التي ما يزال يتعرض لها المسلمون في الهند، وفي العقد الأخير خاصة، وإذا تفحصنا طبيعة هذه الانتهاكات نجدها قريبة جدا مما يتعرض له المسلمون في “الإيغور” “تركستان الشرقية” وأراكان، وفي إيران – الحرب على المسلمين السنة- وفي العراق وفي الشام واليمن وفي كل مكان …مما يؤكد أن ” مهندس هذه الحرب الأعظم” واحد فاعتبروا يا أولي الأبصار..
إن الأهداف العامة لهذه الحرب على كل الجبهات:
أولا- كسر شوكة المجتمعات المسلمة، بعد أن نجح العدو في كسر شوكة الحكومات، وفرض أجندته عليها.
ثانيا – إذلال المسلمين وإشعارهم بالدونية والمهانة، لاستتباعهم راضين أو راضخين..
ثالثا – محو الإسلام كدين ظاهر – على الدين كله – عن وجه هذه الأرض. أو إفراغه من قيمه ومعانيه، ومحو هوية المسلمين بشكل عام، ومغالبتها في كل مكان بهويات زائفة لا مرتسم لها حقيقا في فلاح أو نجاح.
رابعا – إضعاف المسلمين، وتجريدهم من كافة أوراق القوة التي في أيديهم، ليقطعوا عليهم الطريق إلى أي ” مشروع حضاري” حقيقي يخرجهم من حضيض التخلف الذي هم فيه…
ويمكن لأي متابع أن يشتق من هذه الأهداف، أو يزيد عليها، ولكننا اليوم ونحن نتابع شأن إخوة لنا في الهند؛ جدير بنا أن نعتبر أن ما يجري عليهم هو النسخة الهندية لما يجري علينا.
مخطط لا إنساني ولا أخلاقي رهيب ورعيب ينفذ على المسلمين في كل مكان، وكما يصمت أعداء المدنيّة على ما يجري على المسلمين في الشام والعراق واليمن وليبية ومصر يصمتون عما يجري في الهند وتركستان “الإيغور” وأراكان والهند!!وإليكم بعض السرديات المكرورات في كل مكان، ولا عليك أن تقول بشار الأسد أو مودي أو حزب البعث أو حزب جانيتا..
- قتل بالجملة في مواقع مشهودة تغص بها يوميا صحف الأخبار ..
- استباحة للأعراض وللأموال وللمساجد وللمدارس وللمستشفيات
- التهجير والتشريد تحت شتى العناوين..
- التجريد من الجنسية في ذرائع البحث عن الأنساب والأصول
- التضييق المدني والثقافي والاقتصادي على المسلمين وأصحاب الالتزام الثقافي والسلوكي منهم بشكل خاص. ومحاربتهم ، والترصد بهم.
- وفي عصر الحزب “المتطرف” ” جاناتا ” أصدرت الحكومة الهندية قرارا بمنح ملايين اللاجئين من دول أخرى الجنسية الهندية، واستثنت ،صراحة وقاحة، المسلمين.. في واقعة هي أقرب إلى ” تقنين الجريمة” كما في القانون الأسدي 49 / 1980 ، الذي يحكم بالإعدام على كل منتسب لجماعة الإخوان المسلمين.
- ومما سجل المتابعون لحرب المتطرفين الهندوس في حزب جانيتا على المسلمين، قيام هذه المجموعات ، مدعومة من الحزب الحاكم، بإكراه مجاميع من المسلمين على الارتداد عن الإسلام ..ويحدثونك عن “حرية الاعتقاد”
- ومما سجلوا قيام جهات متطرفة تابعة للحزب الحاكم أيضا بفتح صفحة إعلانات على النت كمزاد لبيع أو .. ، لنساء مسلمات عفيفات، استنسخت ملفاتهم من الملفات الإدارية، وفوجئن وأسرهن بالأسماء والصور ، وصفحة التعريف معروضة في ” مزاد ” لمن يشتهي أو يريد
- رئيس الحكومة الهندية “رناريندار مودي” الذي يشبهه بعض العقلاء الهنود بهتلر، يصرح علانية: أن الوفاء بالتزامات حزبه تجاه جمهوره الناخب يقتضي منهم استمرار حملة الكراهية ضد المسلمين!!
- أحد كبار المسئولين في حزب ” جاناتا ” والموسوم بالدكتور سوامي، تأمل ” وصف دكتور” يقول في تعليق له مصور حيث وجد المسلمون وجد الخطر. ولا يجوز أن نسمح أن تتجاوز نسبة المسلمين في المجتمع الهندي 30% . وحين تسأله الصحفية المحاورِة عن الفصل الأربعين من الدستور الهندي الذي يدعو إلى المساواة بين المواطنين يجيب ” أنتم تسيئون تفسير هذه المادة إنما تكون المساواة بين المتساوين ، والمسلمون ليسوا من المتساوين..”
لن نستطيع أن نستفيض في عرض المزيد من صور هذه الانتهاكات، ذات الطبيعة اليومية وعلى كل المستويات في الحياة الهندية، ولكنني أستذكر وأنا أكتب نداء أبي البقاء الرندي موجها إلى كل المسلمين :
أعندكم نبأ من أرض أندلس ..فقد سرى بحديث القوم ركبان
دخل الإسلام الهند منذ القرن الهجري الأول ..!!
وما زال المسلمون عامل وعي وجد وعمل وازدهار، والحلقة الأكثر في مجتمع ما زال فيه من يعبد الفئران، ومن يغسل وجهه ببول الأبقار ..وقلنا لهم هذا حقكم الذي تختارون ولكم دينكم ولنا دين، حديث سبقت شريعتنا إليه منذ خمسة عشر قرنا …
ولكننا نعتقد أن على المسلمين في الهند أن يحسنوا تنظيم صفوفهم، وأن يحسنوا التواصل مع أبناء أمتهم ، نحب أن نعرف ماذا يجري في الهند ؟؟ لا أن نظل نتسول الأخبار. نحن في الشام لكل مسلمي العالم فئة، وهم لنا كذلك، وإن لم نفعله يكن فتنة في الأرض وفساد كبير. قضيتنا المركزية كلنا، عقر دارنا، ثم علينا حق لكل قضايا المسلمين نؤديه.
في ستينات القرن الماضي، وقف داعية هندي في محراب المدرسة الخسروية في حلب بعد صلاة الجمعة فينا خطيبا فقال : أيها المسلمون ..أيها العرب ؛ إن الحديقة التي غرس أشجارها أجدادكم في بلادنا تحترق ..!!
ويقال إن أول مسجد في الهند بناه التابعي “مالك بن دينار”.
نتذكر الشيخ أبو الحسن الندوي رحمه الله تعالى ، ونتذكر ” ندوة العلماء” ومجلة البعث الإسلامي التي كانت تصلنا إلى الشام في الستينات، وننشد : واستب بعدك يا كليب المجلس.
وقرأت كتاب أبي الحسن ” المسلمون في الهند ” منذ الستينات، هند الندوي وهند إقبال وهند حياة الصحابة وهند الكثير من الفقهاء العظام ..
وحين ندعو إلى التناصر ونحن في عصر الكلمة وسقف العالم المفتوح، أدعونا جميعا إلى المتابعة والملاحظة والتناصر … - بمناشدة ومطالبة الحكومات كل الحكومات ببعض الحق التي استرعاها الله..
- بتوجيه المذكرات وكتابة البيانات، وإقامة الحجة على المتشاغلين والأدعياء
- بتوعية وتذكير الشعوب بواجبها نحو الرأي العام بالاستمرار في الكتابة، والتنديد بالقبيح والدعوة إلى الجميل ..
- ونريد أن تكون الهند في الحقيقة ديمقراطية المليار في العام التي لا تستأصل ولا تقصي ولا تستثني ولا تتجاوز ..وليس ديمقراطية الحزب أو الطبقة أو الفئة ..
- وسمى العرب الجميلة من بناتهم ” هندا ” والقوي من سيوفهم “مهندا “
- وهي دعوة لرفض الظلم وفضح الظالمين. وإذا كتبتَ في كل يوم عشر كلمات في نصرة قضيتك فاجعل لإخوانك حول العالم من نصرتك كلمة ..وعلم أن الذي قال ..
الصين لنا والعُرب لنا والهند لنا والكل لنا
أضحى الإسلام لنا دينا وجميع الكون لنا وطنا
كان من الهند ..
المصدر: رسالة بوست