اختتام مؤتمر اللغة العربية في أفريقيا بتوصيات استراتيجية لتعزيز حضورها في القارة
اختتم المؤتمر العلمي الدولي الأول للمجلس الأعلى للغة العربية في أفريقيا أعماله بالعاصمة التشادية أنجمينا، والذي انعقد خلال الفترة من 18 إلى 20 ديسمبر الجاري، تحت شعار: “تحديات اللغة العربية في أفريقيا وآفاق التواصل الحضاري”.
وقد شارك في المؤتمر باحثون ومختصون من 25 دولة إفريقية وعربية، حيث ناقشوا سبل تعزيز مكانة اللغة العربية في القارة، وأصدروا توصيات جوهرية تهدف إلى النهوض بها في مختلف المجالات.
توصيات لتعزيز اللغة العربية في القارة
أكد المشاركون في المؤتمر أهمية إنشاء قاعدة بيانات للمختصين والمهتمين باللغة العربية في أفريقيا، معتبرينها خطوة أساسية لتطوير التعاون والتواصل بين الخبراء والمؤسسات.
كما دعوا إلى بناء مقر دائم للمجلس الأعلى للغة العربية في أفريقيا، ليكون مركزًا للإشعاع العلمي والثقافي في القارة، ومزودًا بالوسائل اللازمة لدعم الأنشطة الحضارية.
وفي السياق ذاته، أوصى المؤتمر بتأليف مناهج تعليمية عربية وطنية تراعي التنوع الثقافي الإفريقي، من خلال إنشاء معهد متخصص لتطوير المناهج، يتم إشرافه من قبل خبراء في المجال التربوي.
كما تم اقتراح تأسيس مجلة علمية محكمة تُعنى بنشر أبحاث اللغة العربية في أفريقيا، إلى جانب إنشاء جامعة متخصصة تُشرف عليها الأمانة العامة للمجلس الأعلى.
خطوات عملية لدعم اللغة
وأجمع المشاركون على ضرورة تعزيز الشراكات بين المجلس الأعلى للغة العربية والمؤسسات العلمية والبحثية، مع فتح فروع جديدة للمجلس في مختلف الدول الإفريقية، واستكمال تمثيل الدول غير الأعضاء.
كما تم التأكيد على أهمية تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية للمعلمين والباحثين، بهدف تحسين مهاراتهم في تدريس اللغة العربية والعلوم ذات الصلة.
وتضمنت التوصيات دعوة المجلس لعقد اتفاقيات مع الحكومات الإفريقية لاستخدام اللغة العربية في جميع المجالات جنبًا إلى جنب مع اللغات الأخرى، وإنشاء صندوق لدعم المشاريع المتعلقة بتعليم اللغة العربية، وتطوير منصات إلكترونية لتقديم موارد تعليمية ميسرة.
فعاليات مميزة ودعم دولي
رافق المؤتمر ثلاث دورات تدريبية مميزة، أبرزها دورة حول حماية وفهرسة المخطوطات، أشرف عليها خبراء من معهد المخطوطات العربية بالقاهرة.
كما عُقدت دورات أخرى في القيادة الأكاديمية والتعليم الجامعي لأعضاء هيئة التدريس.
وشهد المؤتمر دعمًا رسميًا من رئيس جمهورية تشاد، إلى جانب مشاركة مؤسسات دولية وإقليمية بارزة، منها منظمة التعاون الإسلامي، والاتحاد العام لمؤسسات دعم اللغة العربية في تشاد.
كما حظي بدعم مباشر من سفارة المملكة العربية السعودية في أنجمينا، والندوة العالمية للشباب الإسلامي، والمعهد الإفريقي العربي في مالي.
نحو استدامة الجهود
في ختام المؤتمر، أوصى المشاركون بجعل الحدث تقليدًا سنويًا يُعقد بالتزامن مع اليوم العالمي للغة العربية، مع التنقل بين الدول الإفريقية لتعزيز التعاون.
وشددوا على أهمية الاستفادة من البحوث العلمية المقدمة في المؤتمر، واستخدامها كخارطة طريق لتنظيم عمل المجلس، بما يخدم تحقيق أهدافه الاستراتيجية الرامية إلى تعزيز مكانة اللغة العربية في القارة.
الحصيلة العلمية
شارك في المؤتمر باحثون قدموا 107 ورقة علمية، نوقشت في 21 جلسة على مدار ثلاثة أيام، سواءً بالحضور المباشر أو عن بُعد.
وتناولت هذه الأوراق موضوعات متعلقة بتحديات اللغة العربية وآفاقها الحضارية، قدمها خبراء من دول عديدة، من بينها: (إثيوبيا، الأردن، أوغندا، بنين، تشاد، تنزانيا، الجزائر، جنوب إفريقيا، جيبوتي، سلطنة عمان، السنغال، السودان، سيراليون، الصومال، غانا، غينيا كوناكري، الكاميرون، كينيا، مالي، مصر، المملكة العربية السعودية، المغرب، موريتانيا، النيجر، نيجيريا).
ويأتي هذا المؤتمر في إطار الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية، ويؤكد التزام المجلس الأعلى للغة العربية بتعزيز اللغة العربية في أفريقيا، وجعلها أداة للتواصل الحضاري وتعزيز الهوية الثقافية في القارة السمراء.
المصدر: موقع الإصلاح