اتساع وتيرة التطبيع العربي مع إسرائيل
إعداد يوسف إبراهيم
شهد شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري، تسارعا في وتيرة التطبيع مع إسرائيل تمثل في مؤتمرات ولقاءات ودعوات متبادلة بالزيارة بين الدول المطبعة.
كما كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، يوم الأحد الماضي، أن واشنطن واسرائيل تسعيان إلى إدخال دول عربية وإسلامية، بينها جزر القمر، إلى حقل التطبيع.
وتلقى رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، الثلاثاء الماضي، دعوة من ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، لزيارة الإمارات.
وبحسب أوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي للإعلام العربي، عبر “تويتر” فإن بينيت تلقى دعوة الزيارة من السفير الإماراتي لدى إسرائيل محمد آل خاجة نيابة عن ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد خلال لقاء بينيت مع السفيرين الإماراتي والبحريني في مكتبه بالقدس.
وفي 13 أكتوبر/ تشرين الأول، سبقت إسرائيل الإمارات في إطار الدعوات المتبادلة بالزيارة، حيث كشف وزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد، عن أن نظيره الإسرائيلي، يائير لابيد، دعاه إلى زيارة تل أبيب، وأنه يعتزم تلبية الدعوة قريبا.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي بواشنطن جمع الوزيرين ونظيرهما الأمريكي، أنطوني بلينكن، وهو اللقاء الأول من نوعه منذ أن وقعت الإمارات وإسرائيل، في سبتمبر/ أيلول 2020، اتفاقا لتطبيع العلاقات بينهما، برعاية أمريكية.
**منتدى رباعي للتعاون الاقتصادي
وفي خطوة متوقعة ضمن التقارب الكبير بين إسرائيل والإمارات في كافة المجالات منذ الإعلان عن اتفاقيات التطبيع بينهما، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، الثلاثاء الماضي، إنه اتفق مع وزراء خارجية الولايات المتحدة، والإمارات والهند، على إنشاء “منتدى دولي رباعي للتعاون الاقتصادي”.
هذا الإعلان عن التوافق بإنشاء المنتدى التعاوني في الاقتصاد، جاء عبر تغريدتين متتاليتين، نشرهما وزير الخارجية الإسرائيلي على حسابه في تويتر، حيث قال: “أجرينا (مساء الإثنين) محادثة (عبر برنامج) زووم، مع وزراء خارجية الولايات المتحدة، والإمارات والهند، وقررنا إنشاء منتدى دولي رباعي للتعاون الاقتصادي”.
ولم تصدر الإمارات أي تعليق رسمي حتى الآن، عن التوصل إلى هذا الاتفاق.
وتوصلت الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، إلى اتفاقيات تطبيع مع إسرائيل، العام الماضي، عرفت باسم اتفاقيات إبراهيم.
**دولة عربية جديدة في طريقها للتطبيع
وكشف موقع يديعوت أحرنوت، الأحد الماضي، أن إسرائيل تجري محادثات متقدمة مع جزر القمر، بهدف التوقيع على اتفاق تطبيع بين البلدين.
وفي حال تم الإعلان عن التوصل إلى اتفاق تطبيع رسمي بينهما، فإن جزر القمر ستكون الدولة العربية الخامسة التي تطبع مع إسرائيل بعد مرور عام على التطبيع مع الإمارات والبحرين والسودان والمغرب.
وجزر القمر، دولة عربية مسلمة ذات أغلبية سنية، تتكون من أرخبيل من ثلاث جزر، تطل على الساحل الشرقي لقارة أفريقيا.
ويتوقع أن جزر القمر هي الدولة العربية الجديدة التي أشار إليها وزير الخارجية الإسرائيلي دون الكشف عن هويتها، في تصريح له خلال مشاركته في اجتماع عام للجمعية العامة للاتحادات اليهودية في أمريكا الشمالية وفق ما نقلت هيئة البث الإسرائيلية في السادس من الشهر الجاري.
ولم يصدر تأكيد من جزر القمر، تجاه ما ذكرته الصحيفة الإسرائيلية.
وقال لابيد في التصريح ذاته إن الدول التي تقف وراء إدخال دولة عربية جديدة إلى اتفاقيات التطبيع هي الولايات المتحدة والبحرين والمغرب والإمارات.
وكان وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي قد قال الأربعاء الماضي، إن الإدارة الأمريكية “تسعى إلى جر دول عربية أخرى إلى التطبيع مع إسرائيل استجابة لابتزاز من تل أبيب بقضية قنصلية واشنطن في القدس”.
وأضاف المالكي، لإذاعة “صوت فلسطين” الرسمية، أن “وزارة الخارجية الأمريكية تحاول إقناع دول أخرى، عربية أو إسلامية، بالتطبيع مع إسرائيل، كثمن تدفعه الإدارة الأمريكية لإسكات الصوت الناقد داخل الحكومة الإسرائيلية لإعادة فتح القنصلية”.
وكانت واشنطن قد أعلنت أنها تعتزم إعادة فتح قنصليتها في القدس الشرقية، الخاصة بالتواصل مع الفلسطينيين، والتي أغلقتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، لكنها لم تحدد موعدا لذلك.
كما كشف موقع واللا العبري، الأربعاء، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بحثت مع السعودية إمكانية تطبيع العلاقات مع إسرائيل والانضمام إلى “اتفاقات إبراهيم”.
وبحسب الموقع ذاته، فأن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لم يرفض صراحة إمكانية التطبيع مع إسرائيل، خلال حديثه مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان في 27 سبتمبر / أيلول أثناء زيارة الأخير للمملكة.
إلا أن بن سليمان أكد لسوليفان أن مثل هذه الخطوة ستستغرق وقتا، بحسب الموقع العبري.
**التطبيع يصل “الفضاء”
لم تقف حدود رقعة التطبيع بين إسرائيل والإمارات على المعمورة فحسب وإنما تعدتها لتصل إلى “الفضاء” فقد وقعت إسرائيل والإمارات، الأربعاء، اتفاقا في مجال الفضاء، يشمل إطلاقا مشتركا للمهمة الفضائية الإسرائيلية الثانية إلى القمر “التكوين 2″، بحسب يديعوت أحرنوت.
وقالت الصحيفة إن وزيرة الابتكار والعلوم والتكنولوجيا الإسرائيلية “أوريت فاركاش هكوهين”، سافرت، الثلاثاء، إلى إمارة دبي بالإمارات، في زيارة هي الأولى من نوعها، تلتقي خلالها وزيرة التكنولوجيا المتقدمة الإماراتية سارة الأميري.
**ماليزيا تناهض التطبيع
وفي المقابل، نفى سيف الدين عبد الله ، وزير الخارجية الماليزي، بشدة، في بيان الأربعاء، صحة تصريح لوزير إسرائيلي زعم فيه أن ماليزيا قد تنضم إلى اتفاقيات “إبراهام” وتطبيع العلاقات مع إسرائيل، مؤكدا التزام بلاده بدعم نضال الشعب الفلسطيني.
جاء هذا البيان ردا على ما قاله وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي، عيساوي فريج، الإثنين “إن سلطنة عمان وتونس وقطر وماليزيا قد تنضم إلى اتفاقات التطبيع”.
المصدر: وكالة الأناضول