ابن عثيمين… وآثام علماء الأمة وفقهاء السلاطين!
بقلم د. محمد العوضي
للشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – تقرير هادئ متوازن موضوعي في تقسيم علماء الشريعة من جهة مواقفهم المتصلة بالناس، يقول رحمة الله عليه:
(العلماء ثلاثة أقسام: عالم دولة وعالم أمة وعالم ملة، عالم الدولة الذي ينظر ما تريد الدولة فيُفتي به على طول، ينظر ما يقول الرئيس أو الوزير أو ما أشبه ذلك، وعلى طول ما أحله الرئيس فهو حلال وما حرمه فهو حرام، هذا عالم دولة.
عالم أمّة الذي يتبع ما ترتاح له العامة وإن كان خلاف الحق عنده، هذا عالم لكن يتبع الأمة وهذا كالأول آثم وعلمه وبالٌ عليه.
الثالث عالم ملة، لا يبالي بالدولة ولا بالعامة يفتي بما دل عليه الكتاب والسنة سخط الناس أم رضوا، هذا هو العالم حقيقة وهذا هو العالم الرباني، والواجب على كل عالم في شريعة الله أن يكون عالم ملة…).
ثم وجّه الشيخ ابن عثيمين كلمة لطلبة العلم حثهم فيها أن يسيروا على خطى علماء الملة.
نشرت نص فتوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في تقسيم العلماء، لأنني ذكرت ذلك موجزاً في تغريدة فطلب مني البعض مصدر الفتوى ونصها، وقد نقلتها من صوته الموجود باليوتيوب تحت عنوان (أقسام العلماء).
وما نقلتها إلا لموضوعية رأيه، ولا أعتقد أن أحداً يختلف معه في حكمه على كل قسم منهم.
بل وهذا ما يحتاج معرفته الناس عامةً والدارسون للعلوم الشرعية خاصةً، في زمن شراء العلماء والتلاعب بالفقهاء!
ومع علمي اليقيني أن للثبات على الحق ثمناً باهظاً يضطر إلى دفعه علماء الملة، قد يصل إلى المنع والسجن بل وحتى القتل في زماننا هذا، ومع قلقنا المتزايد مما نراه من تساقط بعض الرموز الدعوية ونكوصهم عند الابتلاء والتعرض إلى الفتنة، فإننا نتفاءل في المقابل بثبات آخرين جعل الله تعالى لهم القبول في نفوس المسلمين وإن كان مأواهم السجن ومستقرهم المنفى.
«ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة» وهذه السلعة الغالية تحتاج أن يشتريها من يعرف قيمتها، خصوصاً من أهل العلم والفقه من علماء الملة الذين باعوا أنفسهم في سبيل الله، ولم يتمكن أحد من شراء ذممهم، ليتلاعبوا بالأدلة الشرعية إرضاءً لفلان أو علان كائنا من كان.
اليوم ونحن في زمن الفتنة فإني أرجو الله ألا نُبتلى، وإذا ابتُلينا أن يثبتنا على الحق، حتى نلقاه سبحانه غير مبدلين ولا محرفين وأن يسترنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض.
والله المستعان على ما يصف الظالمون ويتآمر المتآمرون ويخادع المنافقون.
(المصدر: صحيفة الراي الالكترونية)