إياكم أن تصلوا عليه.. د. حسن حنفي كان معجبًا بالشيطان وإبليس!!
أثار الدكتور حسن حنفي لغطًا وجدلا واسعين حيًا وميّتً، كونه دخل في قضايا شائكة، دفعته لتحكيم العقل على النقل، بل وتطاول على ذات الله، وبعد موته نعاه محسوبون على الإسلام، إلا أن آخرين انتقدوه انتقادًا واسعًا.. كما ستتابعون في السطور التاليات..
نعى أ.د/ محمد صالحين؛ أستاذ العقيدة والفكر الإسلامي بكلية دار العلوم، جامعة المنيا، د. حسن حنفي؛ ووصفه بالإنسان النبيل، والوطني المخلص، فيلسوف الحرية، والثائر الرشيد، وصاحب المشروع المنهجي الأبرز خلال نصف القرن الأخير.
وأضاف على صفحته بالفيس بوك، كان واسع الأفق، عالمي الثقافة، عربي الانتماء، إسلامي النزعة، وكان شغوفًا بالتأليف الأكاديمي الرصين الممنهج، بقدر زهده في عرض الدنيا الزائل.
وقد أدى ضريبة آرائه المستقلة بكل شجاعة، وخاض معاركه الفكرية بكل جسارة، وترك لنا إرثًا فلسفيًّا نادرًا، بحاجة إلى مركز دراسات متخصص؛ للإفادة منه، وتقديم كنوزه إلى الأمة العربية.
إن خسارتنا في مفكرنا الراحل أكبر من أن تسعها الكلمات.
ثم ترحّم عليه؛ رحم الله أستاذ الأساتذة/ حسن حنفي، وغفر له، وأحسن وفادته عليه.
حسن حنفي شخصية محيرة جدا
أما الدكتور محمد الشرقاوي، أستاذ الفلسفة والعقيدة بجامعة القاهرة فقال: قال لي حسن حنفي، ونحن في مطار فرانكفورت في طريق عودتنا إلى مصر العزيزة، بعد مشاركتنا في مؤتمر علمي:
كنت قد دعيت إلى لقاء حسني مبارك ببعض المفكرين والكتاب في افتتاح معرض القاهرة الدولي للكتاب، ودعيت أن أتكلم، فطلبت من الرئيس طلبات محددة تتعلق بالحريات والكرامة، فغضب غضبا شديدا، وقال ساخرا.. متهكما:
هو أنت فطرت النهارده إيه.. متكونش فطرت فول ياحسن؟!
وقال الشرقاوي عنه، أشهد بأن حسن حنفي كان شجاعا.. صداعا بكلمة الحق.
وسأل المقاصدي د. وصفي أبو زيد، أستاذه د. محمد الشرقاوي عن مقولات د. حسن حنفي، من وجهة فلسفية بما كان له به من صلة ومناقشات وما بينهما من اختلافات، فرد عليَّ قائلا حفظه الله تعالى:
(حسن حنفي شخصية محيرة جدا، هو مفكر متفلسف يناقش كل الأمور بعقله الخالص دون اعتبار لأمر غير العقل، والذي يتفلسف أو يفكر ويجتهد، قد يصيب وقد يخطئ، وهذا هو حاله، أصاب في أمور، وفشل وأخطأ وتعوجت به السبل في أمور أخرى.
على كل حال:
أرى أن الرجل متأول.. متأول
وهو ليس فقيها وليس داعية كي يحاكم بما يحاكم به الفقيه والداعية
إنا أختلف كثيرا جدا مع مشروعه وفكره، بل وعن طريقة تعبيره عن أفكاره، فهي طريقة مستفزة أحيانا كثيرة
لكني أرى أن الرجل مخلص لعقله وفكره، وليس دعيا وليس مأجورا
وأرى أن الرجل ليس في حال عداء مع النص الديني قرآنا وسنة،
وأرى أن عاطفته الدينية قوية،
وانه كان يستعد ويترقب لقاء ربه ويدعوه ويتضرع إليه، في مذكرات،
وأرى أن الرجل قد اشتغل وهو مريض جدا لأربع سنوات لإنجاز كتابه الأخير (التفسير الموضوعي للقرآن الكريم).
وشهدت له ولنصر حامد أبو زيد موقفا رصينا قويا في الدفاع عن الألوهية والنبوة وضد هجمات أدونيس، وتصديا لهجومه الشرس.
كما أني اشهد بأن الرجل كان شجاعا جدا جدا في الصدع بالحق والجهر به،
وكان رفيقا مع مخالفيه، وكان يستمع لناقديه (وأنا منهم) ويقدرهم.
حسن حنفي يصيب ويخطئ، ويمكننا أن ننتقد أخطاءه، وننتفع بأخلاقه والصحيح في اجتهاداته.
ثم إني: أرجو أن أكون من الدعاة… ولست من القضاة.
حسن حنفي كان معجبًا بالشيطان وإبليس
يقول أستاذ علم الاستشراف، صفوت بركات، حسن حنفي كان معجبًا بالشيطان وإبليس على وجه خاص وجعله رمز الحرية وتمرد كما تمرد إبليس على كل أصل سماوي أو أرضي وكل منتج حضاري مؤمنا بنفسه أنه سيخرج للعالم والحضارة تفسير خاص به شيء جديد فمن لم يلحظ عقيدة التمرد عند حسن حنفي لم يشتم طريقة العلم.
تصرفات منحطة
ويقول الكاتب الصحفي ممدوح الشيخ، لمن لا يعرف….
خلال ما يزيد عن 10 أعوام كان نجم الأستاذ الدكتور عبد الوهاب المسيري فيها قد لمع بشدة في عالم إنتاج الأفكار.. كان حسن حنفي يشن حربًا «شخصية» شعواء على الرجل بسبب نقده الجذري للعلمانية.
أحد فصول هذه الحرب «الوضيعة» جرت في إحدى جامعات جنوب إفريقيا التي كان أحد أقسام الدراسات الإنسانية فيها يتجه إن اعتماد أحد مؤلفات المسيري كمقرر لطلاب الدراسات العليا.. وفعل حسن حنفي ما لا يمكن تصوره من التصرفات المنحطة التي لا صلة لا بالعلم ولا بالتفلسف ولا بالاجتهاد ولا بأي شيء إنساني.. حتى تحقق له ما أراد..
ولا تعليق..
مغالطات الدكتور حسن حنفي
محمد اسماعيل، ماجستير الدعوة والثقافة الإسلامية
من مغالطات الدكتور حسن حنفي رحمه الله
قوله (لم يجمع القرآن الكريم في عهد الرسول بالإجماع. وفِي أي عصر جمع القرآن بعد ذلك. في أي منً الخلفاء الأربعة عليها خلاف عليها كما هو الحال في تدوين الإنجيل….)
فهو بذلك نفى جمع القرآن الكريم في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم من خلال الاجماع وهذا مخالف للحق والحقيقة. كما ساوى بين أقوال العلماء في خلافهم في تدوين الانجيل مع قوله بأن هناك خلاف بين العلماء في القول بجمع القرآن الكريم في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم
ينظر: كتاب من النقل إلى العقل. د حسن حنفي.ج1، ص230، مكتبة مدبولي
أخيرا مات حسن حنفي على ما عاش عليه.
ويقول د. يحيى إسماعيل حبلوش، الأمين العام لجبهة علماء الأزهر، على صفحته بالفيس بوك،
مات «حسن حنفي» أستاذ الفلسفة ورئيس قسمها الأسبق فلا تسترخصوا دينكم معه.
مات وهو القائل في مجلة «إبداع» عدد أكتوبر ١٩٩١م تحت عنوان «تجديد اللغة شرط للإبداع»
قال: وقد أصبح لفظ «الله» مشحونا بمعان قد تخالف ذاته التي لا يعلم كنهها أحد؛ فهو الذي ليس كمثله شيء..
فلا يمكن أن يكون لفظ «الله» لفظا موضوعا في قضية؛ لأنه لا محمول له؛ ولا يمكن التعبير عنه في ألفاظ؛
وإذا كان لفظ «الله» يفيد المثل الأعلى فإنه يفيد الحرية عند السجين؛ والخبز عند الجائع؛ والماء عند العطشان؛ والعدل عند المظلوم؛
والكساء عند العاري؛ والمأوى عند اللاجئ؛ والوطن عند الشريد؛
والأرض عند المحتل؛ وهو الشارع عند علماء أصول الفقه؛ الله محبة كما يقول إخواننا الأقباط».
من العقيدة إلى الثورة
مات حسن حنفي الذي قال ولا يزال يقول في كتابه «من العقيدة إلى الثورة» ٤/ ٨٢: و«الكذب؛ والإضلال؛ والغواية؛ وكل القبائح تجوز على الله؛ مادام الله لا يجب عليه شيء».
وفي المصدر نفسه ٢/ ٤٦؛ ٤٧: «ويكشف أي دليل على إثبات وجود الله على وعي مزيف».
مـاتَ حسن حنفي الذي يقول: «وكما أن الله والإنسان شيء واحد؛ فكذلك الله والطبيعة شيء واحد؛ لا فرق بين الخالق والمخلوق» من العقيدة إلى الثورة ٥/ ٤٣١
مات حسن حنفي الذي يقول: «الله لا يتدخل في أعمال العباد؛ ولا يشاء منها فعلا إيجابا أم سلبا؛ لم يخلق شيئا منها ؛ وإلا كان مسؤولا عن المعاصي والقبائح» السابق ٣/ ٦٦.
مات حسن حنفي الذي يقول: «وإذا بان أن الله كذات؛ وكصفات هو الإنسان الكامل؛
كان أول مضمون للإيمان هو الإيمان بالإنسان الكامل؛ وإذا كان لفظ «الله» في القرآن مقرونا بلفظ «الأرض» (وهو الذي في السماء الاه وفي الأرض إلاه)
كان الإيمان بالله هو في نفس الوقت إيمان بالأرض؛ فقد تعود الأرض تحت الأقدام بعودة الأرض إلى الله في قواعد الإيمان» المصدر السابق ٤/ ٢٥٦
احتلال الأرض
مات حسن حنفي الذي يقول: (إن احتلال الأرض إنما نتج عن إسقاط الأرض كقيمة من وعينا القومي في الألف عام الأخيرة؛ وبقاء الله خارج الأرض؛
والأرض خارج الله في حين جعلت الصهيونية الله والأرض وحدة لا تنفصم؛ وأخذت منا سبب قوتنا؛ ووضعنا بأيدينا في نفوسنا أسباب ضعفنا؛
وبالتالي فإنه يمكن إعادة التوازن إلى وجداننا القومي بالعودة إلى الوحدة الأصلية بين الله والأرض…؛
فكل من يحتل الأرض فقد احتل «الله» وكل من يستولي على الأرض فإنه يكون قد استولى على الله؛
وعلى هذا النحو يتحول إيمان الناس إلى مقاومة للاحتلال؛ ويتحرر «الله» السجين) الدين والثورة ٢/ ٤٢.
مات حسن حنفي الذي يقول: «عشنا في نظم التسلط والقهر؛
وغياب الرأي المعارض لأن الله دعانا لطاعة الله؛ ولطاعة الرسول؛ وأولي الأمر منا؛
وغاب الإنسان من وعينا لأن (كل من عليها فان) حوار المشرق والمغرب ٢٦.
مات حسن حنفي الذي يقول: عذاب القبر تصور شعبي للظلام والهواء الراكد؛ والرائحة العفنة؛ والوحدة؛ والعزلة؛ والوحشة
«من العقيدة إلى الثورة٥/ ٩٠»
بالنسبة لشخص النبي
مات حسن حنفي الذي يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم: أما بالنسبة لشخص النبي -صلى الله عليه وسلم على رغم أنفه وانف عاشقه البيومي-
فلا يلزمه زكاة مال لأنه اختار أن يكون عبدا؛ والعبد لا زكاة عليه؛ فلم يورث؛ ولم يورث..
وتجوز الكبائر على الأنبياء حاشا الكذب في البلاغ؛
وقد يجوز للنبي الكفر بعد الرسالة؛ وجميع المعاصي الصغار والكبار بما في ذلك قتل النساء؛ وتعريضهن؛ وتفخيذ الصبيان.
من العقيدة إلى الثورة ٥/ ٥٤٢.
مات حسن حنفي على ذلك ؛ مات وهو لا يزال يقول: والحقيقة إن إبليس هو رمز الحرية والرفض وتحدي الإنسان
السابق ٤/ ٢٢١
وفي المصدر نفسه ٥/ ٢٤: لم يكن إبليس مخطئا في الرفض؛ ولم يكن مستكبرا؛ بل كان واعيا نظريا؛ ومحققا لفعل الرفض؛ ولكنه أخطأ في تحليل الموقف
مات حسن حنفي الذي ظل يقول:
إن الناصرية موجودة في قلوب الناس وكأنها حلم حياتهم المعرض في الماضي.. فالمستقبل للناصرية الشعبية التي هي استرداد للناصرية القديمة.
حوار المشرق والمغرب ٧٨؛ ٧٩.
مات حسن حنفي الذي يقول: القبح أصلا لا وجود لخ؛ فالقبح درجة من درجات الحسن؛
أو هو وجهة نظر فردية خالصة قائمة على الهوى أو الغرض؛ أو المصلحة.
من العقيدة إلى الثورة ٣/ ٤٠١.
إياكم أن تصلوا عليه
مات حسن حنفي الذي تلك بعض آثاره؛ وأنا أعلم صداقته للدكتور حسن الشافعي الذي كان كثيرا ما يمازحه بقوله: أنت حسن حنفي وأنا حسن الشافعي.
مات حسن حنفي فلا تسترخصوا دينكم فيه وأطلقوا عنده «أذكروا محاسن.. أو تسترخصوا عنده الدعاء بالرحمة
هذا هو حسن حنفي قد عاين أمر آخرته؛ فإياكم ثم إياكم أن تصلوا عليه قبل أن تسألوا أهل العلم منكم
اللهم لا تدخلنا مدخله؛ ولا تؤاخذ الصالحين من أهله ببعض جرائمه. واهتك ستر كل من سعى في هواه؛ وادخله مدخله أن لم بترا علانية منه.
وأخيرا أقول له: يا حسن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدت ما وعد ربك حقا.
الآن لن تلقى الوزير الذي جعلته أمينا عاما لجمعيتك بعد الوزارة ليدافع عنك وقبل مأزورا غير مأجور؛
ولا ابن بيومي الذي رفعك فوق مستوى كل المفسرين؛ ولا الشيخ الذي قال فيك في صحيفة الأهرام ٢٦مايو ١٩٩٦ انه لا يعلم عنك إلا كل خير؛
وأنه يبرئك وينزهك مما نسب إليك؛ ستجده إن شاء الله في أسوأ محل على (ما وعد الرحمن وصدق المرسلون).
المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية