مقالاتمقالات المنتدى

إنصاف التبليغ | بقلم الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي

إنصاف التبليغ

بقلم الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي

#إنصاف_التبليغ

(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)

1. في فترة النقد الساخن صدرت كتب عديدة في نقد جماعة التبليغ..وهذا النقد على ٣ أقسام:

١.نقد صحيح يحب الأخذ به حتى وان خالطته قسوة او مبالغة

٢.نقد غير صحيح وأعظمه من التعميم الجائر

٣.نقد قابل للاجتهاد

2. غير خاف ما في التبليغ أو غيرهم من الجماعات الدعوية من نقص أو خطأ.. ولكن العبرة بالغلبة والرجحان فمن غلب خيره شره فهو مقبول والعكس صحيح..وقد كتبت عنهم قديما في كتاب زغل الدعاة.

3. لعل جماعة التبليغ يصدق فيها قول سعيد بن الـمسيب : لـيس من عالـم ولا شريف ولا ذي فضل ، إلا وفـيه عيب ، ولكن من الناس من لا ينبغي أن تذكر عيوبه ، ومن كان فضله أكثر من نقصه ذهب نقصه لفضله.

التمهيد لابن عبد البر (11/161)

4.سوف اذكر هنا ما امتازت به جماعة التبليغ

إنصافا لها وحثّا على الأخذ بأحسن ما لديها( الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه)
وعونا لها في جهدها الكبير لإصلاح القلوب وتهذيب النفوس وخدمة الاسلام
ولعل أهل العلم والفضل والدعوة يشاركونهم ويسددونهم ويستفيدون من خبراتهم الدعوية الكبيرة

5- من مميزاتهم انهم يخرجون بأموالهم وأنفسهم من دون دعم من حاكم ، أو تاجر ، أو متصدق..وهذا مما جعلهم في انعتاق وانطلاق وأبعد عنهم مشاكل الأموال وهمومها وتنازع الناس حولها.

6- وصلوا الى معاقل الفساد وأوكاره فاستخرجوا من جوفها من اهتدى وأصبح داعية لغيره، فكم من متعاطي عهر ومدمن خمر وتارك للصلاة وعاق لوالديه؛ هداه الله على أيديهم فتحول إلى صالح طيب وبعضهم أصبح داعيا للخير والمعروف

7. وصلوا إلى كثير من البلدان النصرانية والوثنية، و كانوا سببا لدخول بعضهم في الاسلام في ألمانيا وفرنسا وبلجبكا و أمريكا وكندا وجنوب أفريقيا وأدغال أفريقيا ،والهند والنيبال واليابان وكوريا وغيرها.

8- لهم منهج علمي منه: القرآن و رياض الصالحين والنووية، ويقرأون بكثرة في كتاب حياة الصحابة وقد أثر فيهم واصطبغوا بسير الصحابة لكثرة مذاكرتهم لهذا الكتاب.

9- يسيّرون آلاف الدعاة كل عام منهم من كل الأجناس وبكل اللغات ومعهم العالم والمتعلم والأمي ،ويرسلونهم إلى عموم أقطار الارض دعاه الى الله .. وأحسب أنه لا تستطيع أي جماعة ولا أي دولة إرسال مثل هذه البعوث في العالم دون انفاق ملايين الدولارات ؛ للاسفار والسكن وللطعام والشراب.

10- يعقدون اجتماعات سنوية بالملايين ، في باكستان والهند وبنجلاديش وماليزيا ، دون مساعدة من أي دولة ،و ينظمون بأنفسهم هذه الاجتماعات الضخمة سفرا واستقبالا ونقلا وسكنا وطعاما ونظافة وعلاجا، بما قد تعجز عنه دول في جمع هذه الجماهير بلغات مختلفة في مكان واحد، وقد رأيت ذلك بعيني .

11- عرفت كبارا منهم من العرب خاصة ومن غيرهم قليل، ومن خالطهم لمس ما لديهم من اهتمام بأعمال القلوب كالاخلاص لله وطلب الثواب، فلا تصوير لاجتماعاتهم ، ولا كاميرات ، ولا يدعون مراسلين ؛ لتغطية أعمالهم و اجتماعاتهم، فهم يعتقدون ان مجالسهم للذكر والتذكير تحضره الملائكة ، فلله ملائكة سيارة تلتمس حلق الذكر ، وهذا ما يهدفون إليه بحضور ملائكة الرحمن.

12- يعقدون اجتماعات كبيرة في الاردن ولبنان واليمن والخرطوم وتشاد وأمريكا الشمالية ، وفي عدة عواصم أوروبية كل عام ، و يسيرون جماعات؛ دعاة إلى الله ، ويقيمون الصلاة والاذان في البر والبحر والجو ، لا تأخذهم في إظهار شعائر الله لومة لائم.

13- جذبوا بلطفهم وحسن أخلاقهم ودأب دعوتهم عقول الشباب والشيوخ، و رجال دول إسلامية وغير إسلامية، و عقول علماء من العرب والعجم ، وعلى رأسهم الشيخ أبي الحسن الندوي ( صاحب كتاب ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين) والشيخ الجزائري.

14- يعملون بجد ونشاط في البيوت والنوادي والمقاهي والفنادق والمتنزهات في كل مكان، ولا تستطيع دولة إيقاف نشاطهم ، فإن منعوا من المساجد ؛ نشطوا بالدعوة في الفنادق ، وإن منعوا من الفنادق،ذهبوا المنازل ؛أو اشتغلوا بالدعوة في الشوارع ؛ و إن منعوا من الشوارع ؛ دخلوا الازقة والحانات والمقاهي بدعوتهم، وفي الحافلات والقطارات والطائرات.

15- يخرجون جماعات،وبعض الرجال يخرجون بمحارمهم ؛ للدعوة، من الصين اليابان شرقا ، حتى أمريكا غربا..ويرسلون الشباب إِلى بلدان تناسب سنهم ، وكبار السن إلى البلدان الخالعة.

16- تجد فيهم ( المعلم والطبيب والمهندس ، والنجار والحداد، العربي والعجمي ، المتعلم والامي ، و الشيب و الشباب ، و جندي المباحث وإمام المسجد، وشيخ القبيلة والمهمّش، وابناء الثراء والفقراء) .

ويرون أن الدعاة هم أولى بوصف ( خير أمة أخرجت للناس ) .

17- يرون ان من أفتى ضدهم أو قام بالتحذير منهم لم يعرف حقيقتهم ؛ وأن ذلك محفزا لنشاطهم في نشر الخلق الاسلامي وروحه وقيمه، ولا ينشغلون بالمحذرين منهم ولعل في هذا دلالة على الحق والخير الذي يحرصون عليه ،ودلالة على عدم الخوض والانتصار للنفس الذي هم بعيدون عنه.

18- لهم أخلاق تميزوا بها وخصال اشتهرت عنهم منها: أنهم يردون على المسيء بالاحسان، والجاهل بحالهم بالصبر والتحمل ، والشتم الموجه لهم بقولهم جزاك الله خير ، و يفهّمك الله و يفهّمنا الحق، ولهم صبر على رعونات من يرافقهم،وعندهم تحمّل وكظم للغيظ وفرح بخدمة المسلمين وإكرامهم.

19- من التحق بركبهم واقتنع بهم لا تكاد تسمع منه لاغية ، لا شتم ولا سب ولا لعن ولا تحذير من فلان ولا علان ، لا يتعرضون للحكام من ملوك وروساء،إلا من تعمد إيذاءهم فقد يدعون عليه، ويتعرضون للعلماء وإن خالفوهم..يشتمون فقط عمل الشيطان، ويدخلون الناس من عمل إبليس إلى عمل الأنبياء والمرسلين ، في دورات تدريبية عملية هي مدة خروجهم.

20- لا يطوفون على أهل القبور تبركا ،ولا يطوفون على أهل القصور رغبة او رهبة.ولاعلى الأثرياء طمعا فالكل من أهل القبور والقصور فقراء لله ، في حاجة لله ، والله هو الغني عنهم ، و هم الفقراء لله.

21- يكتسبون الاحترام في معظم البلدان،و في المطارات والموانيء والقطارات والحافلات، من خلال هيئتهم البهية ، وجمال وجوههم المضية، وعمائمهم الجميلة؛ فيعامَلون بتيسير وتقدير احتراما لهم ،سواءمن أهل الاسلام و من غير المسلمين.باستثاء جلاوزة بلدان تخاف من انتشار الخير و الصلاح!

22- يحيون رسالة المساجد، فهم ينزلون ضيوفا في بيوت الله، لا في فنادق 5 نجوم ، ولا 3 نجوم ، فيستأنس بهم الامام والمؤذن والمصلون، و يقدمون هديا متواضعة ذات دلالة من مصحف وتمر وطيب وسواك وما إلى ذلك.. مع كثير من التودد والحب والتواضع.

23- من مهامهم الكبرى إحياء رسالة المسجد ،ويجتهدون في ذلك مع المبتعدين عن دخول المساجد ؛ كسلا أوعدم حب لها؛ فيعقدون علاقة بين المسلم العاصي والطائع في المسجد ، ويربطونهم بأعمال المساجد من اعتكاف ومجلس تلاوة ومكث للذكر.

24 -لهم أساليب في الخطاب الدعوي يعتمد اللطف واللين و على ضرب الأمثال المؤثرة وايراد الحكم البليغة والقصص الجذابة “لولا مبالغات عند بعضهم في العجائبيات”.

25- أحسب إنها دعوة نافعة ، كتب الله لها القبول عند الناس ، و ظهرت آثارها في أناس كانوا من أعتى العصاة وأفجر الفجار، وصدق الله ( وأما ما ينفع الناس فيمكث في الارض ) ..سواء رضي الناس ام لم يرضوا.

‏‎#إنصاف_التبليغ

اقتبست بعض هذه التغريدات من رسالة وصلتني في الفيس من أحد المشائخ.

 

(المصدر: صفحة د. سعيد بن ناصر الغامدي)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى